بات كافة المنتخبين بولاية لعصابه، وخاصة في مقاطعة كيفه يشعرون بوقع العد التنازلي لوقت الانتخابات المقبلة ، ويجري الحديث في هذا الصدد عن لقاءات سرية تجري بين بعض هؤلاء المنتخبين وقيادات قبلية، كما يقومون بإعداد التدابير وترتيب الطرق التي تمكن من التعاطي وربط الصلات المباشرة برئيس حزب الدولة الجديد فسعى بعضهم إلى ترتيب لقاءات معه والتفكير في تمرير قرابين تساعد على جذب مودة الحزب.

كما يُلاحظ عودة المنتخبين إلى الظهور أمام الكاميرات والمثابرة على الإطلالات الإعلامية عند أي فرصة تسنح. وعلى المستوى المحلي أيضا بدأ ترميم العلاقات مع السلطة المحلية إدارية كانت أم أمنية حرصا على التسجيل داخل المراسلات السرية التي تجري داخل دوائر "المخزن".

من جهة ثانية تلقف أصحابنا أيضا الزيارة الرئاسية التي كانت مقررة لمقاطعة باركيول فهرعوا في انواكشوط لتنظيم الاجتماعات المحضرة للزيارة وكلهم يعول على الحدث كي يُذكر بنفسه ؛ولكي يظهر ماسكا بالجماهير ومؤيدا فذا للرئيس دون شروط.

داخل الصالونات وفي الشارع صار موضوع الانتخابات ينال جزء كبيرا من أحاديث الناس، وحسب ما يَرْشَحٌ من لدن المنتخبين الموالين في هذه الولاية فإن كل واحد منهم يتمسك بمقعده وسوف يصارع بكل ما يملك كي ينال تزكية "الإنصاف".

هناك غصب على أكثرية المنتخبين لسلبيتهم ،وعدم وفائهم للجماهير ،وهناك سخط عارم من المَعَاشِ على الحكومة ، وهو ما يُبرِز للعلن أفكرا جديدة لدى الشباب وبعض القوى المتألمة لحال الناس مفادها أنه آن أن يستفيد الأهالي من الدروس وتجارب الماضي؛ وبالتالي على سكان ولاية لعصابه مسح الطاولة واختيار طبقة إصلاحية جديدة يتم الدفع بها حسب الكفاءة والمصداقية والنزاهة والاستعداد.

غير أن ميزان القوة وواقع المجتمع التقليدي لن يسمح بأي شكل من الأشكال بأن يرى ذلك التوجه النور ؛ وحين تقترب المنازلة الانتخابية سوف تستنجد القبيلة بأبنائها وسوف يكشر "حزب الدولة" عن أنيابه ترغيبا وترهيبا ،ولن يفوز أي كان خارج الدائرة القديمة ؛وحينئذ تعمى البصائر وتُلْجَمُ نظرات العقول بنزوات العواطف، ولن يكون هناك محل لتلك القيم الطوباوية الفاضلة ؛وسوف يتدافع سكان ولاية لعصابه مع نفس الطريق الْمُهْلِكِ ؛ وسوف يلدغون في الجحر مرة أخرى، ذلك ما تشير إليه كافة القرائن ،وتقود إليه الدلائل وهو أمر عايشناه طيلة التجارب الماضية.

الخاسر سوف يبقى الشعب وقيم الجمهورية وكل سنة تأتي بعد أخرى سنسجل تراجعا جديدا في مستوى الوعي والقيم والتنمية.