الصفحة الأساسية > الأخبار > مجزرة كيفة بين المحمدين/سيدي عالى الطالب أحمد

مجزرة كيفة بين المحمدين/سيدي عالى الطالب أحمد

السبت 19 تشرين الأول (أكتوبر) 2019  05:44

ذات يوم حَلَّ أحد الزوار ضيفا على وطننا الغالي ( بلاد السَّيْبَه) ونزل صدفةً رفقة بعضهم إلى سوق الولاية متفرجا على حياة المواطنين البسطاء وهو القادم لتوه من عاصمة البيئة الصحية - كالغاري بكندا - فطالعه بلال بعجل سمين وهو يقَطِّع لحمه على عود من خشب بَالٍ كعادته، - الطريقة التي تعرفونها جميعا - وقف الضيف متعجبا بعد أن التقط صورا وتساءل: أحقا يستعمل المواطن هذه اللحوم؟ ثم قال لأحدهم: رجاء خذني إلى نقطة بيع اللحوم الصحية المعتمدة عند بلديتكم. ولم يعلم الكنديُّ أنه بذلك يحرج مُضيفه الشاهد على جزء كبير من تاريخ الولاية، والعارف بواقع البلدية ونقاط بيع اللحوم الصحية التى لا تتوفر في العاصمة فضلا عن ولاية دُبِغَتْ جُلودُ أهلها على التهميش. لكن بلالا - وهو المادة الدسمة في تلك اللحظة لضيفنا - لم يضيع الفرصة بعد أن سمع أطراف الحديث وفهم مراميه من خلال بسمات وجوه الزائرين رغم أنه كان بلغة أجنبية عليه فتدخل بطرافته المعهودة وبراءته وقال بلغة أصحاب الخبرة: كُولْ للنِّصْرانِ اعْلنِّ أرانِي فاهْمُ وخِلِّى عنُّو ذَاكْ لِعياطْ نحن الحَكْنَ ذا الكِدْ ألا ابذِى الطَّريقة، ولَعادْ يوكَلْ كِسْكِسْ انْصَمَّرْلُ منْ هذَ أفُوكْ اليله ودور يعرفْ يكان صِحِّي والَّ ماه صحي. وطفق بلال يستطرد شوارد من حياته مع مهنة بيع اللحوم وكيف تتم عملية الذبح والسلخ في الولاية بجانب القمامات، ومكَبِّ النفايات على مرأى ومسمع من الجميع منذو زمن بعيد.

أتذكر هذه الواقعة وقد مرت عليها أربعة عشر سنة – لا أدرى هل خضر كلها؟ أم يابسات؟ أم جمعت بين الضدين؟ التقويم لكم - كانت أربع منها قبل العشرية العزيزية وها قد دخلنا العشرية الغزوانية ومن نافلة القول أن بين العشريتين أمور متشابهة لا يجهلهن كثير من الناس، وكثير يعلم أن مجزرة كيفة "الحرة" على طريق المطار القديم تزاد سوءا وتزداد معها المخاطر الصحية لحياة المواطنين ترديا، وما تقارير وكالة كيفة الأخيرة حول انعدام الظروف الصحية لعملية تجهيز اللحوم عنا ببعيد، حيث الصور تتحدث عن نفسها.

لكم أن تتصورا كم يكلف ميزانية الدولة بناء مسلخ واحد يلبي أضعف المعاييرالصحية المتبعة عالميا في المسالخ طيلة هذه السنوات! هل سمعتم يوما في قبة البرلمان نائبا أو شيخا واحدا – رحم الله شيوخنا – تكلم أو طالب بتغيير الوضع الصحي المتردي لواحد من أهم الجوانب ملامسة لحياة المواطنين بمختلف شرائحهم ليس سرا أن بلالا كان يومها ولازال على مستوي عال من الشعور بأهمية النظافة الصحية وكان يَتُوقُ مع كثيرين إلى وضع حد لتلك الممارسات الفوضوية اللاصحية، لكن أحلامه عصفت بها الوعود فأصبح من بني غزية أمام وضعه الاقتصادي القائم على تلك المهنة حتى ولو فعلها بطريقة غير مقتنع بصحتها.

وإذا لم يبق إلا الأسنة مركب – فما حيلة المضطر إلا ركوبها

السلام عليكم

سيدي عالى الطالب أحمد

5 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016