الصفحة الأساسية > الأخبار > أي مستقبل للرئيس السابق في المعارضة ؟

أي مستقبل للرئيس السابق في المعارضة ؟

الأربعاء 25 كانون الأول (ديسمبر) 2019  16:34

یبدو أن الرئیس السابق قد قرر أن ینخرط في المعارضة، وھو ما یستدعي منا طرح السؤال الإستشرافي التالي : أي مستقبل للرئیس السابق في المعارضة؟

إن التمھید لأي إجابة متماسكة تحلیلیا على ھذا السؤال یستوجب منا أن نطرح السؤال الذي لم نتجرأ على طرحھ في الفترة الماضیة وذلك لغیاب المعلومة، إنھ السؤال الذي یقول : ھل ترك الرئیس السابق السلطة طواعیة أم أنھ أجبر على تركھا؟ بعد القراءة المتأنیة لكل الأحداث التي جرت خلال الأشھر الماضیة فقد أصبح من الراجح عندي أن الرئیس السابق لم یترك السلطة طواعیة، وإنما أجبر على تركھا، وأدلتي في ذلك یمكن تلخیصھا في النقاط التالیة:

ْصِدر بھا البیان الرئاسي الذي أوقف مبادرة النواب المطالبة بالتمدید توحي بأن ھناك جھة ما تدخلت في ُ 1 ـ إن الطریقة التي أ آخر لحظة لفرض إیقاف تلك المبادرة، وحتى من قبل عودة الرئیس إلى أرض الوطن. 2 ـ ردود فعل الرئیس السابق بعد الإعلان عن ترشح غزواني، فتارة كان یقول بأن المرشح غزواني ھو من رشح نفسھ، وتارة كان یقول بأنھ مرشح الأغلبیة. الأوضح من كل ذلك ھو ما حدث من تسریبات ضد المرشح، ھذا فضلا عما تمت ملاحظتھ من محاولات جدیة لإفشال حملتھ والاستیلاء على تمویلاتھا. كل تلك التصرفات عززت من جدیة الفرضیة التي كانت تقول بأن الرئیس السابق كان یعمل بالفعل من أجل أن لا یفوز المرشح غزواني في الشوط الأول، وأن الھدف من ذلك ھو إجباره من قبل فوزه على توقیع اتفاق خلال الشوط الثاني مع المرشح الذي یحصل على الرتبة الثالثة، وأن ذلك الاتفاق سیكون بمثابة ورقة ضاغطة سیستخدمھا الرئیس السابق لفرض دور لھ في تسییر شؤون البلاد من بعد خروجھ من السلطة.

3 _بعد فشل ذلك السیناریو وبعد تمكن المرشح غزواني من الفوز في الشوط الأول حدثت حالة ارتباك كان من نتائجھا فرض حالة طوارئ لا مبرر لھا..فھل كان الغرض من فرض حالة الطوارئ تلك ھو التشویش على فوز المرشح في الشوط الأول؟ ولماذا تم قطع الانترنت لعدة أیام خاصة وأن الرئیس السابق لم یفكر ـ ولو لمرة واحدة ـ خلال عشریتھ في قطع الانترنت، لم یفكر في ذلك خلال الانفلات الأمني الذي عقب أحداث حرق المصحف الشریف، ولم یفكر فیھ خلال الانفلات الأمني الذي عقب الاحتجاجات الرافضة لقانون السیر.

4 ـ بعد تجاوز تلك الأحداث فوجئ الرأي العام بمحاولة لإبرام اتفاق في الوقت بدل الضائع بین النظام المنصرف والمرشح الفائز بالرتبة الثانیة، ولقد بذل رئیس اللجنة المؤقتة لتسییر الحزب جھدا كبیرا من أجل أبرام ذلك الاتفاق، ولكن تدخلا في اللحظات الأخیرة یشبھ تماما التدخل الذي أوقف مبادرة النواب المطالبة بالتمدید أفشل ذلك الاتفاق من قبل توقیعھ.

