الصفحة الأساسية > الأخبار > حان وقت الحصاد// اسلم ولد محمد المختار و لد مان

حان وقت الحصاد// اسلم ولد محمد المختار و لد مان

السبت 26 كانون الثاني (يناير) 2019  06:51

إن حصاد عشر سنوات عجاف متتابعات مرت علي بلادنا منذ حكم ولد عبد العزيز يجعل الوقت قد حان _ قبل مغادرته منصبه وكذا شهود عهده الذين مازال معظمهم علي قيد الحياة -ان نضع ميزان التاريخ لنقيم من خلاله الإنجازات و الإخفاقات التي رافقت تلك الحقبة التاريخية متخذين الحكم علي هذه الإنجازات او الإخفاقات بما تقضي به بيضة القبان الواقفة بين كفتي مزان التاريخ !

إن السيد الرئيس لما وصل الى الحكم بواسطة إنقلابين عسكريين الأول منهما ممهدا للثاني ، قد استبشرنا به خيرا يومئذ لثلاثة أسباب أولهما فساد نظام معاوية ولد الطايع و الثاني كونه رفع شعار مكافحة الفساد و الثالث مؤازرة الفقراء الذين تلقب بإسمهم كما قام بتجميد العلاقة مع إسرائيل رغم اننا كنا نطالب بقطع تلك العلاقة و الى الأبد، ثم انه قام في البداية بتخفيض بعض أسعار المواد الغذائية متخذا ذلك طعما اصطاد به معظم المواطنين لليقبلوا طرحه الذي برر به الاستلاء على السلطة بالقوة خرقا للدستور .

وهنا في إطار هذا التقويم أمامنا كفتين نضع في الأولي منهما ايجابيات حكم ولد عبد العزيز و الثانية الإخفاقات الإنجازات : قام ببناء بعض الطرق ولكن للأسف ترهل معظمها و صارت اخاديد في عامها الأول مما تسبب في حوادث سير مؤلمة ، ثم بني بعض المباني الحكومية التي يقال عنها هي الآخري كان تمويلها جاهزا في ظل النظام المنقلب عليه ، ثم بنى مطارا واحداً ( يلحس قاربه) _كما قيل لصاحب الثور المشهور _ و له مدرجان فقط ، ولا زال مهجورا حتى الآن، علما انه تمت عملية بنائه بمقايضة كما يفعل ( التيفاية او التبتابة) ، و قدم مقابله اكثرية المطار القديم وبعض المدارس القديمة وكثيرا من القطع الأرضية الثمينة شمال و شرق مدينة انواكشوط بالإضافة الى عائدات من ( سنيم) و بعض المساعدات الخليجية .

و من الناحية الثقافية و الدينية احدث برنامجين احدهما إذاعي سماه إذاعة المحظرة ، و الثاني سماه تلفزة المحظرة ، و من الناحية السياسية قام بتغير العلم الوطني بإضافة شفتين عليه مصبوغتين بما يشبه احمر الشفاه ، ثم نشيدا وطنيا كان عبارة عن ندوة شعرية كل شاعر من الحاضرين شارك فيها ببيت من الشعر مما أفقدالنشيد وحدة الموضوع و رمزيته.

و أخيرا و ليس آخرا ختم إنجازاته بأعظمها وهو تغير اسم شارع جمال عبد الناصر لليسميه بشارع الوحدة تخليدا لتظاهرته ضد احد المعارضين وكان هذا الأمر الجلل تم إعلانه في تجمع اشبه مايكون ( بجوقة ) عبثية دعا لها الفضولين و و العاطلين و المخنثين و المنافقين و الكسلاء.

وهنا نطرح سؤالا مؤداه كيف ترنح سهم من كنانة السيد الرئيس لليصيب قلب شارع جمال عبد الناصر و يخطئ في نفس الوقت التصيب نحو خاصرة او ظهر أي من شارعي الجنرال ديگول او الرئيس كندي، فهل السبب كونهما ( برانيين ) أم ثئر أيديُولوجي ام مذا !!

أما كفة الإخفاقات فنكتفي فيها ببعض الإخفاقات لكون المقال لايتسع لها كلها ففيها مثلا افلاس شركة ( سونيمكس ) التي كانت شريان الحياة بالنسبة للفقراء الذين تلقب بإسمهم ، ثم إفلاس مشروع السكر الذي كان سيقام في ( فم لكليتة) وكذا إفلاس شركة السكر في انواكشوط و شركة صيانة الطرق و شركة اسنيم التي يقوم عليها الاقتصاد الوطني هاهي تقترب من الموت السريري .

و أيضا في سنوات الجفاف المتتابعة رصدت لها ميزانيات تقترب من مائة الف مليار لصالح المنمين و لكنها ذهبت الى الجيوب الخاصة و بالتالي تسبب ذلك بزيادة أسعار أعلاف الحيوانات ثم تعرض معظم المقاطعات في الداخل في عهده الي العطش مما تسبب في هجرة سكانها خصوصا مدينة ( كيفة) التي تعد ثاني مدينة في البلاد من حيث تعداد السكان ثم إنتشار الجريمة في معظم الولايات و خاصة مدينة انواكشوط ، وكذلك إنتشار ظاهرة الدعارة الفردية و الجماعية و ظهور الإلحاد و الشعوذة دون مواجهتهما بما يلزم ، و انتشرت البطالة بين الأطر و مختلف الفيئات الاجتماعية.

و نتيجة لهذه الإخفاقات و هزلية تلك الإنجازات اصبح السيد الرئيس لزاماً عليه أن يبحث جاهدا من أجل إيجاد أمر ما يشفع له و يبرر تاريخيا إنفاق عشر ميزانيات و ما أضيف اليها من مساعدات و ديون، لذا نجده يتصرف كمن يحاول إنقاذ نفسه من غرق وشيك تمثل ذلك في تغير إسم شارع جمال عبد الناصر ارتجاليا وكذا الطريقة التي اخرج بها تأكيده الأخير لعدم المأمورية الثالثة و ذلك بتقديم الخبر في التلفزة كنبأ وحيد مع تلعثم مقدمته و اضطرابها .

و أخيرا انصحك أيها السيد الرئيس بأن تعلم ان مافات من الإنجازات لا يسجد له البعدي وان الذي لم تستطع فعله خلال عشر سنوات و أنت في أوج السلطة لا تقدر عليه و أنت لم يبق أمامك من الوقت الا مدة أربعة اشهر تتخللها إنتخابات رئاسية مثيرة للجدل ، و الناس قدبدأوا يبحثون عن البديل المنتظر الذي سيخلفك ، ولم يبق أمامك اليوم لتعويض مافات الا ان تقوم بالإشراف علي انتخابات حرة و نزيهة تقدم مقاليد الحكم لمن يفوز فيها ، و تذهب مرفوع الرأس الى بيتك ، وليس من المناسب أوالمقبول بعد ذلك ان تحاول الالتفاف علي السلطة بالطريقة (المدفيدية ) او ( العبد لله گليه ) (او العبد العزيزية ) ، و حينئذ سوف يقدر لك الشعب ذلك العمل الرائع وكذا الرئيس الجديد الذي سوف نتمنى عليه أن يصدر عفواً شاملاً عنك وزملائك الذين إشتركوا معك في اكثر من انقلاب عسكري .

ذ/ اسلم ولد محمد المختار و لد مان

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016