الصفحة الأساسية > الأخبار > إطلالة مربكة/الحسن ولد محمد الشيخ

إطلالة مربكة/الحسن ولد محمد الشيخ

الثلاثاء 25 أيلول (سبتمبر) 2018  12:00

الحسن محمد الشيخ

أطل علينا ذات مساء رئيسنا المفدى، ليجعل منا شهودا على سمر صحفي لم يخل من الطرافة في الأسلوب و الغرابة في الأفكار أحيانا . و استعدادا للحدث، كنت قد تأبطت مذياعا صغيرا ذا موجة واحدة تستقطب بثا واحدا هو إذاعة موريتانيا فقط. و ارتقيت سطح البيت كي أتمكن من استقطاب البث بوضوح ثم اتكأت على حصير أصيل أصالة "الخيل" و "النخل" في بلاد شنقيط .

مددت طرفي أولا نحو السماء و كانت مثقلة ساعتها بسحب مترعة بأمل الفلاحين و رجاء المنمين..و بين الفينة و الأخرى تغمز بعض صويحبات الثريا على استحياء و كأنها في غزل عذري مع كل متربص لخطابات من العيار الثقيل .

انتظرت بفارغ الصبر ذلك السمر "الممتع" للرئيس مع صحافتنا المخضرمة، حتى كادت الأجفان تدخل في معركة ضروس مع الكرى الذي ما فتئ يحكم السيطرة على جسد أنهكته سياسة الترويض على تقبل الواقع المزري و ارتفاع درجة الحرارة .

و لأنني أؤمن بحب الوطن و أعرف أن الرئيس هو رمز السيادة ، و أن من واجبه علينا أن نحسن الإستماع -على الأقل- لبعض ما يقول، أعلنت الثورة على الإرهاق قبل أن تعلن الحرب على "الإرهاب" و على النعاس لا على أرزاق الناس وأحسنت الإصغاء جيدا .

بدأ الحوار و ابتدأ الرئيس بمقدمة طللية لا محل لها من الإعراب، و مرت الدقائق تتسارع تترى، و الأسلوب إنشائي أكثر مما توقعت حتى أخذ مني الملل.

نهضت منتصب القامة و خطوت بضع خطوات فوق ذلك السطح و أنا متشبث بالمذياع تشبث الرجعيين بأمجاد الماضي بل تشبث العربي بالرئاسة ؛ و إن في ذلك لمتعة لا تضاهيها متعة حتى و لو تطلب الأمر أن" يسهر الخلق جراها و يختصم" .

تتابع الحوار وازددت إيمانا أن لكل رئيس هيبة و وقارا و أن الخلفية العسكرية المتوجة بالإنقلابات ربما كانت أرحم في بعض محطاتها من الواجهة السياسية المثقلة بالديون و الضرائب .

لذا صرخت في صمت مطبق لعل ذلك أبلغ من الكلام على الهوى.. فأسعفتني ذاكرتي "إياك ثم إياك فالقائد ميكانيكي تغضبه فصاحة منصور و تزعجه تورية أحمد و تضحكه صراحة مسعود".

فأدركت عندئذ أن الآداب و الإرهاب و الإخوان مفاهيم تم صهرها تلك الليلة في بوتقة واحدة لتتم صياغة عنوان لما تستوعبه النخب السياسية في الداخل و الخارج. "الحل هو الحل"

ثم أدركت أن لا قدسية للدستور مطلقا و لا حصانة لأي حزب سياسي ذي خلفية إسلامية و لو كانت واجهته علمانية .

و أخذت ألملم أفكارا من بنات الشتات في موضوع الحل و الحظر و أحاول سبرها بكل وضوح لأعيد قراءة الشعار ألف مرة بصيغة التعجب و الإستفهام هل الحل حقا هو الحل ! ؟ أم أن في الشعار فخا لن نسلم من مآلاته كشعب عربي إفريقي لا يتعظ إلا إذا اكتوى بنار الحرب فيكون الأسى و الندم ولات حين مندم.

الحسن محمد الشيخ

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016