الصفحة الأساسية > الأخبار > حول مهزلة إحصاء موظفي التعليم ( رأي حر)

حول مهزلة إحصاء موظفي التعليم ( رأي حر)

الجمعة 20 كانون الأول (ديسمبر) 2019  15:06

منذ عدة أسابيع ونحن في قطاع التعليم بشقيه الأساسي والثانوي ننتظر من حين لآخر بعثة ، قيل إنها لمكتب "دولي" تم التعاقد معه من طرف الوزارتين الوصيتين على القطاعين، وذلك لمهمة إحصاء موظفيهما .

فاستبشر الجميع خيرا بأن شيئا ما سيتحقق من الصرامة وضبط الموظفين حتى يعود " المَخْفِيون" إلى الميدان لتخفيف الأعباء عن زملائهم المنهكين بالعمل ، وتعويض النقص الحاصل ، والاستغناء عن اكتتاب العقدويين الذين شكلوا عبئا ثقيلا على ميزانية الدولة وكانوا عاملا أساسيا في تدني المستويات.

غير أننا تفاجأنا بأشخاص عزل يتنقلون بين المؤسسات سيرا على أقدامهم ، أغلبهم عديمي الخبرة و بعضهم تم اكتتابه محليا بطرق شبيهة باكتتاب العقويين سابقا و دون إخضاعهم لأي تكوين ، يعبؤون استمارات ورقية مليئة بالأخطاء والمحو بأيديهم ، ودون تأشير من طرف المؤسسة المزورة ،مما يسهل تمزيقها في النهاية واستبدالها بأخرى ، الأمر الذي يبرهن على أنها ليست رسمية ولا نهائية ، كما شوهد أشخاص غريبين عن الميدان ، جاؤوا خصيصا لحضور عملية الإحصاء ، وربما يحمل بعضهم بطاقات تعريف البعض الآخر .

إن هذه العملية الهزلية بكل المقاييس ، لم تعد سوى حلقة جديدة من الفساد ، فبدلا من كونا تبعث الأمل ، فإنها تذكرنا بأسوء فترات العهود الفاسدة التي أدت إلى ما آل إليه تعليمنا من تردي وفوضوية ، فالمعلمون والأساتذة مكدسون في الوزارات والادارات الجهوية والمفتشيات وفي فروع المعهد التربوي وفي كل القطاعات ، وحتى خارج الوطن تحت عناوين مختلفة ، وكل وزير جاءت به الأقدار إلى هاتين الوزارتين يأخذ حصته من ذلك الفساد ، مع إشراك خاصته من النافذين ، ليظل القطاع وكرا لإخفاء الموظفين من غير وجه حق ، وآخر دليل على ذلك "مذكرات الوزيرين" الأخيرين اللذين عبثا بالقطاع ، حين قاما بانتهاز الفرصة إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة لتوقيع مذكرات تم إعدادها على عجل وشملت 90 % من محيطهما الاجتماعي ومن خاصتهما من النافذين .

يزيد من ذلك الإحباط الذي بدأ يصيب الموظفين داخل القطاع بعد مرور "خطاب الاستقلال" والمصادقة على الميزانية ، دون ذكر أي إضافة قد تحسن من وضع الموظفين "البائس" ، وكذلك موقف النواب العدائي منهم ، مع أخذنا المعذرة من كون تعليمات عليا قد تكون وراء المصادقة على علاوات النواب دون المدرسين باعتبارهم أولوية في هذه المرحلة التي لا بد فيها من ٍ" إسكات النواب" ، وهو ما برهنت عليه الاحتجاجات التي بدأت داخل القطاع .

إننا نهيب بالسلطات العليا في البلد إن كانت لديها نية صادقة لإصلاح القطاع ، أن تتخلص من كل من فيه من أباطرة الفساد ، باعتبارهم الأداة واليد الفاعلة في كل ما آل إليه من تردي ، وأن تكتتب مسؤولين من دولة مالي أو بوركينا فاسو ..... ، على غرار التعاقد مع الأطباء الأجانب الذي سلكته وزارة الصحة لإصلاح قطاعها ، فشتان ما بين أداء وسلوك الطبيب السوري والطبيب الموريتاني من حيث الأخلاق والمهنية ، فبهذا وحده سيتم ضبط الأمور وإرساء لبنة في طريق الإصلاح المنشود .

السالم ولد محمد كابر

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016