شجر الدوم أو “نخل الكارور” أو “آزكلم” كما يسمى في منطقة “لمسيله” التي يعتبر علامتها المميزة و مصدر فخر أهلها …فمن شموخها تعود السكان الأنفة والعزة والكبرياء ومن طبيعتها المثمرة وسيرتها المعطاء علموا الأطفاء كل معاني الكرم والعطاء.
ظلت شجرة الدوم على مدى القرون ترسل إشارات الترحيب بالقادمين إلى المنطقة، يتراءى سعفها من بعيد وهو يتهادي ليرشد المرتاب ويطمئن الغريب ويمسح رأس الفقير المقهور حين يسقط عليه من ثمره الطري فيأكل بنهم ويشرب بشره ويبيع فيسد الخلة … كل ذلك وهو في عز العطاء وحين يسير به الحال إلى الشيخوخة والذبول تكون جذوعه قوائم منزله وسقوف دوره فيستظل ويسترخي.
تعيش الشجرة “المعجزة” هذه الأيام وضعا غاية في الصعوبة، حيث آل الكثير إلى الذبول الكامل فيما يصارع أغلب الباقي من أجل البقاء في ظل جفاف ماحق أثر على مصدر الحياة (المياه الجوفية) و إرادة تدمير لا تخطئها العين لدى عشرات المنمين الذين اتخذوها وجهة أساسية لتوفير غذاء مواشيهم بعد ارتفاع أسعار العلف و تضافر كل مؤشرات “الشدة”.
حال “نخل الكارور” و ما قد ينجم عنه من ضرر كبير على البيئة والاقتصاد والحياة و ما قد يسببه من تدن أو انعدام في القدرة الشرائية لمواطنين كان يعتمدون على ثماره في كل شيء من طعام الأبدان وإطعام المواشي و توفير الدخل يتطلب تشخيصا سريعا للوضع من طرف الجهات المسؤولة وتقديرا عميقا للموقف وتدخلا قبل فوات الأوان.
كنكوصه اليوم