الصفحة الأساسية > الأخبار > محاظر"قرية الشفاء".. رحلة طويلة من العطاء رغم جسامة التحديات (تقرير (...)

محاظر"قرية الشفاء".. رحلة طويلة من العطاء رغم جسامة التحديات (تقرير مصور)

الخميس 13 آب (أغسطس) 2020  17:10

تُواصِل محاظر "قرية الشفاء" تحفيظ القرآن وتدريس مختلف العلوم اللغوية والشرعية، مستفيدة من تاريخ طويل وتجربة رائعة تعود إلى قرابة قرنين من العطاء ، ففي منطقة أفله ذاع صيت محاظر "أهل التاقاطي" ، وشدت الرحال إلى مرابعهم طلبا للعلم فنهل الآلاف من ذلك المعين حين تقاطروا من الداخل والخارج.

خلال الحقب التي كان فيها الناس يتنقلون في الريف كانت خيام المحظرة هي أولى من تضرب أوتاده في الثراء نظرا لكثرة الطلاب وحماسهم.

لقد اشتهرت هذه المحاظر وذاع صيتها متجاوزا كل الأصقاع في ظرف تميز بشح الوسائل وقساوة الظروف المعيشية والبداوة، واليوم تتقدم هذه المحاظر أشواطا بعد استقرار الحي في قرية الشفاء (65كم) شرق مدينة كيفه، مستفيدة من الوسائل العصرية من إنارة وتوفر للمصاحف والمطبوعات، كما شهدت هذه المحاظر تطورات واضحة في مجال الطرق والأساليب المتبعة في مناهج المدارس الحديثة من تحديد للوقت ومن رقابة وتطبيقات وإشراك وكلاء الطلاب ومتابعة التلاميذ حتى وهم في البيت.

وفي مكتبات هذه المحاظر تقرأ رفوفا من المخطوطات النادرة سطرتاها أنامل رجال وطلبة في حقب بعيدة وهي اليوم تحضن بطرق تقليدية في انتظار من يستغلها ويستفيد من معينها الذي لا ينضب.

وكالة كيفه للأنباء سجلت خلال جولة لها في هذا الحي في ال 22 يوليو 2020 12 محظرة يدرس بها المئات ، لكن الدارس الباحث عن التبسيط والتحليل والاستبقاء وتقريب الفهم على الناس يمكنه أن يعيد كل هذه المحاظر إلى ثلاث محاظر رئسية هي أمهات هذه القلاع العلمية :

1- محظرة محمد فال ولد القاسم

2- محطرة أمحمد ولد أجوها

3- محظرة الصغير ولد أهل أحمد

ففي هذه المحاظر الكبيرة يتلقى مئات الطلاب الوافدين من كل أنحاء الوطن علوم القرآن والفقه واللغة مع التكفل بهم حتى يتخرجوا، لذلك كانت القرية وكرا جاذبا للسكان حتى أصبحت مدينة يقطنها الآلاف.

لم يشتهر هؤلاء القوم بشغفهم بحب الظهور حتى أنهم لم يسجلوا هذه القلاع العلمية الصامدة لدى أي من المصالح المختصة لأنهم اعتادوا على أن الموضوع يتعلق بواجبهم نحو ربهم ونحو أبنائهم ؛ لا يريدون منه غاية دنيوية ، ولم يكونوا إلى عهد قريب ممن يدرسون أبناءهم في المدارس العصرية، بل كان التعليم المحظري شغلهم الشاغل، ولا زالت أمنية شبابهم وأطفالهم ممن التقيناهم أن يتعلموا كتاب الله رواية ودراية ويدرسوه، رغم أن بعضهم قد شارك في امتحانات نظامية وحاز على درجات مشرفة مكنته من الاستفادة من منح دراسية في الخارج في مجلات كلها علمية.

لقد ظلت محاظر "الشفاء" قلاعا علمية عتيدة وصامدة أمام عاديات الزمن وجسامة التحديات ذلك أنها لم ترتبط بأي غاية مادية أو تنشد منفعة أو جزاء أو شكرا من أحد، الشيء الذي مكنها من البقاء لأنها بنيت على إيمان راسخ بضرورة القيام بالواجب مهما كلف ذلك بصدق عميق نابع من صفاء الروح للخالق عز وجل والشغف العارم باقتناص كل خلق رفيع وكل فضيلة.

لذلك ظلت جامعاتهم العلمية بعيدة ، متوارية فهل من مسلط للأضواء على هذه القلاع العلمية ليفيد ويستفيد ؟

وهل يأتي اليوم الذي تكتشف فيه الدولة الموريتانية هذه المعادن النادرة والجواهر الثمينة المدفونة في مضارب هدا الحي المثير للاهتمام حقا؟

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016