الصفحة الأساسية > الأخبار > القاضي الماركسي وحرطاني كيفة!

القاضي الماركسي وحرطاني كيفة!

السبت 19 أيلول (سبتمبر) 2020  08:36

ھذا حدث سنة 1949 ُ في الدائرة التي كنت مسؤولاً عنھا، جاءنا قاض ّ حدیث السن وما زال متدرباٌ وملیئاً بنار الثورة، مفعما بنیة ٍ َ تحریر افریقیا من كل كوارثھا، و طلب مني أن أترجم لھ حدیثاً دار بینه وبین رجل ٍ مسن بیظاني جاء برفقة رجل كبیر القامة أسود اللون. دخلنا إلى المكتب حیث شرح لنا الرجلُ ُ الم ّ سن أن ّ الرجل الأسود كان عبداً ّ لھ. وان ّ ھ جاء لیصحبھ إلى قریتھ لأن موسم الأمطار قد حل وعلیھ أن یعود الى مكان عملھ لیبدأ الحصاد.

ّ وبما أن سبب وجود العبد ھو مطالبة المحكمة بھ للإدلاء بشھادتھ، فإن البیظاني یعرض نفسھ لیحل محل العبد ویشھد لھم في تلك ّ القضیة وعلى كل حال فإن شھادتھ خیر لھم لأن شھادة العبد لا قیمة لھا.

ّ أولھا ٍ ّ وكنت طوال ترجمتي ألاحظ تقاسیم وجھ القاضي التي كانت تحمر ّ وتحمر موشكة على الانفجار فكان سیتھم الرجل بعدة تھم ُ اعترافھ بممارسة العبودیة، الثانیة محاولة شھادة الزور والثالثة استخدام ید عاملة دون دفع اجر لھا! ٍ یظاني ذھب بنفسھ ودون درایة ّ منھ الى عالم الس ّ جون حیث سیقضي باقي عمره بسبب تھم كھذه، ثم بعد انتھائھ من مخاطبة الرجل ِ الب َ المسن، التفت القاضي الى الرجل الأسود الذي لم یتحرك ولم ینطق بكلمة طوال الخطاب وقال لھ: "اذھب الآن فأنت ٌ حر وبإمكانك أن كان على فعل ما لا ترید، اذھب الى حیث أردت."

كان جواب الرجل الأسود للقاضي:

أنت تقول أني لست عبدا لھذا الرجل؟ من أنا اذاً؟ أنا إذاً لا شيء ! إعلم أن أبي كان عبداً لأبیه وجدي عبدا لجده واخته رضعت لبن َ أمي وأنت تقولُ أنني لست ملكا له ثم ُ نظر إلى المسن اِلیظاني وقالَ له هيا بنا نذهب من هنا

وذھبا تاركین القاضي الماركسي الذي لم یبق له سوى الضحك بعد أن فھم أنه دخل عالم أسیاده وعبیده لا ينتمون إلى عالمه ولا إلى زمانه.

اقلام

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016