الصفحة الأساسية > الأخبار > موريتانيا و حتمية دخول الحرب في مالي

موريتانيا و حتمية دخول الحرب في مالي

الاثنين 14 كانون الثاني (يناير) 2013  01:05

مع البداية الفعلية للعمليات العسكرية في شمال مالي، يعود موضوع تأثيراتها على موريتانيا إلى الأذهان و مشاركتها فيها إلى الجدل السياسي. و مع أن الجيش الموريتاني لا يخفى عدم رغبته في العودة إلى قتال الجماعات الإسلامية المتشددة خارج الحدود الوطنية و أن رأس النظام الحاكم صرح بأن قواتنا لن تتدخل إلا إذا تعرضت أراضينا للهجوم، إلا أن جميع القرائن تؤكد أن بلدنا سيدخل الحرب و أن أراضينا قد تصبح سريعا جزءا من ساحتها و يلحق بها نصيب من دمارها. و هكذا، و للأسباب التالية، سيضطر جيشنا للمشاركة في العمليات العسكرية، شاء أم أبى : (1) ستدخلها موريتانيا لأن حدودنا مع مالي تزيد على 2000 كلم، جلها على منطقة النزاع بين الجماعات الإسلامية المتشددة و عصابات الإرهاب و الاستقلاليين الأزواديين من جهة و الحكومة المالية و حلفائها و داعميها من جهة. و يعني ذلك أن الفارين من الحرب سيدخلون إلى أراضينا و المسلحين المناورين في الصحراء سيبحثون عن ملاذ فيها إلخ. و قد بدأت مناطقنا الشرقية تتأثر بأولى سلبيات هذه الحرب: توافد اللاجئين. و القادم أعظم ! (2) ستدخلها لأن المتشددين الإسلاميين يعتبرون موريتانيا جزءا من دولتهم الإسلامية وأراضيها سليبة الكفر و الإلحاد و يوجد من بينهم موريتانيون يشكلون نواة تمرد مسلح "داخلي"؛ و جماعات التهريب والمخدرات تنشط في بلادنا و لها امتدادات و دعامات موريتانية تشاركها المصالح ؛ و منظمة mnla وليدة خطايا النظام الحالي و تتمتع بدعم قوي من جهات حكومية و قبلية موريتانية تلعب على وتر العلاقات العصبية بين المجموعات الحدودية في البلدين الجارين. (3) ستدخلها لأن رأس النظام الحاكم حليف لفرنسا، و هو من ساهم في تحويل الحرب من مسارها الداخلي في مالي إلى مسار إقليمي ثم دولي، عندما قبل ما رفضه الرئيس المالي المطاح به من التصدي لجماعات الإرهاب و المخدرات و التهريب التي تنشط في صحراء بلاده إلا في إطار تفاهم و إجماع إقليمي تباركه الجزائر بل وتقوده. إن دخول القوات الموريتانية إلى الأراضي المالية و القتال فيها بإيعاز من نيقولا ساركوزي و لصالح أجندته السياسية أولا، ثم مباركة ميلاد mnla و إيوائه ثانيا تسبب في انهيار الدولة المالية وفتح شهية الجماعات المتشددة و جعلها تدخل في أجندة جديدة تقضي بإنشاء دولة إسلامية في المنطقة. (4) ستدخلها لأن الحرب ستأخذ سريعا منحى عنصريا - و لن ينفع تدخل فرنسا في ذلك – سينقسم شعبنا بين زنوج مؤيدين لبني جلدتهم الماليين و الإيكواس و بيضان يعارضون إبادة بني جلدتهم من بيضان أزواد...و ما إلى ذلك من إيقاظ الحرب للخلافات الداخلية في بلادنا قد يقود – لا قدر الله- إلى تنازع عنصري هنا و نزعات إنفصالية! (5) ستدخلها لأن حلف ولد عبد العزيز مع فرنسا مازال قائما بل و توطد إثر حادثة الرصاصة الصديقة و ما تلاها من خدمات جليلة قدمتها الحكومة الفرنسية لولد عبد العزيز و نظامه. و يشكل قصف ليرة أمس أول إشارة إلى أن الأراضي الموريتانية ستطالها شظايا الحرب و أنه سيتم "المساس بها" و أن الجيش الموريتاني سيلاحق الفاعلين حتى داخل الأراضي المالية كما صرح بذلك رأس النظام. و قد يكون هناك اتفاق غير معلن بأن يتم ذلك فعلا حتى يتم الالتفاف على عدم رغبة الجيش الموريتاني في المشاركة في حرب يعتبر نفسه غير معني بها. (6) ستدخلها لان مطاراتنا في الصحراء و في المدن الحدودية و موانئنا البحرية و النهرية تشكل منافذ إمداد و محطات توقف للآليات الحربية و الجنود القادمين من اوروبا و من أمريكا. و لأن قواعد عسكرية تتواجد في أ راضينا تحت ذرائع و تسميات متعددة. (7) ستدخلها لأن الحرب تقررت بإرادة دولية و هي حتمية وموريتانيا تقع ضمن ساحتها المقررة ويتم التحضير لها منذ عهد ولد الطايع و لم يغير انقلاب ولد عبد العزيز على ولي نعمته في مسارها إلا تقهقر رؤية قيادة موريتانيا لها و إضعاف الحلقة الموريتانية في اللعبة. فحيث كان ولد الطايع يريد لموريتانيا أن تكون فاعلة و سابقة للأحداث و ماسكة بورقة يمكن أن تساوم بها، قهقرها ولد عبد العزيز – مقابل التمكين له في حكم البلاد - إلى مكانة المعمول بها الممتهنة بالتكليف بالمهام القذرة في عهد ساركوزي، الواقفة خارج الحلبة تنتظر أن تصفعها كرة طائشة فترميها – إن لم تصبها بالدوار- على غير هدى في اتجاه ما. موريتانيا ستدخل الحرب، أي ستدخلها. يبقى أمامها سؤال وحيد: كيف ستخرج منها، إن كان ذلك سيتاح لها أصلا؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016