تشهد الساحة السياسية في بلدية كيفه المبنية على المنطلقات والأهداف القبلية غموضا كبيرا في حقيقة المواقف التي تتكتم عليها المجموعات القبلية وحتى الأشخاص فيما يتعلق بالاختيار بين 22 مرشحا لهذه البلدية، وهو الأمر الذي يبدو أن المنسق الجهوي للحملة السيد محمد الأمين ولد سيدي قد أدركه جيدا فصار يَقْرن الليل بالنهار وينفذ الكثير من الاتصالات بالمغاضبين وبالذين تحوم حولهم الشبهات من أجل ضمان تصويت جميع "الاتحاديين" لمرشحي الحزب، حيث تؤكد مصادر الحملة أن الحزب يجتهد في مقاطعة كيفه من أجل تحقيق هدفين هما الفوز بمقعدين في النيابيات وبتجاوز بلدية كيفه في الشوط الأول، وهي أهداف يبدو حتى الآن أنها لا تزال بعيدة.
فبعد انقضاء 5 أيام على الحملة الانتخابية على مستوى بلدية كيفه ظهر أن ثلاث لوائح هي من يتصدر المشهد ،وبات من شبه المؤكد أن هذه الدائرة ستذهب إلى شوط ثان، وحسب المؤشرات والاستطلاعات التي تنطق بها ساحة التنافس فإن لائحة الحزب الحاكم ستحتل الرقم الأول على أن تليها لائحة اتحاد قوى التقدم أو لائحة حزب تواصل.
وهنا فإن المراقبين يربطون تفوق تواصل على قوى التقدم من خلال ما ستسفر عنه الصناديق القبلية ذات العلاقة الوطيدة بهذا الحزب؛ فإذا استمر عصيانها على الحزب الحاكم وتجاهلت خطاب الرئيس فإن ذلك سيكون في صالح تواصل.
أما إذا رضخت للضغوط القوية التي تمارس عليها الآن من قبل الحزب والسلطة فإن الحظ سيكون إلى جانب قوى التقدم الذي يعتمد على قاعدة شعبية تاريخية تجذب الآن الكثير من الداعمين والأنصار خاصة وأن هذا الحزب دفع بشاب من سكان المدينة القديمة الذين يشعرون بالتهميش منذ زمن ويرون أن ولد صغير يمثل بالنسبة لهم تحقيق حلم قديم.
هذه اللوائح تليها لائحة التحالف الشعبي التي ترشح المهندس الشاب محمد محمود ولد ابابه من حي "اقليك ولد سلم" حيث يفقد الوسط الاجتماعي هناك عوامل الاندفاع في بلدية الحزب الحاكم وربما يعتبر هؤلاء أن هذه فرصتهم التي ينبغي أن لا تضيع للثأر من انقلاب الحزب على المرشحة التي أعلن عنها أول الأمر ثم تراجع عنها وبالتالي يجب التصويت للإبن القادم من بوابة حزب التحالف الشعبي.
هناك أيضا لائحتين سيكون لهما حساب يذكر هما لائحة حزب التحالف الديمقراطي التي يقودها الغوث ولد القاسم ولائحة الوئام التي ترشح أحد أبناء المدينة" التاريخيين" هو الأستاذ عمار صمب صو.
إن تشتت الأصوات بين هذه اللوائح سيكون خسارة للحزب الحاكم الذي كان يهيمن على كل البلدية وبحصول شوط ثان فإن هذا الحزب سيكون على حافة الخطر وستكون مهمته أكثر صعوبة من شوطه الثاني في انتخابات 2013 .