الصفحة الأساسية > الأخبار > إكراهات الإصلاح ! / باب امان

إكراهات الإصلاح ! / باب امان

الثلاثاء 12 أيار (مايو) 2020  17:22

تهافت مكونات الحقل القضائي على المنسي من حقوقها لعدة عقود، والميؤوس منه في بعض الحقب السابقة ، يعطي صورة واضحة ، أن شيئا جديدا حصل في تعاطي وزارة العدل مع الملفات المتضمنة تلك الحقوق، ولن يعدم من بحث عن الدليل برهانا لذلك ، فقد طبعت الأشهر المنصرمة تجاذبات كثيرة ورآى مختلفة ، حول ما يدور في كواليس الوزارة ، مما تم تصنيفه من قبل البعض إصلاحا لأنه صادف هوى في نفوسهم ، وصنفه آخرون تخبطا وضعفا في الأداء لأنه لم يكن على الكيف المنتظر من طرفهم ، وهي طبيعة أصحاب الحقوق المختلفة ، ودوت البيانات والتدوينات والتصريحات بكل الطرق ، تنديدا وتأيدا ومباركة و دعوة لإرجاع الأمور إلى نصابها ، في نظر البعض ، وكأنها خرجت عن الصواب ، وترى من ينشدون في رحلة بحث عن سلامة مسار ما يصفونه إصلاحا بدأت بشائره، وفي هذا الخضم تولدت مفاهيم لدى الرأي العام ، وكتب البعض عن أزمات في القطاع ، ودارت أحاديث حول مستقبل بعض المكونات ، عضدتها بيانات ربما استعجل اصحابها الأمور، وربما لم تلامس العملية ما يرونه سبيلا للإصلاح،  وأنا هنا لا أريد ان أجرح أحدا ، أريد تسمية الأشياء بأسمائها، هي إكراهات الإصلاح ، الذي قد لايرضى عنه الجميع مالم تظهر نتائجه ، وحالة صحية تمثل دليلا على تأثيره في محل الخلل ، الذي هو العادات البدائية ، والنظرة التقليدية للعلاقات المهنية ، وعدم تقبل التغيير ، وربما مفاجأته ، وهنا انبه على أن رياح تغيير المؤسسات والنظم القضائية عاصفة رغم كل أحزمة التقاليد والأنماط ، لأن تيارات مختلفة دولية تغذيها ، ولكن لصالح الجميع .

فعلا يجب ان يبدأ الإصلاح من مؤسسة القاضي بجعله في ظروف مريحة ماديا ومعنويا ، حتى يكون طلب العدالة مبرر ، وحتى يتبوأ المكانة اللائقة ، بقضاء قوي يصلح ملاذا لأصحاب الحقوق، ويستحسن إشراكه في كيفية ذلك.

لكن إصلاح مؤسسة القاضي دون المكونات الأخرى ومن بينها كتاب الضبط ركيزة العمل القضائي ، ومن يتولون الجانب الإداري من عمل المحاكم ، ومن يضمنون نجاعة المنتج القضائي بإخراجه وأرشفته وتسييره ، باعتبارهم فنيو إجراءات ، وأمناء ضبط ، وشهود على عمل المحكمة وشركاء في صناعة الحكم ، إذ تصرف لهم الدولة علاوة معتبرة تسمى علاوة المساعدة في تحرير الحكم .

كما لا يمكن وقوف القضاء شامخا الا بأساساته الأخرى ( أعوان القضاء ) الذين يجب أن يتناولهم الإصلاح بكل ما ؤوتي رواده من حكمة وخبرة .

وتزاحم كل هذه المطالب ، واستعجال أصحابها نتائجها يدفع إلى خلق ظواهر مربكة ، يفسرها الآخر أزمات ، او ترهلات في العمل الإداري ، ونحن في داخل القطاع نراها حالة صحية ودليل نجاعة عملية الإصلاح ، ونموذج من إكراهاته.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016