أخبار ما بعد السابعة مساء

هذا الموضوع في غاية الصعوبة , من ناحية التحليل الأكاديمي الرصين والمؤصل , لسبب بسيط أنه يندرج في حقل المآلات والمقاصد , والتي تقتضي استشراف المستقبل , والعودة إلى الحاضر للأخذ بالأسباب والسعي وبذل الجهد لتحقيق المقاصد بعد السابعة مساء . ومن الملفت للانتباه أن الأحزاب السياسية لم تستطع استشراف المستقل السياسي لها وللبلد, حتى وجدت نفسها أمام الأمر الواقع, منهم من الدمج أوتم حله ومنهم من كان متحالف مع البعض فنقسم انقساما ميوزيا وميتوزيا .

هذا الوضع نجم عنه ارتباكا سياسيا لدى جميع الأحزاب أغلبية ومعارضة , الأمر الذي جعل البعض يتحدث عن الأوهام والتخيل ويفسر هذا المظهر السياسي الحزبي : بتشكيل الساحة السياسية من جديد , أوالتحول السياسي .

ولكن التحليل السيسيولوجي السياسي وخبراء الدراسات الفكرية , يرون أن للتحول والتغيير شروط لا بد أن تتوفر وهذه الشروط لم تتوفر لدى الأحزاب السياسية الراهنة , وبالتالي ما نراه من تخبط وحيرة لدى الأحزاب السياسية أصله انعدام الرؤية السياسية , ولا يعبر بوجه من الوجوه عن تحول أو تشكيل سياسي جديد .

والدليل على ذلك وهو القطيعة التامة بين المواطن والبرامج السياسية للأحزاب وبالتالي يرى المفكر ماكس فيبر: أن الديمقراطيات الناشئة يمكن أن يتم الحديث عن التحولات السياسية بها , إذا كان المواطن يدلي بصوته على أساس قناعته ببرنامج سياسي لحزب معين .

وإذا لم يصل إلى هذه المرحلة , فإن المشكلة في الأحزاب وليست في المواطن وهذه المشكلة ربما تعود إلى انعدام التأطير السياسي والتعامل مع المواطن في الاستحقاقات الانتخابية كوسيلة وليس غاية انطلاقا من هذه النقطة بالذات : المواطن المواطن المواطن وفي هذه المرحلة المفصلية بالذات سوف تتغير الخريطة السياسية رأسا على عقب بحيث لا يمكن الفصل بين الأغلبية والمعارضة لسبب بسيط أن القائد محمد بن عبد العزيز منذ 2005 إلى اليوم ليس لديه من هدف يسعى إليه سوى خدمة المواطن المواطن المواطن ومن أعظم الإنجازات التي حقق له التناوب السلمي على السلطة فقد تمكن القائد محمد بن عبد العزيز بفضل الله من قهر التضاريس السياسية الصعبة لإنجاز طريق معبدة مريحة تربط بين المرشحين للرئاسة وصناديق الاقتراع وتم انجاز هذا الطريق بمعدات العهد والصدق , وسيتم تكليف اللجنة المستقلة للانتخابات بوضع إشارات المرور على الطريق, اليوم عدد المسجلين حوالي 1400000 تزيد أو تنقص , كل واحد منهم لديه بطاقة تعريف دقيقة جدا وهذا يعني أن ظروف الشفافية المطلوبة قد وفرها القائد .

ولكن أخبارما بعد السابعة مساء في الانتخابات الرآسية عصية إلى حد بعيد عن القراءة والفهم بشكل واضح حتى ولو انتهت الحملة تبقى غامضة إلى حد بعيد.

سيد محمد ولد أحمدو ولد الشيخ