لعصابه: الوالي يجتمع بالمزارعين فماذا بوسعه أن يقدم؟

اجتمع والي ولاية لعصابه السيد محمد ولد أحمد مولود مؤخرا بعدد من المزارعين وممثليهم لحثهم على البدء في الموسم، والاستماع إليهم ، ويأتي هذا اللقاء أياما قليلة بعد الاجتماع الذي حضره وزير الزراعة واستمع فيه إلى مشاكل هؤلاء ومطالبهم.

الوالي لم يبشر بأي جديد عقب زيارة الوزير، غير عزم الوزارة على توزيع كمية من البذور؛ لم تكن في يوم من الأيام مطلبا لهؤلاء لكونهم أدرى ببذورهم الناجعة، ثم إن كيلوغراما واحد من الحب يكفي لزراعة ما لديهم من حقول.

المزارعون محبطون إلى أبعد الحدود من هذه اللقاءات الرسمية وهذه الخطابات التي لا تحمل أية أفعال، ويرون أن التدابير المتخذة تحضيرا لهذا الموسم هي الأسوء منذ عدة سنوات؛ حيث تراجعت السلطات المعنية عن برنامجها السنوي الخاص بالمزارعين؛ فلم توزع أي سياج وحين قدمت جرافة واحدة لإنجاز السدود الرملية جاء ذلك مع حلول التساقطات فأعاقت العملية ،فضلا عن منحها في أوقات كثير للأغنياء والنافذين وحرمان المزارعين الحقيقيين.

كذلك لم توزع معدات على المزارعين ذات قيمة ، وقصة المحاريث القليلة لا زالت تضع العمد في مأزق نظرا لعدم استطاعتهم الاهتداء لطريقة لتوزيعها!

شطبت الوزارة أيضا على مكونة "المفرجات" ولم تمد يدها بأي عون أو قرض أو منحة تساعد على المهمة. يبقى الذي يملكه الوالي وجميع المسؤولين الذي يواجهون الناس هو كلام رنان ومواعيد لا يملكون لها وفاء.

غدا يطلق الوالي الحملة الزراعية في خطوة رمزية لكنه أعزل من أبسط الوسائل التي تساعد الفلاحين الذين فقدوا الثقة فيما يردده الرسميون وصاروا يتهكمون على ذلك كله حين يخلون إلى أنفسهم!

المفارقة أن تلاعب الوزارة بمهمتها هذا العام وخذلانها للمزارعين يأتي في سنة تعلنها "الدولة" سنة زراعية!

حال المسؤولين الجهويين في ولاية لعصابه يبعث على الشفقة فهم لا يملكون ما يقدمونه للمواطن؛ وفي ذات الوقت مجبرون على إلهائه بالحكايات الهزلية واللعب على عقله ما أمكن ،وهناك يتنقلون من محطة إلى أخرى من أجل تحييد المسؤولية عن رؤسائهم وقبولهم الدائم "لِرَفْدَةِ خطيت فم الحاسي"!

فمتى نقر بالفشل؟ ومتى نريح الناس من الأكاذيب؟