الصفحة الأساسية > الأخبار > الفساد في مواجهة إصلاح التعليم!

الفساد في مواجهة إصلاح التعليم!

السبت 26 كانون الأول (ديسمبر) 2020  09:02

المفتش : محمد ولد الطالب ويس

من الخطأ أن تتشكل قناعة لدى الرأي العام أن أهل التعليم هم من أفسدوا التعليم, ففساد التعليم عملية ضخمة لايمكن أن تتم دون تغطية جوية مكثفة للهجوم البري الكاسح من طرف كافة الجبهات وبمشاركة كل القواعد, فقد يكون أهل التعليم في هذا الخضم ذخيرة منشطرة قابلة للتشكل والدمار, أو هم قطع على رقعة يلعبها الكبار وهم في هذه الحالة مجرد أدوات محدودة الفاعلية يقع عليها فعل الفاعل الحقيقي.!

هذا البناء على تنازع الفاعلية والمفعولية أدى إلى ميلاد مُوٌَلد نحوي هجين لا يقوى قوة الرفع وليس بدرجة البناء على النصب وهذا ربما هو سبب مانراه من تصدع لهذه الأداة نحسبه هو السبب الوحيد لفساد التعليم وتدنيه, والتعليم في الحقيقة أفسدته عدة عوامل تنبع كلها من عامل عدم الاستقرار السياسي الذي أصاب البلد منذ 1978 وأنتج أنظمة غير مستقرة وفاقدة للشرعية والأهلية مماجعلها ترتهن محليا ودوليا لكل تشكيلات الفساد وتشكلاته فراح التعليم ضمن قافلة المشاريع الوطنية ضحية لذلك, ولا شك أن إصلاح التعليم يحتاج لإرادة الدولة وتلك الإرادة متعلقة هي الأخري بعدة عوامل منها الداخلي ومنها الخارجي, أما الداخلي فمنه قوة النظام التي يستمدها من "شرعية آمنة" من أشكال الانقلابات لا "مطعن" فيها ولا "مغمز" تجعله أقوى من الارتهان للابتزاز السياسي والعشائري والقبلي والحقوقي والنقابي, ومنها الوطنية التي تجعل القضايا الوطنية الكبرى هي الهدف والغاية والإتجاه, ومنها العدالة الاجتماعية المسكتة للأفواه الطبيعية والتي تمنح النظام الشجاعة لمواجهة الإرجاف والبلبلة والفوضى, ومنها وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وإطلاق اليد والفكر للإبداع والإنتاج والتحلل المطلق من ترميز القائد والعمل بالتوجيهات,, أما العوامل الخارجية فمنها استقلال البلد وعدم اعتماد طموحاته في مجال التعليم على الممولين الذين لهم مقاسات خاصة هي ما يمررون تمويلاتهم وصدقاتهم وهباتهم عبر منافذها ليكون المخرج على تلك المقاسات,,,!

وبالعودة إلى مسيرة تعليمنا المتعثرة لاننكر وجود بعض الومضات والتي تجد وقود إشعاعها من إرادة النظام, لكن من الملاحظ أن هذه الومضات تواجه من العراقيل ما يجعلها تنطفئ وتتلاشي أو تتعثر على الأقل, ومن تلك الومضات فترة الرئيس المرحوم سيد ولد الشيخ عبد الله حينما أطلق اليد والفكر للوزيرة نبقوه منت حاب وبدأت فعلا في بناء مشروع تعليم مكتمل الأركان ينطلق من أساس صلب يتم بناؤه من طرف خبرائه ومهندسيه والذين كانوا سيعملون في رضا وظيفي تام كانت الطريق سالكة لجعلهم في ظروفه, بيد أن زوابع الأعماق التي أثارتها تشكيلات وتشكلات العهود الاستثنائية أطفأت تلك الومضة وأرجعت الحال إلى تلك العتمة التي ينشط فيها سماسرة التربح من الفساد,!

واليوم فإن ما نشهده من حركة مضادة من مختلف التشكيلات والتشكلات لبرنامج إصلاحي لهذا التعليم تعهد به النظام وأوكل مهمته لوزارة منهمكة في إعداد برنامج إصلاحي لضبط المصادر البشرية والمالية وعقلنتها وترشيدها وإبعاد المهام والصلاحيات من الذاتية برقمنتها ومعيرتها الأمر الذي سيجعل المتمعيشين من الفساد يفقدون الكثير من الوظائف والامتيازات ويجعل السمن والعسل والمرباع والصفايا للمستحق الميداني,,, كل ما نشهده من حركة مضادة يذكرنا بتلك الزوابع المحاولة لإطفاء كل بصيص نور,, وليس ماتشهده الوزارة من تردد وبطئ في تطبيق هيكلتها ونفض بساطها والبدء في مشروعها الإصلاحي إلا دليل على عمل يحاك في الخفاء والعلن لوأد هذا الأمل.

المفتش : محمد ولد الطالب ويس

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016