الصفحة الأساسية > الأخبار > جريدة القلم في مقابلة مع رئيس(تام) السيد يوسف محمد عيسى

جريدة القلم في مقابلة مع رئيس(تام) السيد يوسف محمد عيسى

الأربعاء 4 آب (أغسطس) 2021  07:51

مقابلة جريدة القلم مع رئيس تجمع الديمقراطيين التقدميين (تام) السيد يوسف محمد عيسى.

جريدة القلم:

س1 : نعيش منذ أسابيع انتشار العدوى بجائحة كوفيد19 من جديد فمارأيكم بردة فعل الحكومة لما نسمي اليوم الموجة الثالثة بالمتحور الجديد وما هي رسالتكم للمواطنين ؟

جواب الرئيس يوسف محمد عيسى: في البداية أشكر لكم هذه الفرصة التي أتحتم لي.

فعلا، ليست الموجة الثالثة بمتحورها الجديد سوى وجها ثالثا أكثر وحشية لجائحة كورونا التي انتشرت بشكل سريع في كل أنحاء كوكبنا خالقة حالة حصار و ضاربة اقتصاد العالم، و مغيرة كل أنماط العلاقات الاجتماعية. فإضافة إلى التلوث، و انهيار الوسط البيئ، وكذالك جائحة كورونا فقد فضحت هذه العناصر مجتمعة القوى الخفية التي كانت وراءها: النظام الرأسمالي العالمي. وقد وضع الخوف من الفيروسات و العجز و الضياع ملايين البشر في حالة استنفار قصوى.

إن بلدنا يخضع كباقي دول العالم للنظام الدولي الذي يزداد تأثيره أكثر فأكثر على مجريات الأحداث في كل مكان من العالم. فهل ركزت سياسة حكومتنا الصحية على خصوصية مجتمعنا يوضع خطة استيراتيجية ذات طابع تحضري و دفاعي في آن مع احترام المقاربة العامة وتوجه المؤسسات الدولية كمنظمة الصحة العالمية؟ غالبا ماتتورط أغلبية الحكومات الوطنية و هذا مقابل عمولة مع شركات بيع الادوية الدولية و التي تتاجر بالصحة. وهنا تصبح الفيروسات في حد ذاتها فرصة للتربح وتكديس الأموال.

-  فتردي الخدمات الصحية وعدم فاعلية المستشفيات -و كنتيجة طبيعية للسياسات النيوليبرالية المخوصصة- و الفساد هي من الأسباب الرئيسية لارتفاع نسبة الوفيات و الخراب الناتج عن موجات الجائحة.

إن ولوج المواطننين للخدمات الصحية الجيدة و المجانية يجب ضمانه، فليس قطاع الصحة مجالا للتجارة و التربح. كما أن ذوي الأمراض المزمنة، و، أو الذين خرجت فحوصاتهم إيجابية تم التخلي عنهم عند ذويهم، للأسف، بدلا من تبني مقاربة مبنية على المخاطر اتجاههم.

- في إطار الاستيراتيجية الصحية، تبدو المحاور الاستيراتيجية التالية مستعجلة.

- إنشاء سلطة عليا للصحة.

- ضمان ظروف عمل جيدة في كل أوساط العمل ضد الجائحة.

-  تأمين مساعدات مالية للعمال و عائلاتهم (خاصة الطاقم الطبي) في صيغة تحمل الدولة لفواتير المياه و الكهرباء.

-  تخفيض نسبة الضرائب.

-  فرض و تطبيق الاجراءات الضرورية للسيطرة على تفشي الجائحة

- تكييف إجراءات الصحة العمومية مع الظروف الوبائية و مختلف التجمعات. -

- محاربة المعلومات الخاطئة التي تشجع الخوف من أخذ اللقاح - دعم إجراءات التعبئة الاجتماعية

- تشجيع تطبيق مقاربة لتسيير المخاطر بالنسبة لمختلف التجمعات (المهنية، التجارية، الدينية، الرياضية، و الاحتفالات ...إلخ)

- وفي الأخير، أين ذهبت المساهمات التي تم جمعها من طرف صندوق التضامن الاجتماعي و محاربة فيروس كورونا ؟ وما هو مصير سلفة المائة و سبعة و ستون مليون دولار (167 مليون) التي أسلفنا صندوق النقد الدولي في إطار محاربة الجائحة ؟ إنني لأحث جميع مواطنينا-خاصة ذوو الأمراض المزمنة- إلى احترام الاجراءات الاحترازية كمسؤولية شخصية ولنبادر من أجل صحتنا.

