الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفة مَعْلَمُ أشباح و تضاريس خيبات سياسية!

كيفة مَعْلَمُ أشباح و تضاريس خيبات سياسية!

الأحد 18 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018  12:00

محمد جبريل

كل ما هنا يشير للنكسة، فما عاد هنا شيء يمت للحياة بصلة، في هذه المدينة التي كانت مسكونة بالصخب المزمن. كل زاوية، مع كم التواريخ المنقوشة على جنابتها، باتت مكان آمن لانتظار ذلك المستقبل الذي لا يأتي. حتى البشر هنا بوجوههم الشاحبة و ملامحهم الملتبسة، ماعادوا يصلحون لغير المتاحف-في المدن التي تكرم صمت الأموات- فلم يعد المستقبل يعني لهم شيء، وقد إعتزلتهم الحياة منذ أمد بعيد و باتوا محض هياكل من الزمن القديم .

كل ما تقابله هنا يشي لك بفضيحة سياسية، حتى الشوارع النائمة بهدوء كل الأشياء التي لا علاقة لها بالقلق الوجودي، تأن قارعتها بالخيبات.

ماعاد هنالك حلم، بغير الآخرة حتى القمامة الراقدة في كل مكان تنتظر آخرتها تلك التي لا تأتي حتما على أيدي عمال النظافة الذين لا تعرفهم المدينة و لا البلدية المستقيلة في غير الظروف الانتخابية!

المنازل التي كانت على زماننا بوادر نهضة عمرانية باتت معالم أثرية و ماعادت تعني شيء لأهل كيفة، و مع ذلك فهي خزان من الذكريات الدافئة لنا نحن الممسوسين بصدى الأصوات التي تحملها جدران الذاكرة.

كل الأماكن المعروفة بالصخب و ضجيج الحياة باتت موشحة بالصمت.

القديمة و ما أدراك ما القديمة لا وتر موسيقي يخترق جدار صمت هذه المنازل التي تشهد على قوة صراخ الحرية في ذلك الزمن الحارق، حين كانت هذه الجدران هي المتنفس الذي يزود فيه المضطهدون رئتهم بهواء الحرية و ينفسون عن وجعهم الذي ظل أنينا تخنقه القيود.

"القديمة" غارقة في صمت قبوري تفوح منه رائحة الأشباح.

تمر بها عند الأصيل فلا تعرف طريقك بين ركام الحي الخاوي إلا من آثار لا توحي بشيء من كل ذلك التاريخ الجامبوري الذي يبدو أنه انطفأ ككل أنوار المدينة العاطلة.

حتى الإستديو القديم الذي رددنا معه أولى الأغاني التي حفظناها صدئت مكبراته الصوتية و ركنت إلى صمت النكبة التي اجتاحت المدينة.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016