إنھ من الصعب جدا تحدید الأسباب التي جعلت الرئیس المنصرف یبذل جھودا كبیرة خلال الساعات القلیلة التي سبقت تنصیب الرئیس الفائز من أجل توقیع اتفاق مع المرشح بیرام. إنھ من الصعب جدا تحدید أسباب ذلك، ولكن یبقى من المحتمل بأن توقیع ذلك الاتفاق كان محاولة في الوقت بدل الضائع لتلافي فشل الخطة التي كانت تسعى لجر المرشح غزواني إلى شوط ثان مع المرشح سیدي محمد ولد بوبكر، وذلك من أجل إجبار المرشح غزواني لأن یوقع اتفاقا مع المرشح بیرام، وسیكون ذلك الاتفاق ورقة یلعب بھا الرئیس السابق لضمان فرض دور لھ في تسییر شؤون البلاد بعد تنصیب الرئیس غزواني. فشلت ھذه الخطة لأن المرشح غزواني تمكن من الفوز في الشوط الأول، في حین أن المرشح سیدي محمد ولد بوبكر لم یتمكن من الوصول إلى الرتبة الثانیة. وبسبب فشل ھذه الخطة تم اللجوء إلى محاولة إبرام اتفاق مع المرشح بیرام ساعات من قبیل تنصیب الرئیس غزواني. صحیح أن ھذه مجرد فرضیة قد تكون صحیحة وقد لا تكون، ولكنھا ستبقى في كل الأحوال فرضیة متماسكة تحلیلیا، ومما یزید من تماسكھا وقوتھا ھو كثرة نقاط الاستفھام التي تطرح حول طبیعة العلاقة التي تجمع بین الرئیس السابق والمرشح بیرام، وكذلك الأدوار المتبادلة التي یقدمھا كل واحد منھما للآخر. ولقد ازدادت الشكوك حول طبیعة ھذه العلاقة بنقطة استفھام جدیدة، وذلك بعدما قرر النائب بیرام أن یقف ـ بقوة وحزم ـ ضد تشكیل أي لجنة برلمانیة للتحقیق في عشریة الرئیس السابق. أشیر إلى أن كل ھذه المحاولات الھادفة إلى الحد من سلطات الرئیس المنتخب قد صاحبتھا محاولات أكثر وضوحا على مستوى حزب الاتحاد من أجل الجمھوریة. ویمكن أن نجمل المحاولات التي تمت على مستوى حزب الاتحاد من أجل الجمھوریة في نقطتین أساسیتین:

الأولى: بعد إحدى عشر شھرا من أضخم عملیة انتساب یشھدھا حزب حاكم في موریتانیا، وبعد شھر ونصف من بیان الرئاسة الذي أوقف مبادرة النواب للتمدید، وبعد یوم واحد من إعلان ترشح غزواني..بعد كل تلك الأحداث ـ وفي تسلسلھا ما یستحق أي مستقبل للرئیس السابق في المعارضة؟ | أقلام 2019/25/12 aqlame.com/node/812 3/6 التأمل ـ انعقد المؤتمر الثاني لحزب الاتحاد من أجل الجمھوریة، وبدلا من انتخاب أو تعیین لجان دائمة، تم اختیار لجنة تسییر مؤقتة تتولى إدارة شؤون الحزب في انتظار أن یكون الرئیس السابق جاھزا لترؤس الحزب.

ِّصل على مقاس الرئیس السابق من بعد خروجھ من السلطة وترؤسھ للحزب، وكان ھذا المقترح الثانیة: تم الحدیث عن مقترح فُ سیقدم لمؤتمر الحزب وھو یتمثل في تشكیل مجلس رئاسي برئاسة رئیس الحزب وبعضویة رئیس البرلمان والوزیر الأول والأمینین التنفیذیین للسیاسیة وللعملیات الانتخابیة. یعني أن الرئیس السابق كان سیمنح صلاحیات واسعة من بعد انتخابھ رئیسا للحزب.