القلم:

س2: يوم 7 أكتوبر غاب كما يحب أن يسميه المرحوم حبيب محفوظ "ربان السفينة" المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين والذي أنتم من المقربين إليه. كيف عايشتم هذه الخسارة ؟

الرئيس:

إن المراسيم الرسمية المنظمة في دولة الجزائر الشقيقة و التي أهنئ و أشكر من أعماق القلب، و الانتفاضة عند صلاة الجنازة و التأبين الذي تم تنظيمه في فندق انواكشوط من طرف الموقع الاخباري المرموق والشجاع "الشروق" والتأبين الأخير الذي تم تنظيمه في قصر المؤتمرات "لربان السفينة" العظيم، كل ذلك يدل على أن خسارته تعتبر خسارة رمز وطني وإقليمي. سهل على المرء أن يقوم بأعمال صالحة، لكن، من الصعب عليه أن يقوم بالعمل الصالح على امتداد عمره دون أن يسئ ولو لمرة واحدة: هكذاهو الوجه البطل الذي جسد مبادئ جديدة متبنيا حتى رمقه الأخير عقيدته التقدمية .

محبوب الجماهير الثوري هذا، الوطني بدون منازع، القائد الفذ، الخطيب الأسطوري الذي كان يتجلى بجلال وعظمة خلال خطاباته، البسيط المعطاء، والمضياف البشوش ! كان المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين نموذجا مطلقا يتميز عن كل الرفاق بقدرته على تحمل أقسى المعاناة،

رفاقي و أنا نعبر علنا، ودون أسف عن تعلقنا العميق و حبنا المخلص للأب الروحي، المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين، الصانع الممجد، والمعلم الكبير مؤسس اليسار الموريتاني. فلو أردنا ذكر من ندين لهم بحريتنا فإنه سيكون من أوائلهم..

القلم:

س3: لقد جاء رحيل الرجل وهو معلق من طرف الحزب صحبة بعض رفاقه حيث كان يشغل منصب الأمين العام، فهل أثر عليه هذا القرار؟ وماذا فعلتم مع بقية رفاقه و منصاريه لمواصلة مساره النضالي ؟

الرئيس:

لم تكن العقوبات التي أخذ الحزب ضدنا سوى شكلا غير مباشر من أشكال العقوبات الموجهة- ليس فقط ضد أميننا العام الذي كان حينها مريضا- بل كانت أيضا موجهة لكل الرفاق الذين ناضلوا ضد انحراف الحزب، واللائحة نوعية وطويلة. كان الرفيق المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين رجلا مرنا وصارما في آن: أن ترحل نهرا، أسهل عليك من أن تؤثر على المرحوم أو تغير من قناعاته. في بداية أزمة الحزب، كان يقول لي دائما: ما يخيفني، ليس شر أهل الشر، بل سكوت أهل الحق.

إن حزب تجمع الديمقراطيين التقدميين (تام)، ليرمز إلى سعينا لمواصلة مسار نضاله و أن نستعد ونوحد صفوفنا على الصعيد السياسي و في المجال التنظيمي لخوض غمار المعارك التي تلوح في الأفق.

القلم :

س4: أكمل غزواني يوم 1 في شهر أغسطس سنته الثانية في رئاسة البلد، فما هو تقويمكم لبداية هذه المأمورية؟

الرئيس :

حصيلة- إجماليا- سلبية. فمنذ انتخاب غزواني رئيسا:

-  هل نشعر بحياة أسعد؟

-  هل تراجعت حدة المعاناة ؟

-  هل دعمنا القوة الشرائية ؟

-  هل انخفضت أسعار المواد الأولية وكذالك أسعار أعلاف الحيوانات؟

-  هل تراجعت نسبة البطالة و اللامساواة اجتماعيا من خلال ازدهار و نمو الاقتصاد؟

-  هل توطدت عرى الوحدة الوطنية ؟

-  هل أمنا المال و الانسان و أيضا الغذاء ؟

-  من المستفيد من موارد البلد و التعيينات ؟ إن هذه الحصيلة الأولية لا تفتح الباب لآفاق إيجابية.

الصحفي:

س5: منذ وصول خلف الرئيس السابق لسدة الحكم فإن جزءا كبيرا من الأحزاب التقليدية في المعارضة و المعروفة بمواقفها الرادكالية ضد ولد عبد العزيز قد أصبحت في صمت متواطئ حتى لا نقول مذنب، إذ لا تنتقد تسيير الرئيس إلا بخجل. فما هو تقويمكم لهذه الوضعية ؟

الرئيس:

بالضبط، نفس التقويم الذي ورد في سؤالكم: صمت متواطئ، أو حكما مذنب، ونقد خجول، ومدح غير مباشر: هذا هو النهج الذي يحتمه التطبيع مع السلطة. يبدو أن رادكالية هذه الأحزاب في المعارضة القديمة لم تكن تستهدف نظام الظلم و الذي لم يتغير بالمناسبة، بل إنما كانت تستهدف فقط رجلا مستخدمة شعارات من قبيل: الحوار، و الجبهة ضد الجائحة كحجة و مظلة لسياسة التطبيع والتي لم تنتج حتى الآن إلا بعض التعيينات لصالح هذه الأحزاب.

