الصفحة الأساسية > الأخبار > معاوية و12/12 وموريتانيا وعزيز!

معاوية و12/12 وموريتانيا وعزيز!

الاثنين 10 كانون الأول (ديسمبر) 2012  12:37

كانت فترة حكم معاوية ولد سيد أحمد ولد الطايع الذي تحل الذكرى 27 لوصوله للسلطة في 12 دجمبر 2012 أطول فترة رئاسية في تاريخ الجمهورية الإسلامية الموريتانية منذ الاستقلال سنة 1960.

وكانت فترة استقرار نسبي داخلي وخارجي علق الموريتانيون عليها آمالا كبيرة في تغيير واقع البلاد المتخلف، لكن الرئيس معاوية رغم حسن نيته لم يتجاوز فتح ورشات مهمة ظل معظمها حبرا على ورق، فالديمقراطية ظلت متعثرة ولم تضمن تداول السلطة والتناوب على دفة الحكم وظلت ديمقراطية شكلية استعراضية تمكن صانعها دائما من الحصول على نسب فلكية في كل الاستحقاقات... كذلك تحولت حملة المعرفة للجميع ومشتقاتها من حملات الكتاب رغم أهميتها إلى تظاهرات أفرغتها الإدارة الراكدة من فحواها وحولتها الى مبررات للصرف والتنافس المحلي في نطاق شكلي ضيق... وطبعا تعثرت الليبرالية والخصخصة ولم تخلق تنافسا يحرك الاقتصاد بل خلقت احتكارات خاصة وادت الى تراجع الدولة في مجالات حيوية كالصحة والتعليم والتامين وغيرها.

قد يكون معاوية نجح في مجال الحفاظ على الهوية الوطنية وتحقيق قدر من الاستقلالية ومن عدم الانحياز لأطراف اقليمية ودولية أرادت وتريد لموريتانيا أن تسير وفق أجندات خاصة.

ومن "انجازات" معاوية السلبية أنه هو من أنشأ سنة 1985 كتيبة الحرس الرئاسي وطورها لاحقا لتصبح جيشا خارج الجيش، وبدل أن تضمن هذه الكتيبة امن الرئيس انقلبت عليه وعلى من تبعه من الرؤساء وأعادت موريتانيا إلى ما قبل المربع الأول.

ومن المنصف أن نقول إن معاوية كان وطنيا مخلصا نجح في أشياء وأخطأ في أخرى... ولكنه رغم كل ذلك ينفرد بمكانة خاصة في قلوب معظم الموريتانيين الذين يتلقفون اخباره بنهم ويتابعون ما يصدر عنه باهتمام... وليس ذلك مستغربا فموريتانيا محكومة من طرف فلول نظامه العسكري والسياسي، فعزيز كان مسؤول أمنه الخاص، وقادة المؤسسات العسكرية والأمنية كانوا ضباطه، وأركان الحزب الحاكم والحكومة هم نفسهم من كانوا يصفقون له ويشيرون عليه بالبقاء وبتوريث السلطة... فموريتانيا اليوم محكومة بنظام فلول يحاول إعادة إنتاج نظام ولد الطايع بأساليب شعبوية ركيكة، مما يدفع بعض الموريتانيين إلى الحديث عن عودته، فبدل إنتاج نسخة من الصورة يتساءل هؤلاء لماذا لا نسترجع الأصل ونقيم المسار؟

ومهما قيل ويقال فإن معاوية ولد الطايع دخل التاريخ في 12/12/1984 وربما قبلها وطبع الحدث الوطني لأكثر من 20 سنة، ومن حقه ما وسعه ذلك أن يقوم بدور جديد من أي موقع خدمة لوطنه ومن حق وطنه عليه أن يحتضنه، فلا يعقل أن يظل منفيا إلى ما لا نهاية فالوطن يسع الجميع، والدول لا تبنى إلا بالتراكمات في شتى المجالات، ولا خير في امة تتنكر لماضيها وتتجاهل ذاكرتها السياسية.

لقد كان يوم 12/12/1984 يوما مشهودا في ذلك الحين فتح بارقة امل فليكن 12/12/2012 يوم صفح ومسامحة وزحام عقول يخرج الصواب ويمنح خيارات أخرى لموريتانيا أخرى لا مجال فيها لتمدين العسكر ولا لعسكرة السياسة.

الراي المستنير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016