الصفحة الأساسية > الأخبار > معاناة موريتانيا إلى متى ؟

معاناة موريتانيا إلى متى ؟

الاثنين 18 شباط (فبراير) 2013  06:32

أحمد ولد محمد موسى

أسعار ترتفع هنا وهناك ومعيشة تغلي وشركات تنهب ثروات الشعب وتراب تقسم لا يخلو تقسيمها من ظلم وغبن ورشوة وغيرها، فقراء يصرخون ومساكين يستغيثون ولا حياة لمن يستغيثون. ومظلومون أتوا من كل فج عميق من كل بلدة وقرية ليتجمعوا أمام قصر الرئاسة تحرقهم الشمس وينهكهم التعب وينهشهم الجوع والعطش رجاء رفع الظلم وتحقيق آمال لطالما علقت بأذهانهم فيما يجلس الرئيس مسترخيا في قصره يخرج على الإعلام ليتحدث عن إنجازاته وكأنها منحة منه إلى الشعب الموريتاني ويجلس زعماء المعارضة في منازلهم الفخمة ويتجمعون في مقارهم كل حزب يخوض في عرض الحزب الآخر ويغتاب أخاه الآخر والمواطن البسيط يقف حيرانا و يائسا ثم يقفل عائدا إلى مسكنه والمشاكل تحيط من كل جانب تلك صورة من معاناة يعانيها مئات الموريتانيين الذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ولم يجدوا حاضنا ولا رحيما ومعاناتهم تخنقهم ولا زال بصيص من الأمل يراودهم .

وفي وطني الحبيب صور يندى لها الجبين وتدمع لأجلها العيون صور من الصور التخلف جسدها مجتمع وطد أركانه بالإقصاء والعنصرية وغيرها من الصور التي سأذكر عنها قليلا من كثيييير .

القبلية

القبلية والجهوية المقيتة والحمية الجاهلية البائسة التي تمنع تقدم المجتمع وتطوره وتقف سدا منيعا مانعة أي تطور أو تقدم يفيد الوطن والمواطن ترسخ الظلم والغبن تشجع الفساد تنصر الظالم وتأخذ على يد المظلوم فكم من أمور أفسدتها الحمية التي لن تقوم لموريتانيا قائمة ما دامت غارقة في بحرها تلك القبلية التي مازال يجسدها ويغذيها بعض الأفراد مردوا على النفاق للحاكم وعلى إقصاء الآخر دون أي سبب سوى أنه ليس ابن فلان وتعودوا على تقسيم المناصب بطريقة قبلية غاية في القبح دون أي إدراك أنهم يعيشون في عالم تطور وتبدل فعقليتهم عقلية العصر الحجري

مظاهر من الإقصاء

وفي إحدى صور المشينة صورة رسمها المجتمع عن عدة شرائح صورة تتميز بالإقصاء والتدمير المعنوي والنفسي فمثلا شريحة المعلمين التي أراد المجتمع إقصائها وإهانتها أرادوا لها أن تعيش ذليلة تطلق عليها الأمثال السخيفة في وصفها بالكلب أو هناك من هو أكلب من العجائز أبناء الأسر العريقة الذين يسرقون موارد الدولة ليل نهار.

إن دولة وضعها كهذا لا اقتصاد يتقدم ولا مشاكل تحل ولا عدالة ولا مواطنة تجسد وتغذى يعتمد مواطنوها أو ساكنوها على الأصح على مجد صنعه أجداد أصبحوا أجداثا لا يجب أن تلوم وزارة الخارجية المصرية ولكن يجب عليها أن لا تلوم إلا نفسها وأن لا تحاسب ولا تعاتب إلا أفرادها وأن لا تهجو إلا ذاتها .

أيها المثقفون أيها الكتاب أيها السياسيون إياكم أعني واسمعوا ما أقول : راجعوا ذواتكم واستفيدوا من تجارب غيركم رسخوا مفهوم الوطنية الغائب ومفهوم الدولة الحقيقية وأطلقوا مبادرة "إصلاح الدولة وتصليح المجتمع " ودعوا عنكم سياسة في مجتمع لا يعرف من السياسة إلا التطبيل للحاكم فإن فعلتم وعملتم وبذلتم بجهدكم وسواعدكم عصاميين لا عظاميين فعندئذ لا تحتاجون لشهادة وزارة الخارجية المصرية ولا لشهادة غيرها فإنه لا مستحيل مع الهمة والعزم والصبر

"كونوا كالشجر يرميكم الناس بالحجر فترمونهم بالثمر" تلك إن شئتم فاعملوا بها وإلا فصدق من قال:

لقد أَسمعتَ لو ناديتَ حيّاً ** ولكن لا حياةَ لمن تُنادي

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016