لم تنتظر المجموعات القبلية والحساسيات المشكلة لحزب الإنصاف بولاية لعصابه المقصية من الاختيار ظهور ترشحاته بشكلها الرسمي فكانت التسريبات الأولية كافية لانتفاضتها والتنادي لعقد اجتماعات عاجلة للإعلان عن الاحتجاج والخروج من هذا الحزب والترشح عبر يافطات سياسية أخرى.

ففي مقاطعة كيفه أعلن أحد أهم الأحلاف السياسية لزعيمه النائب السابق لمرابط ولد الطالب ألمين الانسحاب من هذا الحزب والتمسك ببرنامج ولد الغزواني عبر الترشح من حزب في الأغلبية، وتزامن ذلك مع اجتماع كبير نظمه العمدة الحالي جمال ولد كبود بالمجهوعات الداعمة له وأعلن الترشح من حزب موال، وفي ذات الاتجاه قام حلف ولد خي وهو عمدة سابق لبلدية لكران بالانضمام الفوري لحزب تواصل.

كذلك أعلنت النائبة السابقة هامه بنت المختار رفضها لترشحيها من طرف هذا الحزب الثانية على لائحة النواب في مؤشر على عدم رضا المجموعة السياسية التي تمثلها.

حي "القديمه" ونواة المدينة مازال تحت هول الصدمة فقد أُخْرْجَ من اللعبة بشكل فج وسوف تكون له ردة فعل.

جماعات أخرى وقبائل بمقاطعة كيفه تتدارس الوضع وسوف تلتحق بركب المنسحبين خلال الساعات القادمة، ينضاف إلى ذلك ما هو أخطر إذ ستضمر أطراف أخرى احتجاجها ولن يظهر في غير صناديق الاقتراع.

وفي مقاطعتي كنكوصه وبومديد يشعر أبناء الفلاحين بمرارة الغبن والتهميش الممارس عليهم؛ وإن كانوا لضيق الوقت وانعدام الوسائل لن يتمكنوا من إيداع لوائح فإنهم لن يضيعوا أي فرصة تتاح لضرب الحزب هناك انتقاما منه إزاء تسليطه لشخصيات تأتي على الأخضر واليابس بهذه الدوائر منذ عقود ،وتستأثر بكل شيء أمام أغلبية جائعة ومحتقرة.

الأمر أشد في مقاطعتي كرو وباركيول حيث يعم الغضب الأحلاف والاتجاهات التي حرمت من الترشيح وستتفاوت عقوبة "حزب الدولة" هاناك لديهم بين مترشح من داخل حزب موال لرئيس الجمهورية وبين من يذهب إلى أبعد من ذلك فيجلد هذا الحزب بحزب معارض.

زلزال ضرب هذا الحزب الذي كان إلى يوم أمس يجمع كافة سكان الولاية وفيه يتزاحم جميع الفاعلين المؤثرين من زعامات قبلية وأطر ومنتخبين ورجال أعمال ومشعوذين.

اللائمة في الخسائر المؤكدة التي سيتكبدها هذا الإنصاف تقع حسب المغاضبين على شخصيات من الولاية تتمتع اليوم بنفوذ كبير في دوائر صنع القرارلا تتجاوز في العد أصابع اليد اختارت أن ترشح على مزاجها بطرق المحسوبية والزبونية ورمت بمصلحة البلاد والعباد في مهب الريح.

فهل تعصف هذه التطورات بأولئك النافذين أم أنهم قوم لا يسألون عما يفعلون؟