الصفحة الأساسية > الأخبار > ضعف أداء الأحزاب السياسية/شيخنا ولد الداه

ضعف أداء الأحزاب السياسية/شيخنا ولد الداه

الاثنين 23 كانون الأول (ديسمبر) 2019  07:51

تعد الأحزاب السياسية ركنا أساسيا لبناء النظام الديمقراطي و وجودها يساعد في نماء و تطوير الدولة في جميع المجالات علاوة علي تعميق الوعي و تنميته في نفوس المواطنين ؛ إلا أنها منذ قيام الجمهورية الجمهورية الثانية في موريتانيا لم تساهم مساهمة فعالة في ذلك بل أصبحت مجرد أدوات في يد أصحاب النفوذ الاجتماعي و بعض النخب الحاكمة لتحقيق مصالحها الضيقة .

و لدى الغالبية العظمي من الموريتانيين قناعة بأن الأحزاب السياسية ما هي إلا قوي انقسامية تهدد أحيانا الإستقرار السياسي و الإجتماعي لأنها دائما تنحرف لتكون أحزاب شلل و وجهاء و تكتلات شخصية و عائلية من أجل تحقيق مكاسبها السياسية لتقضي بذلك علي حق الإرادة الشعبية في التعبير عن نفسها .

ان أغلبية كبيرة من الموريتانيين لا ينخرطون في الأحزاب السياسية نتيجة للخوف و لعدم وجود تأثير واضح و إيجابي لها في الحياة السياسية بشكل عام ؛ كما ان نخبها السياسية لم تخرج يوما من الأيام من عباءات الولاءات القبلية و الاتنية و لم تكن جزء من تغيير الواقع ؛ و ربما كان خوف الموريتانيين من الأحزاب بفعل تاثرهم من موقف جورج واشنطن من الأحزاب و الذي كان يحارب فكرة الاحزاب لأنه كان يعتبرها قائمة علي الجهوية و تنظر لبعضها بالعداوة و انها تزعزع المجتمع بما تشيع فيه من حسد و بغضاء و مخاوف و تذكي نار العداوة .

لقد فشلت النخب المسيرة للأحزاب السياسية الموريتانية في المساهمة في ترسيخ دولة المواطنة وهي غير قادرة علي إيجاد حل جذري لقضايا جوهرية عند الموريتانيين .

فالملاحظ منذ قيام هذه الجمهورية الثانية أن الاحزاب السياسية مصابة من مشكلة تكريس بقاء شخص واحد في قيادة الحزب و لم تتغير قيادات أحزاب عديدة و لم يترك أي منهم رئاسة حزبه و كان من نتائج هذه الظاهرة تقدم هذه القيادات في السن و ما يخلفه ذلك من جمود و عدم إتاحة الفرصة لتغيير الطبقة السياسية و أدى تمسك رؤساء الاحزاب السياسية برءاستها الي ظهور ظاهرة الترحال السياسي و خاصة في المواسم الإنتخابية و نشوب صراعات صامتة و خفية داخل كل حزب و اختلالات هيكلية حادة في بنيتها كعجزها عن تشكيل هيئات حزبية داخلية منظمة تقوم علي توزيع المسؤولية و تحديد الصلاحيات الواضحة لاتخاذ القرارات بدلا من حصرها في يد شخص واحد .

و يسود غموض في كيفية اتخاذ و صنع القرارات داخل الاحزاب فهي تعطي الأولوية للجانب القبلي و الاتني و بذلك يتم صنع القرار بشكل أحادي و غير ديمقراطي و مستفز للمنخرطين في الأحزاب .

فمتى تنجح الاحزاب الموريتانية في مراجعة و بعث رسالتها بصفة حضرية تستجيب لمتطلبات العصر؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016