یتضح من كل ما سبق بأن الرئیس السابق ومن بعد فشل كل مبادرات التمدید كان یخطط ـ ومن خلال عدة سیناریوھات ـ لفرض نوع من الوصایة أو السیطرة على الرئیس الذي سیخلفھ.

لم تنجح خطط الرئیس السابق، وكانت نھایة تلك الخطط مع المحاولة الفاشلة التي قادھا الرئیس السابق للسیطرة على الحزب من خلال لجنة التسییر التي اجتمع بھا من بعد عودتھ إلى الوطن، والتي حاول من خلالھا أن یحدد موعدا لمؤتمر الحزب، وأن یظھر بالتالي بمظھر الآمر والناھي داخل الحزب.

فشل الرئیس السابق في محاولتھ الأخیرة للاستیلاء على الحزب، وكان من نتائج فشل تلك المحاولة أن وجد الرئیس السابق نفسھ وحیدا، أو على الأصح وللدقة، فقد وجد نفسھ في حالف من ثلاثة أشخاص داخل حزب قیل بأن منتسبیھ زادوا على ملیون ومائة ألف منتسب! تأكد للرئیس السابق أن أغلبیتھ السابقة قد لفظتھ، فقرر أن یجرب حظھ مع المعارضة، فھل ستنجح ھذه المحاولة؟ وأي مستقبل للرئیس السابق في المعارضة؟

ھناك من یتحدث عن إمكانیة أن یلعب الرئیس السابق دورا في معارضة الرئیس الحالي، ویدفع أصحاب ھذا الرأي بحالة الرئیس الراحل أعل ولد محمد فال رحمھ الله، والذي استطاع أن یلعب دورا قیادیا في المعارضة من بعد خروجھ من السلطة. ینسى أصحاب ھذا الرأي بأن ھناك نقاط اختلاف كثیرة بین الرئیسین، ولعل من أھمھا:

1 ـ أن الرئیس الراحل أعل ولد محمد فال لم یكمل سنتین في الرئاسة بینما أكمل الرئیس السابق إحدى عشر سنة. وھذه المدة تكفي لأن یمل الناس من رئیس قدم إنجازات كبیرة، فكیف إذا كان الأمر یتعلق برئیس تثار أسئلة كثیرة حول إنجازاتھ؟

2 ـ أن الرئیس الراحل أعل كان یتعامل بإیجابیة كبیرة جدا مع المعارضة خلال فترة حكمھ، بینما كان الرئیس السابق یتعامل معھا بسلبیة كبیرة جدا، بل إنھ كان یتعمد الاصطدام بھا.

3 ـ الرئیس الراحل أعل ولد محمد فال انخرط في المعارضة بعد الانقلاب على رئیس منتخب، بینما یحاول الرئیس الحالي أن ینخرط في المعارضة بعد انتخاب رئیس جدید اعترفت المعارضة عملیا بشرعیة انتخابھ.

یظھر من خلال نقاط الاختلاف ھذه بأنھ لا وجھ إطلاقا للمقارنة بین الرئیس الراحل أعل رحمھ الله والرئیس السابق محمد ولد عبد العزیز، ومن المؤكد بأن ھذا الأخیر لن یجد مكانا في معارضة لا تحتفظ لھ بأي ذكرى جیدة خلال الإحدى عشر سنة التي تولى فیھا رئاسة البلاد. بل على العكس من ذلك فإن المعارضة ھي في أشد التحمس الآن لمواجھتھ، وھي لا تنتظر لأن تقف في صف رئیس الجمھوریة في أي مواجھة محتملة مع الرئیس السابق، لا تنتظر لذلك، إلا أن یعطي رئیس الجمھوریة الإشارة ببدء المواجھة.