الصحفي:

س6: لقد طبعت السنتان الأوليان من مأمورية الرئيس غزواني ملف ما يسمى: "بالعشرية" الذي شهد اتهام الرئيس السابق، ثم وضعه في الحبس الاحتياطي. فماذا يثير لكم هذا الملف ؟ وهل تعتقدون أن العدالة ستتحقق وأن موريتانيا ستستعيد الأموال التي تم اختلاسها و والقطع الأرضية التي سلبت....؟

الرئيس:

العدالة وحدها هي المخولة بالحكم حقا أو باطلا على أي متهم. بكل نزاهة، ماهو شعوركم حول ملف كيدي من طرف سلطة تشريعية و إدانة محتملة من طرف جهاز قضائي، الجهازان يأتمران بسلطة تنفيذية في صراع مع المتهم قيد المقاضاة؟ إنما يطلق عليه ملف العشرية ليس سوى تعبير عن تناقضات داخل طبقة اجتماعية: البرجوازية من أصول عسكرية ومدنية. كما أن مصير هذا الملف يتعلق بمصالح هذه الطبقة البرجوازية والكيفية التي ستعالج بها تناقضاتها الداخلية. إن السنتين الأوليين من مأمورية الرئيس غزواني قد طبعتهما -من بين أشياء اخرى- ملف ما يسمى "العشرية" و التي كان غزواني أحد ركائز أطرافها، لكن أيضا طبعهما:

-  الاستمرار في نظام نيوليبرالي من الظلم مؤسس على استغلال أغلبية من طرف أقلية.

-  رفض أي حوار شامل.

-  الدوس على الحريات العامة، وعليه نقض الدمقرطة (خرق الامر القانوني رقم 024-91 بتاريخ: 91\07\25 المتعلق بإنشاء الأحزاب السياسية، تحريم المسيرات و التجمعات، قانون مكافحة التلاعب بالمعلومات)

-  توطيد السلطوية والذي تفوح منه رائحة الاحكام العرفية (قانون حماية الرموز- أو على الأصح أصحاب النجوم في البلد و عملائهم- وتجريم المساس بهيبة الدولة). في هذا الإطار يجب أن نعي أنه حينما تصادر منا حرية التعبير فإننا قد نساق إلى المذبح صما و بكما كالخراف.

-  توطيد النظام القمعي (توقيف ضحايا 28 نفمير إبان مسيرة سلمية، توقيف الطلاب والحركات الشبابية).

-  تهديد الوحدة الوطنية بخطر تنامي الشوفينية، استمرار غياب العدالة و الممارسات التمييزية والاقصاء (الاكتتاب في الجيش وقوات الأمن، وفي التعليم، وفي الصحة، و التعيينات....إلخ)

الصحفي:

س7: كان المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين أحد كبار المدافعين عن الوحدة الوطنية و العدالة وحقوق المهمشين...إلخ، فما هو رأيكم فيما يسمى "قضية الوحدة الوطنية" ؟ وهل تعتقدون أن الحوار الذي تتكلم عنه أحزاب الأغلبية والمعارضة يمكنه حلحلة قضية التعايش المشترك ؟

الرئيس:

فعلا، أن المصلحة الوطنية- والتي تعتبر الوحدة الوطنية ركيزتها- كانت بالنسبة ل"ربان السفينة العظيم" فوق كل اعتبار. في ظل وجود حوار من عدمه، فإن قضية التعايش المشترك (الوحدة الوطنية)- و التي هي اليوم مهددة بخطر التيارات الخصوصية على كل الجبهات- تمر حتما بحل عادل ومنصف لقضية الإرث الانساني (المذابح و التسفير القصري)، حلا يرتكز أساسا على:

-  إلغاء قانون العفو الصادر سنة 1993م.

-  لجنة تحقيق مستقلة.

-  مؤتمر وطني لإقامة الجبر، والعدالة وواجب التذكر لصالح كل الضحايا. ألم يلعب المرحوم محمد المصطفى ولد بدر الدين دورا محوريا في إصدار و نشر رسالتين مفتوحتين في مارس 1991م بنفس المطالب ؟ تم توقيع الأولى من طرف 50 شخصا و الثانية تم توقيعها من طرف 125 شخص.

القلم: س8: ماهو تحليلكم للخرجتين الاعلاميتين اللتين قام بهما الرئيس غزواني ؟

الرئيس: من المؤكد أن المقابلتين لم تتركا أثرا لا يمحي في أذهان الموريتانيين. فما الهدف من المقابلتين في هذا الوقت بالتحديد ؟ لم تنجح أجوبة الرئيس في إقناع الغالبية العظمى من المواطنين، لا فيما يتعلق بالوضع الراهن، ولا فيما يتعلق بالآفاق. لقد تم تجاهل الحقيقة. و أعتقد أن الرئيس بكل بساطة قد أخطأ هدفه الرئيسي الذي يتمثل في كسب ثقة الرأي العام وطمأنته بمناسبة مرور سنتين من حكمه.

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016