الصفحة الأساسية > الأخبار > إضراب المدرسين بولاية لعصابه.. من المنتصر ؟ (تحليل)

إضراب المدرسين بولاية لعصابه.. من المنتصر ؟ (تحليل)

الثلاثاء 1 حزيران (يونيو) 2021  12:25

وقفة للمعلمين أمام دار الولاية بكيفه

دخلت نقابات التعليمين الابتدائي والثانوي على مستوى ولاية لعصابه في إضراب عن العمل لمدة خمسة أيام على غرار بقية ولايات الوطن ، وذلك من أجل فرض العريضة المطلبية التي قدمتها هذه الهيئات منذ زمن بعيد ولم تصغ وزارة التعليم إليها.

وقد تضاربت الأرقام بين النقابات والإدارة الجهوية للتهذيب بولاية لعصابه، حيث رأت الأولى بأن الاستجابة كانت كبيرة للإضراب حيث تجاوزت ال67 في المائة بينما تقول الإدارة أن نسبة المشاركة في الإضراب لم تتجاوز 11 في المائة.

وبين هذين الرقمين توجد قطعا الحقيقة، حيث يتأكد أن الإضراب جاء دون ما توقعه المنظمون ، كما اتضح رغم نكران الإدارة أن سير الدروس قد تأثر بما جرى وأن صحوة المدرسين لارجعة فيها!

صحيح أن نقاط القوة أوفر لدى رب العمل منها عند المدرسين؛ فقد تم إشهار سلاح الترغيب والترهيب، ومارست الإدارة كافة الضغوط مشروعة وغير مشروعة ، واستنفذت كافة الأساليب التي من شأنها أن تجهض الإضراب؛كذلك تحوم الشكوك حول المعلمين في الريف البعيد حيث تحسبهم الإدارة غير مضربين وترى النقابات مشاركتهم.

و في جانب آخر تحمل الأرقام التي تتحدث عنها الإدارة أعداد المديرين غير المضربين أصلا كما جاء تراجع عمال الخدمة عن الإضراب في صالح الوزارة.

كان ذلك في اليوم الأول الذي كان من المفترض أن يكون الأقوى ، وذلك ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الأيام المقبلة لن تكون الأحسن بالنسبة للنقابات.

لا يمكن للإدارة الجهوية للتهذيب بولاية لعصابه أن تزدهي بالنصر على المدرسين لأن أدواتها في الإيقاع بالإضراب لم تعد نظيفة بالضرورة ولا تنتمي في جانب كبير من تجلياتها لعصر الحضارة!

ومن جانبهم بات من المفروض على النقابات أن تشرع في تغيير تكتيكاتها، وأن تنكب على تكوين المنتسبين وتثقيفهم حول مسألة الإضراب، كي يعوا بأن الحقوق المادية والمهنية والمعنوية لأي عامل لن تهدى له ، ولن ترد بغير النضالات السلمية المسؤولة وتقديم التضحيات ، وترسيخ فكرة كون الإضراب حق ودرجة عالية في سلم الوعي المدني وهو خصلة المثقفين، وهو رجولة وشخصية ووجود.

ومهما يكن من تمايز بين تقييم حجم الإضراب من ناجح في نظر النقابات، وفشله عند الإدارة فإن رسالة المدرسين قد وصلت بقوة أكثر من أي وقت مضى خلال هذا الإضراب والذي قبله، وهو ما سيقود في نهاية المطاف إلى تغيير موقف السلطة إذا ما تحلت بالحد الأدنى من الواقعية والمسؤولية، مما سيضطرها حتما إلى النظر في المطالب المشروعة للمدرسين ، والدخول مع النقابات في حوار جاد؛ فلم يعد ممكنا الاستمرار في الاعتماد على سلاح العناد و التخويف فقد بات صدئا ،قصير المدى، قليل الضحايا!

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016