عبر العاهل المغربي الملك محمد السادس الأجواء الموريتانية في طريقه الى داكار حيث بدا اليوم زيارته الافريقية بالعاصمة السينغالية داكار، حيث كان في استقباله في مطار ليوبولد سيدار سينغور الدولي بدكار عند سلم الطائرة الملكية، الرئيس السنغالي ماكي صال، على رأس وفد وزاري كبير، وعدد من كبار الضباط و القادة العسكريين، وجموع ضخمة من أفراد الجالية المغربية في العاصمة السنغالية. وكان الملك محمد السادس يرتدي بدلة رمادية غامقة، ويضع على رأسه شاشية فضية اللون؛ بينما ارتدى مضيفه، ماكي صال، فضفاضة عريضة مطرزة بخيوط ذهبية اللون. واستمع الرئيس صال وضيفه ‘إلى النشيدين الوطنيين، المغربي والسنغالي، قبل أن يتوجها إلى الجناح الرئاسي بالمطار على أنغام الموسيقى العسكرية. ويتضمن برنامج زيارة الملك محمد السادس للسنغال، والتي تدوم 72 ساعة، توقيع اتفاقية وبروتوكول اتفاق، وكذا مقابلات مع عدة شخصيات سنغالية. تتعلق الاتفاقية التي سيحضر التوقيع عليها؛ السبت عند الساعة 12 منتصف النهار؛ كل من الملك محمد السادس والرئيس السنغالي ماكي صال، تتعلق بـ "النقل البري الدولي للمسافرين والبضائع"، بينما يتعلق بروتوكول الاتفاق بـ "التعاون في مجالات المعادن، المحروقات، الكهرباء والطاقة المتجددة"؛ بحسب ما جاء في الأجندة الرسمية للزيارة الملكية، التي توصلت بها "آبا". وبعد ظهيرة السبت، سيبدأ استقبالات، فيبدأ بمصطفى نياس، رئيس الجمعية الوطنية، ثم عبدول امباي، الوزير الأول، وأمينة تال، رئيس المجلس الاقتصادي، الاجتماعي والبيئي. بعد ذلك يأتي دور وفود العائلات المجموعات الدينة (التيجانية، الموريدية، النياصية، العمرية، القادرية، الكاثوليكية)، رابطة العلماء في السنغال والمغرب، وأحمدو مختار امباو، رئيس دائرة الصداقة المغربية السنغالية؛ لتختتم الاستقبالات التي ستتم في الإقامة الملكية بداكار. وبعد يوم (الأحد)، سيقوم الملك محمد السادس، رفقة ماكي صال، آخر فترة صبيحة الاثنين، بتدشين عيادة الملك محمد السادس لطب العيون في، كامبيرين (ضاحية دكار)، ثم وحدة إنتاج الأدوية (ويستافريكا فارما). وبعد هذين التدشينين، سيرافق الرئيس السنغالي ضيفه، الملك محمد السادس، إلى مطار دكار حيث يودعه ليواصل جولته إلى كل من كوت ديفوار والغابون. يجدر التذكير بأن المغرب والسنغال أقاما علاقتهما الدبلوماسية في 15 نوفمبر 1960. وتعود آخر زيارة يؤديها الملك محمد السادس للسنغال، إلى قمة منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة في العاصمة السنغالية من 7 إلى 14 مارس 2008 وتعتبر السنغال الشريك الاقتصادي الأول للمغرب في غرب إفريقيا؛ حيث ارتفعت المبادلات التجارية بين البلدين من 9,7 مليار فرنك إفريقي إلى 30,5 مليار بين سنة 2000 وسنة 2010، أي بنسبة زيادة بلغت 314%. وتقدر واردات السنغال القادمة من المملكة المغربية سنة 2010 بـ 12,7 مليار فرنك إفريقي، مقابل 8,8 مليار فرنك إفريقي سنة 2000؛ أي بزيادة 18,9 مليار (210%). من جهة ثانية سيجري الملك محمد السادس في كوت ديفوارمحادثات على انفراد مع الرئيس الحسن وتارا، في إطار تعزيز محور أبيدجان ـ الرباط من أجل استمرارية علاقات الصداقة والتعاون التي أساها كل من الملك الحسن الثاني والرئيس فيلسكس هوفوات بوانيي، أول رئيس لكوت ديفوار منذ استقلالها. وسيقوم العاهل المغربي، على وجه الخصوص، بتدشين مصنع لشركة إسمنت إفريقيا "سيماف" التي يجري بناؤها في المنطقة الصناعية بيوبوغون، البلدية الواقعة غرب إبيدجان.. وكانت مؤسسة طالدوحة" العقارية بالمغرب أعلنت، العام الماضي، أنها وقعت مع الدولة الإيفوارية بروتوكول اتفاق بهدف بناء 2600 مسكن اجتماعي في كوت ديفوار. وفي ليبرفيل، سيتباحث الملك محمد السادس مع الرئيس الغابوني علي بونغو أودنغا والعديد من الشخصيات الاخرى، من بينها رئيس الجمعية الطنية، غي نزوبا نداما، رئيسة مجلس الشيوخ، روز فران روغوبي والوزير الأول، رايمون ندونغ سيما. كما سيوقع البلدان العديد من اتفاقيات التعاون، بمناسبة الزيارة الملكية.

الصحراء