الصفحة الأساسية > الأخبار > أقورط ... من يفوز على من؟

أقورط ... من يفوز على من؟

الاثنين 10 أيلول (سبتمبر) 2018  11:09

بقلم/أعمر المختار محمد محمود مهاجر مقيم في غينيا بيساو

أغورط واحدة من كبريات البلديات الريفية في موريتانيا و أكبر بلدية ريفية في مقاطعة كيفه حباها الله بالكثير من المناظر السياحية و مقومات التنمية و يقع أغلب تجمعاتها السكنية على طريق الأمل بين كيفه ثاني مدينة في البلاد و الطينطان أكبر مركز تجاري في الشرق، يمكنها النهوض لو حظيت باهتمام من الحكومة و لفتة من السكان تتمثل في حسن الترشيح و حسن الاختيار.

تشمل البلدية عدة مجتمعات تتفاوت في العدد و الاستعداد لخوض "السياسة"، ظلت متمسكة بالثنائية القطبية رغم أن كلا القطبين يفضل "القيادة" و لا يغادر إلا عندما تختار الطرف الآخر، لكن مؤخرا كثر الخارجون عليها و كثرت لديهم الوسائل و الأعذار.

و في هذه السنة كانت الملاحظة الأبرز وجود داعم جديد من خارج المجتمع التقليدي المتحكم في البلدية، أنفق بسخاء و كسب، كما كسب حلفه التفوق و لأول مرة في تاريخ البلدية يتفوق الطرف المعارض للقيادة التقليدية على الطرف الذي تدعمه.

يرى بعض المهتمين بالشأن المحلي أن عدة عوامل أدت إلى ذلك الفشل من بينها عدم تحمس الناخب للعمدة المنتهية ولايته و كذا اختيار مناديب حزبيين للبلدية من خارج سكانها منهم وزراء سابقون و أطر و رجال أعمال مما ولد امتعاضا و شعورا بالغبن و الاستغلال، في حين لم يتعب هؤلاء أنفسهم بالقدوم إلى البلدية التي كانت سبب صعودهم إلى مؤتمر الحزب و لا حتى المساهمة ميزانية حملتها، ينضاف إلى ذلك تقاعس الكثير من الأطر المتمسكين بالقائد التقليدي عن التخندق في الصراعات الداخلية و اكتفائهم بالدعم في حالات المنافسة مع قبائل أخرى.

كما أن كثيرا من أبناء الحاضنة التقليدية للمرشحين يشعرون بالتهميش ويعددون الأطر والكفاءات العاطلة رغم ولائها للحزب الحاكم و للقبيلة و هو ما ظهر جليا في الهبوط المستمر لنتائج الحزب في مكاتب المجموعة من 2009 وحتى آخر انتخابات.

من جهة أخرى قد لا يستمر رجل الأعمال و البرلماني الصاعد في دعم حلفائه في الشوط الأول فهو أولا أوصلهم لمركز لم يكونوا بالغيه إلا بوجوده في صفهم و هذا في حد ذاته دفع للثمن، كما أنه ليس ملزما بالاستمرار في استفزاز الرجل القوي في المقاطعة خصوصا أنهما كانا حليفين و أمامها انتخابات رئاسية ساخنة تحتم اتحادهما كي لا تزيد أصوات المعارضة، ثم إن هذا البرلمان وارد الحل إذ ليس من المنطقي بعد تجربة سيدي ولد الشيخ عبد الله أن يستمر رئيس جديد مع برلمان سبقه و هذا ما قام به الرئيس الشاب أمانويل ماكرون الذي حل البرلمان ليتمتع بأغلبية تمرر مشاريعه و مدينة له.

و لئن كان نفوذ المجتمع التقليدي قد تراجع أمام أموال الخارج فإن هذه الأخيرة لن تستمر في السياسة المحلية فلا عائدات المنصب البلدي مغرية و لا تشكل استثمارا و لا العصبيات و التحالفات دائمة و أكبر شاهد على ذلك تحالف عمدة كورجل مع الزعيم التقليدي رغم اختلافهما في استحقاقات 2013.

و يبقى الأصلح أن نستخدم المال لتحسين أحوال الأقارب و الجاه لتعزيز العلاقات الأخوية بينهم و لتكن حربنا على الجهل والفقر، و لنخرج من جحر الأغبياء المستغَلين إلى فضاء المساهمة في تطوير الدولة و النهوض بها، و لنفز على عقدنا و شعورنا بالدونية أو بالكِبر و لنعِ أن منصب عمدة ريفي لم و لن ينجز شيئا لا يستحق كل هذا الجهد.

أعمر المختار محمد محمود

مهاجر

مقيم في غينيا بيساو

2 مشاركة منتدى

  • أقورط ... من يفوز على من؟ 10 أيلول (سبتمبر) 2018 13:10

    الحمد لله أن جاليتنا بغينيا بها من يكتب باسلوب رفيع.
    شكرا

    الرد على هذه المشاركة

  • أقورط ... من يفوز على من؟ 10 أيلول (سبتمبر) 2018 14:17, بقلم الحسن

    أحسنت إنه تحليل ممتاز من عارف بالمنطقة، متزن في الطرح...
    و مادام العنوان هو اقورط.. من يفوز على من؟
    فاسمح لي ان اجيب على ظاهر الكلم بهذه الإجابة الساذجة :
    الفائز -طبعا- هو أحد المترشحين.
    المهزوم هو مناصرو كل من المترشحين...
    ذلك أن هؤلاء المناصرين تعبوا قبل الحملة و اثناءها و فرق الاصطفاف بين المرء و ذويه و بعد الحملة لن تساهم البلدية في حل مشاكلهم المتفاقمة من صحة معتلة و تعليم سيئ و فقر مدقع و و و....

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016