الصفحة الأساسية > الأخبار > ‏دفاعا عن مشروع الأمل في تدبير شؤون الجالية في دولة قطر(مقال)

‏دفاعا عن مشروع الأمل في تدبير شؤون الجالية في دولة قطر(مقال)

الثلاثاء 31 أيار (مايو) 2022  11:56

إسماعيل ولد محمدُّ ولد مجود

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.

جمهور جاليتنا الكريمة في الدوحة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،

أتوجه إليكم في هذه المقالة لأوضح لكم الأسباب التي جعلتني أعلن دعمي للائحة أمل الجالية بقيادة الدكتور محمد ولد الشيخ وأرغب إليكم في دعمها ومساندتها، وفي الوقوف معاً ضد الانخراط في مسار المعالجة القبلية لسياسة شؤون الجالية الموريتانية المقيمة في الدوحة، التي أزعم خطأها وخطورتها.

جمهور جاليتنا الكريمة في الدوحة، لا شك أن المساعي التي قادها عدد من رجالات الجالية الموريتانية وسادتها المحترمين لتأسيس مكتب توافقي نبيلة ومقدرة، وكان يمكن أن تكون نواة لترسيخ الألفة والمحبة والعمل المشترك بين أبناء الجالية لو أنه حصل عليها إجماع من قبل أبناء الجالية، أما وقد أعلنت فئات واسعة من الجالية عن رفضها، فقد كان من الأولى أن يعلن عن فشل المساعي التوافقية وأن يترك لأبناء الجالية الحرية في الترشح مستقلين، أو على أسس حزبية، أما الإصرار على فرض المحاصصة القبلية في سياسة شؤون مكتب الجالية، وتوظيف النفوذ القبلي والمال القبلي والعلاقات القبلية من خلال الإعلان عن تكتل القبائل المسمى تورية: "كتلة الإصلاح لخدمة الجالية في قطر" فهو من العزة بالعصبية الحزبية المقيتة.

إخوتي وأخواتي لا يخفى عليكم أن في توظيف القبيلة في الشأن السياسي زرع للفتنة ومخالفة لقوله تعالى: ﴿يأيها الناس إنّا خلقْناكم من ذكرٍ وأُنثى وجعلْناكم شعوباً وقبائلَ لتَعارفوا، إنّ أكرمكم عند الله أتقْاكم﴾ ذلك أن إقحام القبيلة في الاستقطاب السياسي لا يؤدي إلاّ إلى التناكر وقطع الأرحام، وقد شدد القرآن النكير على قوم اتخذوا القبيلة وسيلة للتعالي، ومعياراً لتصدُّر شؤون المجتمع.

إننا لا ننفي أن التعاون بين أبناء القبيلة أو القبائل في القضايا الاجتماعية وفيما من شأنه ترسيخ القيم والأخلاق أمر محمود. وإنما نعتقد أن التوظيف السياسي للقبيلة بمعنى إعطاء الأولوية للولاءات والعمل المشترك مع أبناء القبيلة أو الجهة يُعدُّ من العصبية المقيتة. وقد جاء في الحديث الصحيح أن الاستنجاد بالقبائل في نيل الحقوق والقعود عن أداء الواجبات من دعوى الجاهلية وقال صلى الله عليه وسلم "دعوها فإنها منتنة".

ثم إن من قواعد الشريعة الإسلامية الغراء أن الأمور بمآلاتها، وما من شك أن بناء مصالح الجالية على أسس المحاصصة القبلية فضلاً عمَّا ترتب عليه من إذكاء للصراعات وزرع الفتنة داخل أبناء القبيلة الواحدة، وبين أبناء القبائل المتعددة، ستكون له عواقب وخيمة في المستقبل لو فاز تكتل القبائل في إدارة شؤون الجالية.

جمهور جاليتنا الكريمة في الدوحة، إن مشروع تكتل القبائل في سياسة شؤون الجالية يحمل في طياته بذور فشله لأسباب متعددة:

أولها: تهميش الكفاءات التي لا تمتلك عمقاً قبليا ًفي دولة قطر، فقد أقصِيت كفاءات كان يمكن أن تقدم الكثير للجالية بسبب أنه لا يوجد لديها عمق قبلي في الدوحة، بل وصل الأمر إلى أن القبائل تقصي بعض أبنائها رغم كفاءته لأن البطن الذي ينحدر منه داخل القبيلة لا يوجد من أبنائه في الدوحة إلا عدد قليل، وفي المقابل أسرع عاملُ الحضور القبلي بأناسٍ ليس لديهم ما يُقدمون لخدمة الجالية.

وأعرف شخصية محترمة رُشِّح من طرف القبيلة رغم اعتذاره عن تحمل المسؤولية ورفضه الشديد للترشح، لأسباب وجيهة أبداها ومع ذلك أصر عليه شيوخ القبيلة فقبل مكرهاً!

الثاني: الجمع بين تحزيب القبائل وتقبيل الأحزاب: فمن المفارقات الغربية أن لائحة "كتلة الإصلاح لخدمة الجالية في قطر" في ظاهرها تكتل قبلي وفي باطنها لائحة قبلية-حزبية فهي تجمع بين تحزيب القبائل وتقبيل الأحزاب، ومن يتأمل الوجوه الطيبة التي رشحتها لا يحصل لديه أدنى شك بأن تياراً معيناً دون غيره، قد فتُحت له نافذة القبائل وسدت أبوابها دون باقي الأحزاب والتيارات الأخرى التي كان من المؤمل أن تحقق نوعاً من التوازن في مكتب الجالية.

