الصفحة الأساسية > الأخبار > سيدي الرئيس في موالاتكم مندسون

سيدي الرئيس في موالاتكم مندسون

الخميس 21 شباط (فبراير) 2013  06:00

الشيخ الولي أحمد مسكه

طيلة ثلاث سنين أو تزيد ظلت وجوهٌ ألفها الشارع الموريتاني، تتموقع في جميع هيئات الأغلبية الداعمة لرئيس الجمهورية، دون أن تثير استغراب حتى اؤلئك الفضوليين فيها، ولولا رصاصة أكتوبر وما أعقبها من مستجدات فرضت جملة من المتغيرات جعلت البعض يجهز أمتعته استعدادا للرحيل نحو ضالة لا يعلم أين ينشدها لما أنتبه لهم أي فطن حاذق !

ولم يترك هؤلاء سانحة ولا بارحة إلا ومرروا من خلالها تغريدات تصب في جميع الاتجاهات وتفهم على أكثر من وجه، فمن يدري قد لا تكون الليلة (حسب قراءتهم المتذبذبة أبدا) امتدادا للبارحة؟، ومع ذلك فقد نجحوا في تخطي تلك المرحلة الحرجة برِجْل هنا ورِجْل هناك، كما كان ديدنهم دائما.

وقد لا يجد الكثيرون ممن اهتزت صورتهم خلال غياب الرئيس للاستشفاء غضاضة في تبرير ما لصق بهم من تصرفات بلغت حد إشاعة انقلاب السبت (الكاذب) أو حتى كشف القناع عن النوايا والمواقف بهدف تشجيع بعض القادة العسكريين على تنفيذ بقية الدور، معتدين بإمكانية توفير الغطاء الداخلي دعما لهم، إذا ما أقدموا على الاستجابة لعَرْضهم "المنكر".

واليوم لا يخفى على من تمعن في المشهد حضور هؤلاء المندسين خصوصا داخل الحزب الحاكم ، واستمرارهم في اللعب لإجهاض مشروع الإصلاح الذي أعده الرئيس ويسعى جاهدا إلى تنفيذه، وذلك بمحاولة إبعاده عن داعميه الرئيسين خلال حملته المؤزرة والتي تمكن بمساعدة من أداروها أن يحقق ذلك النصر التاريخي الباهر على فلول الفساد ورموزه قبل أن يتسلل من تسلل منهم ويندس لاحقا في مواقع مفصلية في الحزب وفي الأغلبية وفي الإدارة .

ولعله من المناسب هنا أن نشير إلى إن حجب الرئيس عن داعميه الحقيقيين في انتخابات 2009 كان الهدف الأول منه ـ وفق أي تحليل موضوعي ـ هو محاولة المندسين تجريده من عناصر قوته التي حقق بها نصره السابق، وبالتالي إضعافه بإبعاد المخلصين عنه للانفراد به وهزيمته ـ لا قدر الله ـ في الاستحقاق القادم والذي بدأ العد التنازلي له منذ شهور .

فهل يا ترى سينتبه السيد الرئيس لخبث هؤلاء وينجح في عدم الوقوع في مكائدهم الشيطانية؟، وهل سيقوم ـ فعلا ـ بما يلزم من التحرر منهم واستئصالهم من مختلف المواقع التي يحتلونها حاليا؟ ..وذلك استجابة للنصيحة الشهيرة الموجهة للخليفة هارون الرشيد بالانتباه إلى خطر البرامكة الذين باتوا يسيطرون على الحكم ويوجهون دفة دولته كما يرغبون، وهي النصيحة التي قدمت للرشيد (والذي فهمها وطبقها) من خلال إلقاء ورقة بها بيتا عمرو ابن أبي ربيعة الغزليين :

ليت هندا أنجزتنا ما تعد ### وشفــــــت أنفسنا مما تجد

و"استبدت" مـرة واحد ### "إنما العاجز من لا يستبد"

وقد فهم الرشيد الرسالة الموجهة له ..بأن العاجز هو من لا ينتبه لما يحاك له،.. و من يرغمه أعداؤه على صداقته .

مثلما فهم الرشيد ـ نريد لعزيز أن يفهم ـ أن العاجز هو من لا يبطش حين يتحتم ـ بل يتوجب ـ عليه البطش لأن المسالة قد أصبحت بالنسبة له مسالة حياة أو ممات.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016