الاعتراف بحركة "إيرا": خطوة أولى على طريق الإنصاف

بعد سنوات من الإقصاء والقمع والسجون، ها هي السلطات أخيرا ترخص "رسميا" لمبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية (إيرا) في العمل بصفة شرعية كغيرها من منظمات المجتمع المدني، على كامل تراب الجمهورية وبنفس الحقوق التي لطالما تمت مصادرتها من دون وجه حق، في انتهاك سافر للدستور وللاتفاقيات الدولية والقوانين ذات الصلة.

هنيئا للسلطات بالفعل على خطوة، يبدو أنها جاءت بعد تفكير معمق وضمن مسار طبعه الكثير من التردد والاشتباه والتحفظ، وأيضا ضمن سياق من التهدئة والتحضير ومحاولة اختبار النوايا، لم يكن خطاب ودان –فيما يبدو- سوى إحدى حلقاته، وإن كانت الأرفع مستوى والأبلغ أثرا، رغم محاولات التشويش عليها وتمييعها من طرف جيوش التملق وواجهاتها من خدم الطغيان والإقطاع المتاجرين بالمصالح العليا للبلاد.

هنيئا كذلك للزعيم الوطني بيرام الداه أعبيد، على مساره البطولي وخطه الكفاحي السلمي وبشكل أخص على صموده في وجه التنكيل والإغراء والمخططات التفكيكية والتسفيهية؛ مما مكنه من الانتصار على جلاديه ومن تبوئ مكانة سامقة على المستويين الوطني والدولي، تكللت بالكثير من الأوسمة والجوائز وبمراكمة تجارب وبناء علاقات من شأنها خدمة البلاد وتعزيز وحدة شعبها.

بالفعل تمكنت حركة "إيرا" قبل الاعتراف الرسمي، من أن تفرض نفسها على أرض الواقع وأن تحقق النجاحات تلو النجاحات، غير أن وصل الاعتراف يأتي ليؤكد أهميتها بالنسبة للبلاد بشكل عام وبالنسبة للجسد الحقوقي على وجه الخصوص؛ وهو بكل تأكيد اعتراف أولا وأخيرا بأهمية الدور الذي تلعبه "إيرا" وزعيمها في انعتاق الشعب الموريتاني وفي تعزيز أسس وحدته الوطنية والقضاء على عوامل الفرقة وتأبيد الاستعباد والتخلف والاستغلال.

هنيئا أيضا لموريتانيا على ولوج مرحلة التصالح مع الذات والبحث عن حلول للصراعات الاجتماعية، بعيدا عن الإقصاء والتخوين والشيطنة؛ لكنها لكي تكون حلولا أصيلة وناجعة ينبغي لها أن تظل بعيدا عن منطق الهيمنة وروح الأبوية وأن يشمل البحث عنها جميع الملفات العالقة التي تلقي بظلالها على التعايش بين المكونات الوطنية؛ لعلنا ننجح مجددا في استئناف السير على طريق بناء أمة موريتانية واعية لمتطلبات وإكراهات حاضرها وقادرة على أن ترنو بطموح وثقة نحو مستقبلها.

» آخر التعليقات

» قناة كيفة انفو

» الظوال

» أسعار الحيوان

الإبل

البقر

الغنم

» منبر كيفة

» أعلام