الثالث: أن المقاربات الفاشلة لا تعطي إلا نتائج فاشلة، ومن المستغرب أن تستورد جالية نخبوية أسوأ ما في بلدها فتؤسس مصالح الجالية وشؤونها على أساس المحاصصة القبلية التي يجمع السياسيون والباحثون في موريتانيا أنها من أكثر عوائق التقدم والنجاح، وأن ما تعرفه دولتنا الحبيبة من توتر سياسي ومن تخلف اقتصادي وضعف مؤسسي إنما يعود إلى سيطرة القبيلة بصورة خاصة على الشأن العام.

جمهور جاليتنا الكريمة في الدوحة، لقد أحيا الاصطفاف القبلي الحاد الذي يواكب مساعي تأسيس مكتب الجالية بدعة المنافرة العربية القديمة التي جاء الإسلام للقضاء عليها تصريحا وتلويحا وتفنيد منطقها البائد: ﴿أَنَا۠ أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا﴾.

ومن الطرائف -والطرائف جمة في تكتل القبائل- أنهم تنازعوا في اجتماع الندوة أو "الندوية" على مناصب مكتب الجالية كما تنازعت القبائل البائدة على حدودها في المرعى والحرم والمصالح، فأصر بنو فلان على أن لهم عامل الخراج، وقال بنو فلان لنا السقاية والرفادة، ومن بني فلان عامل البريد، ولن يرضى بنو فلان إلا إذا منحوا السفارة، أما "الحزب القبيلة" فأخذ بالوراثة والتعصيب: حافظ الأختام، وشاعر المنافرات، وسائس شؤون الفروسية، ومؤدب أبناء أمير الجماعة وكاتبه، وأما ما بقي من المناصب فمن نصيب الأحلاف والمؤلفة قلوبهم.

إن هذه الأسباب أو على الأصح المثالب والعيوب التي أسس عليها تكتل القبائل أول ما أسس، جعلتني أقتنع بدعم مشروع لائحة الأمل في سياسة شؤون الجالية برئاسة أخي الدكتور/ محمد ولد الشيخ، وأعقد الأمل عليها في تحقيق نوع من التوازن في مكتب الجالية المزمع انتخابه.

لقد عرفت الدكتور محمد ولد الشيخ قبل الترشح لرئاسة مكتب الجالية بسنوات وإنه ليصدق فيه قول الشاعر القديم:

بحسبكَ أَنِّي لَم أَجِد لَكَ عائِباً

سِوى حاسِدٍ وَالحاسِدونَ كَثيرُ

وَأَنَّكَ مِثلُ الغَيثِ أَما سحابه

فَمزن وَأَمّاً ماؤُهُ فَطَهورُ

إن ما يتميز به الدكتور محمد ولد الشيخ من روح قيادية وقدرة على تقبل الآراء وما يمتلك من رؤية عميقة للنهوض بإدارة شؤون الجالية، وما توفره لائحة أمل الجالية في قطر من فضاء للحرية، وتنوع في الكفاءات ورؤية لخدمة أبناء الجالية دون تحيز لقبيلة أو جهة أو توجه ديني أو سياسي جعلني أعلن دعمي لهذه اللائحة وأعقد عليها الأمل في التغيير وفي تحقيق التوازن، والمساهمة في إنجاح أول تجربة لتأسيس مكتب يخدم أبناء الجالية بما ينفع الناس ويمكث في الأرض.

  وأنتهز هذه الفرصة لتوجيه الدعوة إلى أبناء وبنات جاليتنا العزيزة كافة، كل من أقصي منهم من قبل تكتل القبائل، المسمى على الورق: “كتلة الإصلاح لخدمة الجالية في قطر"، وكل من بطّأ به علمه وثقافته، ولم يشفع له عدد أبناء قبيلته المقيمين في قطر عند تحالف القبائل، وكل الثائرين على المحاصصة القبلية والرافضين لإقحام القبيلة في الشأن السياسي، ومن لم يجد لنفسه المكان اللائق به في تكتل القبائل ومن لا يرتضي اتخاذ العاطفة الدينية مطية لتحقيق المكاسب الدنيوية. أدعوهم إلى الالتحاق بنا في لائحة أمل الجالية في قطر والتصويت لنا يوم الاقتراع، ونعد الجميع بأن نعمل معهم وبهم ومن أجلهم دون تحيز لقبيلة أو جهة أو توجه ديني أو سياسي.

أخيراً أتقدم باعتذاري لكل من أسأت إليه أثناء الحملة التي أخوضها لصالح لائحة أمل الجالية في قطر، وأعلن العفو عمن أساء إلي وسأظل أخاً للجميع أجادل عن قناعتي بالتي هي أحسن.

وأغفر عوراء الكريم ادخاره   وأعرض عن شتم اللئام تكرما.

وسواء فازت لائحة الخصوم وهو ما لا نرجوه، أو فازت لائحتنا وهو ما نؤمله، فسنظل جميعاً إخوة مهما اختلفت وجهات نظرنا، وتباعدت مدارك تقييمنا لمقاربة شؤون جاليتنا العزيزة في دولة قطر الشقيقة.

أخوكم/ إسماعيل ولد محمدُّ ولد مجود

  عضو المكتب التنفيذي في لائحة أمل الجالية في قطر

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016