لقد رفع الرئیس السابق الحرج عن صدیقھ رئیس الجمھوریة بمحاولتھ الفاشلة للاستیلاء على الحزب، وھو ما أجبر رئیس الجمھوریة على التدخل لسحب البساط من تحت أرجل الرئیس السابق، وتركھ یعیش في عزلة سیاسیة قد تستمر طویلا..وإذا ما استمر الرئیس السابق في رفع لواء المعارضة في وجھ صدیقھ رئیس الجمھوریة، فإن ذلك قد یرفع من الحرج من جدید عن رئیس الجھوریة، وربما یجعلھ یفكر في تحقیق مطلب یرفعھ كثیرون، ألا وھو المطلب المتمثل في فتح تحقیق في فترة حكم الرئیس السابق. وإن قرر رئیس الجمھوریة ذلك فإن شعبیتھ ستزداد بكل تأكید، وحینھا سیتضح للرئیس السابق بأنھ قد أخطأ برفع لواء المعارضة، كما أخطأ من قبل ذلك في محاولتھ الفاشلة للسطو على حزب الاتحاد من أجل الجمھوریة.

حفظ الله موریتانیا..

ینسى أصحاب ھذا الرأي بأن ھناك نقاط اختلاف كثیرة بین الرئیسین، ولعل من أھمھا:

1 ـ أن الرئیس الراحل أعل ولد محمد فال لم یكمل سنتین في الرئاسة بینما أكمل الرئیس السابق إحدى عشر سنة. وھذه المدة تكفي لأن یمل الناس من رئیس قدم إنجازات كبیرة، فكیف إذا كان الأمر یتعلق برئیس تثار أسئلة كثیرة حول إنجازاتھ؟

2 ـ أن الرئیس الراحل أعل كان یتعامل بإیجابیة كبیرة جدا مع المعارضة خلال فترة حكمھ، بینما كان الرئیس السابق یتعامل معھا بسلبیة كبیرة جدا، بل إنھ كان یتعمد الاصطدام بھا.

3 ـ الرئیس الراحل أعل ولد محمد فال انخرط في المعارضة بعد الانقلاب على رئیس منتخب، بینما یحاول الرئیس الحالي أن ینخرط في المعارضة بعد انتخاب رئیس جدید اعترفت المعارضة عملیا بشرعیة انتخابھ.

یظھر من خلال نقاط الاختلاف ھذه بأنھ لا وجھ إطلاقا للمقارنة بین الرئیس الراحل أعل رحمھ الله والرئیس السابق محمد ولد عبد العزیز، ومن المؤكد بأن ھذا الأخیر لن یجد مكانا في معارضة لا تحتفظ لھ بأي ذكرى جیدة خلال الإحدى عشر سنة التي تولى فیھا رئاسة البلاد. بل على العكس من ذلك فإن المعارضة ھي في أشد التحمس الآن لمواجھتھ، وھي لا تنتظر لأن تقف في صف رئیس الجمھوریة في أي مواجھة محتملة مع الرئیس السابق، لا تنتظر لذلك، إلا أن یعطي رئیس الجمھوریة الإشارة ببدء المواجھة. لقد رفع الرئیس السابق الحرج عن صدیقھ رئیس الجمھوریة بمحاولتھ الفاشلة للاستیلاء على الحزب، وھو ما أجبر رئیس الجمھوریة على التدخل لسحب البساط من تحت أرجل الرئیس السابق، وتركھ یعیش في عزلة سیاسیة قد تستمر طویلا..وإذا ما استمر الرئیس السابق في رفع لواء المعارضة في وجھ صدیقھ رئیس الجمھوریة، فإن ذلك قد یرفع من الحرج من جدید عن رئیس الجھوریة، وربما یجعلھ یفكر في تحقیق مطلب یرفعھ كثیرون، ألا وھو المطلب المتمثل في فتح تحقیق في فترة حكم الرئیس السابق. وإن قرر رئیس الجمھوریة ذلك فإن شعبیتھ ستزداد بكل تأكید، وحینھا سیتضح للرئیس السابق بأنھ قد أخطأ برفع لواء المعارضة، كما أخطأ من قبل ذلك في محاولتھ الفاشلة للسطو على حزب الاتحاد من أجل الجمھوریة. حفظ الله موریتانیا..

محمد الأمین ولد الفاضل

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016