لم تخذل وزارة الزراعة منذ عدة عقود المزارعين في ولاية لعصابه مثلما فعلت في العام 2022 ، ولم تتعامل هذه الوزارة بهذه الدرجة من السلبية اتجاه هذا القطاع كما هو حالها اليوم.

يبدأ موسم الأمطار ويحل موعد أهم أقسام الزراعة بولاية لعصابه وهو الزراعة المطرية والحكومة لم تحرك ساكنا في الموضوع، ولم تنفذ بندا واحدا من تدخلات كانت تقوم بها كل سنة منذ استقلال البلاد، وإن كانت محدودة ومترهلة فقد كانت تشير إلى بعض من الاهتمام وتبعث في نفوس المزارعين شيئا من التعبئة والحماس.

كانت وزارة الزراعة خلال العقود الثلاثة الماضية تسهم في أربع مجالات هي : السياج والبذور، وبناء السدود الرملية والعمل على تجهيز بعض هذه السدود بفتحات صرف المياه (المفرجات).

وحتى كتابة هذا الخبر فإن هذه الوزارة لم تقم بأي عمل من التدخلات الأربع؛ وحتى إذا بادرت اليوم أو غد بفعل شيء في هذا الصدد فإن الوقت قد فات على أكثريتها ولم يعد ناجعا؛ ذلك ما ظهر حين بدأت الجرافة الوحيدة عملها اليوم في مستهل الأمطار وهاهي عاجزة عن القيام بأي عمل نتيجة الوحل ، ولذلك فإنها لن تنجز في أحسن الأحوال 5% من جدول أعمالها.

هذا لإهمال فوق الحدود وكامل الأركان يثير دهشة المزارعين والمهتمين ويبعث الكثير من القلق والحيرة؛ فهو يأتي في سنة تحذر فيها كافة الدول والمنظمات من تعرض العالم لمجاعة ماحقة نظرا للتراجع الخطير في المحاصيل الزراعية بسبب الحرب الدائرة الآن في اروبا وإحجام كبريات الدول المصدرة للحبوب من البيع للخارج خوفا من تجويع شعوبها.

مصدر من داخل وزارة الزراعة قال في حديث لوكالة كيفه للأنباء إن البرمجة الخاصة بسنة 2022 لم تطلق قبل الأسبوع الماضي بعد أن ألغى الوزير ما خطط له سلفه؛ وأضاف المصدر أن الوزراء غير العارفين بالقطاع سرعانما يرضخون لإملاءات اللوبي المتحكم في الوزارة منذ عدة عقود.

محدثنا أضاف أنه لا يتذكر على مدى الثلاثين سنة الماضية مثل الإهمال وسوء التدبير الذي تعرفه هذه الوزارة اليوم.

في مثل هذه الأوضاع يطل علينا التعميم المشترك بين الداخلية والزراعة وهو العمل الذي نظر إليه المزارعون بالكثير من التهكم واعتبروه أمرا عبثيا لا يقدم خطوة ؛وهم الذين تتحطم لديهم الثقة فيما يعلن من كلام وينتظرون أفعالا لا أقوالا.

مزروك ولد بركه المزارع بحقول "أم أكشيره: علق على التعميم بالقول إن الوصول إلى يوم الحصاد لا يمكن أن يتحقق إلا بمد الفلاحين بالوسائل والأدوات وتذليل العقبات أمامهم، وأما خطابات الرسميين فإنها لن تنضج طعاما- يقول مزروك —