ما أن تم الإعلان عن عقد يوم تشاوري حول مشكل المياه بولاية لعصابه بكيفه بحضور وزيرة المياه والصرف الصحي وكامل طاقم قطاعها من مدراء مركزين ومستشارين ؛ حتى توافد على المدينة العطشاء كافة المهتمين بشأنها وشأن الولاية عموما من منتخبين وأطر ووجهاء وفاعلين جمعويين وسياسيين من مختلف المشارب وحدتهم الحاجة إلى عصب الحياة و قوامها (الماء).

فمنهم القادم من اقصى حدود الولاية في كل الجهات ومنهم القادم من انواكشوط ومنهم القاطع لإجازته في الخارج ، وماهي إلا ساعة او أقل مرت كثوان ليتلاشى أمل القوم بعد انسحاب معالي الوزيرة تاركة قاعة المجتمعين للتشاور وكأن على رؤوسهم الطير دون اعتذار ولا تقديم للأسباب ، ليتواصل يوم التشاور "المنتظر" تحت رئاسة والي الولاية وطاقم الوزارة ، وتبدأ مسرحية الإستهتار والضحك على الذقون بإعداد و إخراج من مدير الشركة الوطنية للمياه (SNDE) ، حين بدأ مهزلته بعرض عن وضعية المياه بالولاية جاء مختلا و مرتبكا وعديم الجدوائية في جميع النواحي لينكشف أن عناصر العرض"المهزلة" مصدرها إثنان لا ثالث لهما:

أولا: معلومات العرض الفنية والميدانية و مصدرها المصالح الجهوية للشركة وجاءت كلها مغلوطة ومزيفة ومضللة. ثانيا : المعلومات الديموغرافية المتعلقة بالساكنة تعدادً و نموًا و معيشةً ، وهذه مصدرها الإدارة ( حكام المقاطعات) ويبدو أن هؤلاء لم يخفوا تحفظهم على عدم مصداقية عرض المدير ،حين نبهه أحدهم إلى أن ارقام هذه المعطيات تعود إلى آخر تعداد ومسح للسكان و يرجع تاريخه إلى سنة 2013 وأكد له أنه أعطاه هذه الملاحظة.

واصل المدير عرضه"المهزلة " ليصل إلى خلاصة أن لا مشكلة لمياه الشرب بولاية لعصابه لاكمًا ولانوعًا ولا توزيعًا وبختم بتفجير — ليس بالطبع أكبر امبوب ماء قطرًا ولا اعذبه ماءً — بل أكبر عملية استهتار بساكنة مدينة العطش (كيفه) حين قال السيد المدير بالحرف الواحد مستشهدا بالأرقام :(إن مدينة كيفه تتوفر على فائض كبير من الماء المستنتج يوميا من الشبكة ويصل خزاناتها إلا أنه لا يصل المواطن نتيجة ضعف في الشبكة ومشاكل فنية في بنائها اصلا وأكد المدير أن المشكل ليس شحا في موارد المياه ولا نضوبا في مصادرها)انتهى عرض المدير.

ليلخص" المتشاورون" في مداخلاتهم حول الموضوع إلى أن انسحاب الوزيرة والطريقة التي تم بها وانكشاف أن مبرره استقبال رئيس السنغال بانواكشوط عصر نفس اليوم ، لم يكن مؤشرا جيدا على جدية الموضوع، إذ لا يرى هؤلاء معنى لإستدعاء الوزيرة بعد وصولها في مهمة كهذه معوضة الأتعاب بسخاء على حساب خزينة الدولة لمجرد وقفة في طابور استقبال،كما لم يخفِ"المتشاورون " انزعاجهم من انحطاط مستوى عرض المدير العام للشركة الوطنية للماء ، حيث عبر بعضهم وبصراحة أن جميع ما جاء في العرض من معلومات غير مؤسسة ، يعبر عن مدى استهتار واحتقار الحكومة لهم ممثلة في مبعوثيها إليهم ابتداء من الوزير و انتهاء بالمدير.

ويبقى التساؤل المطروح ،هل هكذا تعامل الحكومة مواطنيها في كل ولايات الوطن، أم أن ولاية لعصابه ومقاطعة كيفه لاتستحقان أكثر من هذا؟

النهاه ولد احمدو

22442289