الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفة..الماء و الولاء !/ الحسن ولد محمد الشيخ

كيفة..الماء و الولاء !/ الحسن ولد محمد الشيخ

الاثنين 24 أيلول (سبتمبر) 2018  05:11

كيفة..الماء و الولاء !

أطلت الشمس خجولة، صباح اليوم الأول للإنتخابات ، من خلف غيمة كانت قد امتلأت غضبا علينا ، و اسودت حزنا على مصيرنا فآثرت الإحتجاب و تركتنا في قحط شديد . . و رغم ذلك ذهبت إلى السوق -كالعادة- ألتمس أخبار الغيث ، و أخوض مع الخائضين في جديد السياسة ، و تعيينات الخميس و حظ القبيلة .

جلست أتناول أطراف حديث مجتر ، كان يتأثر بدرجة الحرارة ، و أثناء ذلك دلف المحل رجل حسن المظهر ، لا يرى عليه أثر السفر ، لكننا نعرفه و نعرف أصله و فصله . توسط المجلس و بدأ الكلام ، فكان في حديثه خطابة تستعذبها الآذان ، و في هيئته مهابة تطمئن لها الأعين .

كان حديثه المتبل بالقبلية طعما أوقعنا جميعا في مصيدته . و لم ينبس أي منا -لحظتها- ببنت شفة ، و كأن العطش قد قطع الحبال الصوتية .

أمعن و تعمد إثارتنا بالحديث عن الماء و الولاء و الإنتخاب ، في زمن الجدب و الغلاء ، فتدفقت خيبات الأمل من الزبناء قبل الجلساء ،و نحن إذ ذاك في أحد دكاكين الأمل .

فعدت سريعا إلى ذاكرتي أفتش عن بعض النضالات ، فوجدتها غصت بأفكار مشوشة، أعياها الكبت و التجاهل، فانتفضت جاعلة من عطش المواطن مرعى خصيبا تقضم منه بنهم و تلوك بشره متجاوزة الحدود الطبيعية في التعاطي مع الأحداث لتكسر بذلك قيود التبعية العمياء و الحمية الجوفاء .

حاولت التحكم فيها فشردت بعضها جامحة تلتمس للمتملقين عذرا و هي تنشد :

ليس التملق في عصرنا خطأ فالناس قد مسها الإملاق و الظمأ والصيف قد جاد في التخبيل مقدمه عسرا و بات يسوس القوم من نكؤوا

مسحت الهم و الحزن ، و مسحت الطاولة كي أعزز المنطلقات من جديد ، فكنت أفكر في صخب لم أستطع معه تحليل الواقع و لا تخطيطا للمستقبل ، لتجد نفسي نفسها رخيصة على موائد أصحاب المال و الجاه .

سرت أبحث عن الأنا ، فوجدت العقل يسخر في صمت من جموع حشدتها" ثأرات كليب "، أو " أموال قارون "وقد تم استنفارها لغزو الحقيقة و تلميع معالم الواقع المر أو "طمسه" ، بانتخاب خيارات أحزاب السلطة .

ديست الكرامة ساعتها ، و سارت الشهامة نحو ماضيها . و فرت المروءة صوب المجهول ، تاركة هياكلنا تجر أذيال العار فوق التلال نساق كالقطعان.. نباع و نشترى .

عندها تجهم النهار في وجه الداعين لتجديد البيعة و عبس الليل في مصير المعارضة . فأثقل القلب بؤس العباد و ضاق الصدر بعسر البلاد ،و امتطى اليراع صهوة الصحف، يشق عباب الخيال .. يمخر بياض الصفحات ليترك بين السطور "كلمات ليست كالكلمات " .. كلمات شاحبة كوجوه أبناء المدينة .

الحسن محمد الشيخ

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016