تعيش المصالح الجهوية بولاية لعصابه وضعا مزريا منذ أزيد من ثلاث سنوات ، إذ أضحت أوكارا مهجورة لا يطوف بها أي أحد ، حيث توقفت تماما عن تقديم الحد الأدنى من الخدمات سواء تعلق الأمر بالزراعة و البيطرة أو بالمياه أو التشغيل أو البيئة أو على مستوى سونمكس أو التجهيز وحتى كابك.

فضلا عن مكتب الوالي أو مكاتب الحكام التي لم يعد لها من دور غير استقبال النزاعات العقارية ووضع ما يتعلق بها من مشاكل في دواليب غصت بالملفات حتى يورثها السلف للخلف !

طبعا هنالك طوابير طويلة عن أبواب المراكز الصحية وعند شركتي المياه والكهرباء لدفع أسعار فواتير غير مستحقة.

تفتقر هذه المصالح إلا كل شيء ابتداء بالسيارات مرورا بالحواسيب والمقاعد والمكاتب وانتهاء بالأوراق وأقلام الرصاص .

إنك تشفق على القائمين على هذه المصالح وهم يتسكعون بين الوراقات لإرسال فاكس أو طباعة ورقة أو تصوريها.

قم بزيارة لمكتب أي حاكم تجد أن كل ما يقوم به من عمل يتم لدى المكتبات الخاصة وتجول بين باقي المصالح ترى كيف انهارت !ذ لم يبق من أمارات الدولة غير علم بال في أكثر الأحيان أو صورة لسيادة الرئيس تثبت عند ظهر رئيس مصلحة يتثاءب من طول الوقت والفراغ! لن تصدق أن الوالي السابق لم تعد لديه سيارة وكان يتنقل في سيارته الخاصة من نوع ميرسدس 190 حتى حالف الحظ الوالي الحالي فحاز سيارة.

لن تصدق أن اثنين من حكام الولاية يتنقلون مع الأشخاص والبضائع في النقل العمومي وأن سيارات باقي الحكام في غاية الترهل.

لقد أصيب أمس الأول من حضر من المواطنين بالدهشة عند ما أنضم إليهم أحد الحكام صحبة مرافقه العسكري وانتظروا سيارة هايليكس مشحونة بالبصل وتنتظر استكمال حمولتها من الأشخاص ليعودوا على متنها إلى مقاطعتهم حيث كانوا في مهمة بكيفه.

طبعا حجز السيد الحاكم وصابه مقاعد في قمرة السيارة لكن رائحة الحمولة كانت تزكم أنوفهم وكان السائق يتوقف في كل المحطات لإنزال الركاب والأمتعة وهو ما انجر عنه إرهاق كبير للحاكم.

كيف يمكن لحاكم مقاطعة كبيرة أن يطلع بمهامه و هو الذي لا يتوفر على سيارة وما الذي يتبقى من هبة الدولة عندما يزاحم الحاكم بقية المواطنين في سيارات النقل العمومي,؟

لقد ختم والي لعصابه زيارة لكافة مناطق الولاية للتبشير بنعيم العهد الجديد وفي كل محطة كان يتحدث للجماهير عن "نهضة شاملة وطفرة فريدة عمت جميع مجالات الحياة" متغافلا عما تواجهه المصالح الحكومية نفسها من مشاكل وعجز أصبحت معه محل تهكم العامة وتندر الناس!

لم يقل الوالي في تلك الزيارات بأن الدولة الموريتانية تمكنت من صنع القنبلة النووية ولم يتحدث أنها بصدد إرسال أول رحلة فضائية ولم يقل أن دخل الفرد فيها أصبح بآلاف الدولارات ، لكنه بذل جهودا مضنية من أجل إقناع المواطنين أنهم اكتفوا في كل شيء وأنه لم يعد بهذه الولاية جهل ولا ظلم ولم يكن ثمة عطش ولا مرض ولا جوع !!