فمن قديم الزمان يضرب المثل بزوائد الشاة لمن لا فائدة فيه! قد يتساءل البعض قائلا مادامت الزوائد لا فائدة منها فلم تخلق اصلا ؟

علما اننا كمسلمين نؤمن بان الله لا يخلق شيئا عبثا,ونفس اشكالية ذلك السؤال تطرح حول ثديي الجحش (لقجل).

ومن وجهة نظري المتواضعة قياسا على تلوين جلد الشاة بالالوان الزاهية من طرف الخالق عز و جل والقرون الحلزونية فان الزوائد كذلك ماهي الا كوسائط قلادة مرمرية زين بها نحر الشاة مما يضفي عليها مسحة جمالية تتجلى اكثر في الماعز الهندي المرقط .

أما ثديي الجحش فوجودهما على جنبات محل ذكوريته ليدل على قدرة الخالق عز وجل في خلقه حيث يخلق ماهية الجحش على شكل واحد وباضافة صفة الوجود على تلك الماهية يتحدد نوع الجنين أما ذكرا اوانثى اوخنث مشكل الخ !

الا اننا نتساءل لماذا نطرح اشكالية الخلق في مواضع تخرج بطبيعتها عن قدرة تصورنا؛في حين نحن امامنا ابداعات الناس وخلقهم لبعض الاشياء واتخاذ بعض القرارات لتكون احيانا محل شك فيما مدى. فائدتها ومردوديتها مثل المجلس.

الاجتماعي والاقتصادي الذي جعل منه معاويه مؤسسة دستورية وذلك لذر الرماد في عيون الغرب المطالب بالديمقراطية يومئذ في موريتانياالا ان الغرب زاد عليه الضغط اكثر خصوصا بعد الثورة المالية في بداية التسعينيات حيث انهار معاويه أمامها خوفا من انتقال عدواها الى البلاد وأضاف الى ذلك المجلس مجلسي الشيوخ والنواب ليبق المجلس الأول قائما بوظيفة تجفيف دموع بعض المشتغلين في حقل سياسة الرق ومخلفاتها ومن الملاحظ ان دموع.

ذلك المتباكى ظلت تنهمر كلما طرأت عليه حاجة ملحة وما زالت تسيل تلك الدموع كما يبدو على انتهاء العبودية في بلادنا والقضاء على مخلفاتها.

و هوفي ذلك الحال. يشبه الشاعر الذي كان يختلق الاسباب لزيارة مكان حبيبته ولما انتهت تلك الاسباب لم يعد له من مبرر للمجيء اليهم وعبر عن ذلك: بهذا البيت الشعري :كنت إذا ما جئت جئت لحاجة فأفنيت علاتي و بقيت لا ادري .

أما مجلس الشباب الذي كان ابداعا لمحمد ول عبد العزيز والذي انتقاه من خلص صفوته وأغدق عليه الأموال الكثيرة متخذا اياه كخلية استخبارية متقدمة مهمتها احباط همم الشباب وشغلهم ببعض الاوهام والوعود (العرقوبية) بالتوظيف والعمل ؛ وكان إنشاء ذلك المجلس. ابتكارا وستشرافا للمستقبل من اجل الوقاية من عدوى الثورات العربية التي شب اوارها في كل من السدان والعراق والجزائر. وأخيرا في لبنان وفي الواقع ظروفنا نحن الاقتصادية والاجتماعية. كانا يبرران انطلاق تلك الثورة من عندنا قبل أولائك البلدان .

اذن فالمقارنة هنا واردة فيما سبق بين هذين المجلسين وزوائد الشاة. وثديي الجحش فلك. مبراراته فالزوائد مثلا للتجميل والثديين للحكمة .

أما المجلس الاجتماعي والاقتصادي فلم يعد له من مبرر سوى ذكر ماض تجاوزه الزمن، في حين فمجلس الشباب يجب ان يحال أفراده الى العدالة لانه كان طرفا مشاركا في مؤامرة النهب للمال العام وتعطيل طاقات الشباب الذي كان. عليه مكافحة الفساد ومواجهة النظام الفاسد حتى يحصلون على حقوقهم منه كاملة في العمل والدراسة والصحة والمستقبل الآمن .

وفي الختام فإني اربأ بشبابنا على الا يظل بعضا منه عونا للأنظمة المستبدة ولرؤساء الأحزاب الكسالى الذين همهم الوحيد هوتقاسم المنافع مع الانظمة. الفاسدة وترطيب اجسادهم. وصباغة لحاهم وما تبقى من شعر رؤوسهم .

ذ/اسلمو ول محمد المختار