ترأس والي لعصابه السيد أمربيه رب ولد عابدين مساء يوم أمس ال 14 نوفمبر 2019 بمدينة بومديد اجتماعا كبيرا حضره منتخبون من المقاطعة وأطر وجهاء وجمع غفير من المواطنين الذين جاءوا من قرى وبلديات مختلفة.

وقد استهل الوالي الحديث بشكر مستقبليه، مبرزا أنه جاء مبعوثا من السلطات العليا للبلد من أجل الوقوف عل مشاكل المواطنين وتفقد أحوالهم والاستماع إليهم عن قرب تطبيقا لتعهدات رئيس الجمهورية في برنامجه الانتخابي.

ثم فٌتِح النقاش فتدخل العشرات من الحاضرين الذين أمطروا الوالي بوابل من المطالب بينت ما يعيشونه من مشاكل في كافة ميادين الحياة ، وقد كان مجال التعليم والصحة وموضوع مياه الشرب ومشاكل الزراعة في مقدمة ما طرح حيث يطال النقص في هذه الخدمات كافة القرى والتجمعات حسب ما أدلى به هؤلاء المواطنون.

بعد ذلك قدم عدد من رؤساء المصالح الذين أخذهم الوالي جميعا معه في الزيارة بعض الردود والتعليقات على ما ورد في هذه المداخلات.

الوالي في بداية تعقيبه على كل ذلك الحديث وجه خطابا تمهيديا هاجم فيه بعض مسلكيات المواطنين موجها اللوم في ذلك لقادة الرأي من منتخبين وأعيان وأطر، وقال أن مرد كافة هذه المشاكل هو الجهل، الذي قال إن بعض الساسة والوجهاء يعملون على بقائه مستبدا بالجماهير فيسٌهل توجيههم والسيطرة على عقولهم، مبرزا أن التقري العشوائي والتعلق بالقبيلة والفئة والجهة على حساب الروح الوطنية والإيمان بدولة المواطنة، هو الأمر الذي قاد إلى هذه الأزمات وهو الشيء الذي أدركه النظام الحالي فباشر تطبيق إصلاحات في مجال التعليم ستمكن من تأسيس المدرسة الجمهورية، وناشد الوالي كافة السكان بالإقبال على التعليم وتذليل كافة الصعاب أمام الأطفال حتى يتعلمون، وقال إن جميع المشاكل التي استمع إليها تعود في جوهرها إلى الأمية.

الوالي انتقد طريقة تسيير البلديات لمخصص الاستثمار الذي تساعد به الدولة كل سنة، مؤكدا أن هذه البلديات يجب أن تطلع بدور فتقوم على الأقل ببناء قسم أوانتقاء طاولات أو تشييد بئر هنا أو هناك وأنه لا ينبغي أن تستقيل هذه المؤسسات الهامة على الصعيد الاجتماعي.

واستغرب الوالي تجاهل رجال الأعمال والخيرين في هذه المقاطعة لمعاناة أهلهم، وطالبهم بالتدخل لمساعدة الأهالي؛ موردا أمثلة من أبناء دول الجوار الذين عمروا مدنهم وأكملوا جهود الدولة ولم يقبلوا الانتظار.

وشدد على ضرورة مشاركة الجميع في المجهود الوطني، مستغربا أن يتجاهل الأغنياء في هذه المقاطعة جلوس الأطفال على الأرض داخل الأقسام في انتظار تدخل الحكومة.

ثم عاد الوالي إلى النقاط التي تدخل حولها المواطنون فتعرض لها بالتفصيل، متعهدا بحل ما يقع منها تحت سلطته وبرفع البقية للقطاعات المعنية مع متابعتها وبذل كل الجهود من أجل أن ترى النور.

بعد هذا المهرجان عقد الوالي اجتماعا خاصا بعمد بلديات مقاطعة بومديد وبالأمناء العامين لهذه البلديات و رؤساء المصالح ، وهناك جرت نقاشات صريحة وتم التعرض لقضايا تفصيلية حيث طلب الوالي من كل بلدية تقديم ما أنجزت للسكان فيما يشبه محاكمة.

وكان الوالي قد زار فور رصوله مدينة بومديد المركز الصحي وعدد من المدارس وتحدث إلى العاملين في هذه المرافق .

لقد بدت مقاطعة رئيس الجمهورية خلال هذه الزيارة مثل كافة الدوائر في ولاية لعصابه حيث ينتشر الفقر وتترهل الخدمات ويلح السكان على مطالب أبجدية مثل ماء الشرب والقسم الدراسي والممرض الذي يقدم الإسعافات الأولية ، كما ظهرت هذه المقاطعة بنصيبها من التهميش والحرمان الذي تعيشه غالبية مدن وقرى الولاية فهل يتغير هذا الوضع مع مرور الوقت على رئاسة الإبن؟

لا يزال الوقت مبكرا على وضوح الرؤية حول هذا السؤال غير أن الذي يصدم سكان مقاطعة بومديد ويجعلهم لا يطمعون في تمييز إيجابي تفعله السلطة لصالحهم هو ما ورد في كلمة رئيس الجمهورية أثناء الحملة أمامهم فقال إنه ابن هذه المقاطعة غير أنها لن تجد إلا نصيبها ككافة مقاطعات الوطن. !