الصفحة الأساسية > الأخبار > افتتاحية .. كيفة و حجة الوداع !

افتتاحية .. كيفة و حجة الوداع !

الأحد 19 أيار (مايو) 2019  07:29

الحسن محمد الشيخ

يزور رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز مدينة كيفة غدا ،في ظل صراع قبلي محتدم ، صراع تشهده المدينة مع كل موسم انتخابي من أجل إظهار الولاء للسلطة و البراء مما سواها ، خصوصا أن الحاكم المنتظر هذه المرة ينحدر من الولاية و من مشيخة صوفية و تقليدية.

ففي مدينة كيفة لاتزال المنظومة التقليدية موجودة رغم هشاشة نفوذها في القضايا السياسية ، و رغم الحنق المتزايد ضدها و ضعف قبضتها الخشنة تبقى قادرة على شحذ سكين النعرة في كل موسم انتخابي .

وبما أن المترشح ينحدر من الولاية فلن تبقى سكينا و لا ساطورا إلا شحذوها و لا سيفا إلا جردوها في سبيل إظهار الولاء ، حتى تكون الهجرة إلى هناك (..) سالكة ؛ و هي بطبيعة الحال هجرة إلى دنيا ...

و قد بادر أقوام يزحفون نحو الخنوع للسلطة صاغرين كل همهم التبرك من اختياراتها قبل مباركتها و استحضار موروث شعبي شعبوي مشوه كي يربطهم بوشائج هي من صنع الخيال . فنحن شعب لايزال فينا من يقتات على المجاملة و الخرافة و التطبيل ، و التصفيق بكل الجوارح ما ظهر منها و ما بطن .

في كيفة تتعايش تلك قبائل التي عركت السياسة عقودا و عركتها هوانا ، و لم تجن منها غير السقوط في مستنقع الإهمال و الحرمان .

و في هذه الأيام تستعد المدينة لاستقبال الرئيس في زيارة عمل، سيدشن خلالها شبكة مكملة تساعد الشبكة الأولى في ضخ المزيد من المياه الصالحة للشرب ، مع ان معداتها لم تكتمل بعد ، و يجري الحديث عن ارتفاع نسبة الحديد فيها ، كما كانت نسبة الملوحة مرتفعة في الشبكة القديمة .

تأتي هذه اللفتة في نهاية العهدة بعد أن كدنا نجزم خلال المرحلة الماضية أن سقاية المدينة ليست أولوية ، فلا السلطة القائمة مهتمة -أصلا- بأمر السكان، و لا الوجهاء و السياسيون يعنيهم ذلك، لأنهم -ببساطة- قد سقوا ظمأ عطشهم من عرق منتخبيهم ، فحرموا بخيانتهم المدينة من عصب الحياة، و نكل بها الإهمال و الجفاف عشرا عجافا .

سيزور الرئيس المدينة في هذا الصيف الحار ، ليس للاطلاع على ظروف السكان المعيشية ، فهو يعرفها و يعرف أن مستقبيله من ذوي السحنات البهية و الملابس الثمينة و السيارات الفاخرة ليسوا إلا مترفين وافدين ، همهم الأول و الأخير تملق جديد مدفوع الثمن من حساب حاكم جديد يلوح في الأفق . أما المدينة بسكانها الصامدين فستبقى مغبرة ترهقها قترة من غير كفر و لا نفاق .

إن زيارة الرئيس قبيل انتهاء مأموريته بأسابيع هي حجة وداع "مبرورة" ، ففيها سوف يطوف على متن مروحيته أو طائرته بالمدينة حتى يطلع على مدى "الإعمار" الذي شهدته المدينة خلال عشريته !! و سيسعى بين المطار و الولاية مشيا حتى يري السكان ان مسيرة التنمية قد تنتهي -أحيانا- بخطوات كهذه ، و سيصعد المنبر فتلفح وجهه في عتاب الأحبة ريح سموم تتناغم و صيف المدينة.

و عند آبار نكط المباركة سيودع قبل الخطاب طوابيرا من الراكضين خلف السلطان -أي سلطان- بمزيد من الاحتقار و الازدراء.

و لكن سيسجل التاريخ أن محمد ولد عبد العزيز دشن لتوه شبكة للماء في نهاية مأموريته ، و زار الأهل و عاش معهم بضع ساعات من الصيف ،في الوقت الذي تشهد فيه المدينة عقوقا متزايدا من بنيها .

و في الأخير سيخطب و يتباهى بالنصر على السراب ، فالماء لن يصل كل الأحياء و المواد الغذائية تتضاعف أسعارها ، و الضرائب تتراكم تراكم الأوساخ في المدينة ، و الأمن يعبث به غلمان من مدمني المواد المخدرة، و التعليم قاب قوسين أو أدنى من الضياع ، و الصحة في الرمق الأخير من الحياة .

سيترك الرئيس كل ذلك لصنوه السيد محمد ولد الشيخ محمد أحمد ولد الغزواني إنه صاحبنا و ابن ولايتها و يعرف معنى العهد جيدا . و لكن :

هل سيكون من العهد عنده أن يواصل النهج ؟

الحسن محمد الشيخ

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016