الصفحة الأساسية > الأخبار > هذه حقيقتي... سيدي ولد أحمد مولود

هذه حقيقتي... سيدي ولد أحمد مولود

الجمعة 27 تموز (يوليو) 2018  10:19

كثيرا ما يُصنفني بعض النشطاء السياسيين على أنني أنتمي سياسيا لحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية (تواصل)، وهو تصوُّر مَجافٍ للحقيقة، ولعله مَبني على أوهام وحسابات خاطئة، بسبب موقف أو سلوك مُعين لم يستوعبوا خلفيته ودوافعه... لكن إذا عرف السبب ضعف العجب، كما يقال.

إن هذا التصنيف لأمثالي من الشباب شائع بين بعض اللبراليين أصحاب الثقافة الفرنسية لفراكفونية وهو مبني على نظرة نمطية، تلازم أذهانهم، حيث ينمون إلى حزب تواصل كل شخص مُحافظ يحمل ثقافة إسلامية أو درس في محظرة أو تخرج من معهد إسلامي… إنها نظرة حولاء، وفكرة عرجاء، فالقيم والعلوم الشرعية أوسع وأشمل وأنبل وأقدس من أن تكون حكرا على حزب سياسي أو منهج يدعي الإصلاح.

كل ما في الأمر أنني أؤمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا، وأؤدي أركان الإسلام الخمس، وأتجنب كبائر الذنوب، ومنكرات الأعمال، والسبع الموبقات… ولكني لا أنتمي لحزب تواصل، ولم أتقلد فيه منصبا سياسيا من أي نوع، كما لم أعمل في أي مؤسسة من المؤسسات المحسوبة عليه، بل أحب أن أعيش حُرا، بعيدا عن التحزُب والأيدولوجيا، وكلُ فكر يَدعي الحق ويحتكر الصواب، وأنظر برحابة صدر وسعة أفق إلى تنوع المشهد السياسي، وأستمع للجميع بإنصاف وإنصات، أعشق العفوية، وأنظر بعيينين وأستمع بأذنين، كما خلقني ربي وأراد لي أن أكون.

إني أتعامل مع الناس بمختلف انتماءاتهم الفكرية والسياسية والفئوية طبقا للقواعد التالية:

* كلٌ كلام يؤخذ منه ويرد… رأيي صواب يَحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب.

* أحببْ حبيك هونا مَّا عسى أن يكون بغيضك يوما مَّا، وأبغض بغيضك هونا مَّا عسى أن يكون حبيبك يوما مّا) حديث شريف، وهذا ما يُعبر عنه الموريتانيون بقولهم “لا تبق حتَّ لعلَّ، ولا تكره حتَّ لعلَّ”.

* أزنُ الناس بميزان العدل والإنصاف، فلا أعتبرهم من الملائكة المقربين، ولا من مردة الجن والشياطين، بل أراهم جنسا بين جنسين: فمن مال منهم إلى الخير والفضيلة اقترب من جنس الملائكة، ومن مال إلى الشر والرذيلة كان أقرب إلى جنس الشياطين.

* أن البشر أودع الله فيهم الخير والشر، فمن غلب خيره شره، فهو إنسان طيب، ومن غلب شره خيره فهو إنسان سيء.

* أعامل الناس طبقا للمبدأ الدبلوماسي الذي أسسه معاوية بن أبي سفيان (لو كان بيني وبين الناس شعرة لما قطعتها، فإن رخوها شددتها، وإن شدوها رخوتها).

* أن علاقتي بالأحزاب السياسية والمذاهب الفكرية مثل علاقة شاب مثقف يطالع في عدة مجالات، تارة يعجب بهذا المؤلف، وتارة يستحسن المنهج العلمي لذلك الباحث، وأحيانا يستعذب كلام هذا المفكر.

* لا أعتبر الأحزاب السياسية أعداء ألداء، ولا أتعامل معهم بوصهم قديسين مبرئين من كل عيب.

* لا أميل إلى النقد الجارح والكلام البذيء، ولا أحب التزلف والتملق لأن صاحبهما يفقد المصداقية والموضوعية، فالأول ينفع خصمه من حيث أراد أن يضره، والثاني يضر مُحبه من حيث أراد أن ينفعه، وقد صدق الإمام علي حين قال (لا تصحب الأحمق فإنه يريد أن ينفعك فيضرك).

* أؤمن إيمانا عميقا بأن الأمة – أيَّ أمة – لا بُد لأفرادها من قواسم مشتركة مقدسة تجمع شملهم وتوحِد صَفهم وتكون لهم صمَّام أمان من الفتن والنزاعات...

ومقدسات الشعب الموريتاني تتجسد في الإسلام واللغة العربية، وتماسك النسيج الاجتماعي لهذا لا بد من العض عليهما بالنواجذ.

هذه أهم ملامح توجهاتي الفكرية ونظرتي للأحزاب السياسة.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016