يقال إن العقل السليم في الجسم السليم.

سلامة الجسم اليوم رهينة بتوفر الغذاء المتوازن والدواء الصحيح ، لكن كيف لنا توفر ذلك ونحن نستورد كل ما نتناوله من حبة البصل النادرة اليوم ندرة نظافة أيادي المسؤولين وحتى قطرة اللبن الفاسد في أغلبه فساد الوزراء والمدراء.

آلاف المواطنين يعيشون تحت خط الفقر وأصبح خط الكرامة مماسا أفقيا لا يقع فوقه إلا المسؤولون الكبار والجنرلات وحواضنهم من أولى القربى وأرباب التملق والنفاق لهم ،على الرغم من خصوبة الأرض ووفرة المياه وتضخم ميزانيات الحملات الزراعية فما زال الغذاء السليم طوموح الغالبية العظمى من مواطنينا ،والمتوفر منه منتهي الصلاحية كانتهاء صلاحية الأنظمة العسكرية الحاكمة ذات الأربعة عقود سيئة الصيت.

إن العجز الغذائي وفساد المتوفر من الغذاء أدى إلى تفشي الأمراض بين مواطنينا ،أمراض بعضها لم تعد جراثيمه وفيروساته توجد إلا في المخابر العلمية و البعض الآخر انتشاره المرعب فينا قد يجعل منا حقلا للتجارب أحسن من الفيران والضفادع فنحن عينة أقرب إلى الإنسان المعاصر من حيوانات التجارب المخبرية.

العنصر الثاني الضامن لسلامة الأجسام هو الأدوية التي لم يزر الرئيس أيا من صيدلياتها أو على الأصح حوانيتها اليوم و ليحمل معه عينات عشوائية من أدويتها فيطلب إرسالها إلى المخابر ذات المصداقية،فحسنا فعل الرئيس إذ لو فعلها لصعق من هول السموم التي تباع لمواطنيه ولتأكد من أن رؤوسا كبيرة من أباطرة الدواء الفساد قد أينعت وأصبح السيف أحق باستقبالها من الرئيس. سيدي الرئيس تأكد أن اجسام مواطنيك عليلة فلا تحاسبهم على أقوالهم إنهم انتهكوا قانون الرموز ، فمتى كان غير العاقل مأخوذا بأقواله وتصرفاته فالعقل السليم في الجسم السليم.

لاشك سيدي الرئيس أن جولاتكم اليوم إلى المرافق الصحية غايتها الاطمئنان على ظروف المرضى والتأكد من جودة الخدمات وجاهزية الكادر البشري والتأكد من صحة التقارير الوردية التي تقدمها وزارة الصحة لكنكم اليوم تأكدتم أن رجل الشارع أصدق أنباء من خطابات المسؤولين، فشكرا لكم على إقراركم بذلك الجانب المظلم من وضعية القطاع ولولا واجب التحفظ لقلتم فيه قولا يؤدي بمداراء القطاع إلى غياهيب السجون فهلا فعلتموها حتى لا تكون زيارتكم مجرد استعراض لا يليق بمقامكم العالي.

سيدي الرئيس لقطاع الصحة توأم حقيقي سيغار إن لم تظهروا له نفس العطف والاهتمام ألا وهو قطاع التعليم ،أدعوكم لزيارات مفاجئة لبعض المدارس، لكن عليكم أن تقرؤوا آية الكرسي أثناء الزيارة فسيتقبلكم أقوام الواحد منهم أشعث أغبر حفرت فيه صروف الدهر ونحتت فيه أهوال المشاكل العائلية ما يجعله قطعة أثرية ستكون جذابة لعلماء الانتربلوجيا إذا ما أخذت موقعها الصحيح داخل المتحف الوطني ، لن تصدق أنك أمام مربي الأبقار أحرى أجيال المستقبل ،فقد زرت ألمانيا وابريطانيا وأمريكا واليابان حيث المعلمون صناع المستقبل دون مرتبة الإمبراطور وفوق مستوى رئيس الوزراء.

دعك من زيارة الحجرات التي ينتمي بعضها إلى فصيلة (غار النتاك) رحمة بك سيدي الرئيس فهيا إلى الورشات والملتقيات حيث تصرف الميزانيات التي صادق عليها مجلس وزرائكم الموقر فسيستقبلوك برباعيات الدفع والجذب والاستنزاف لن تصدق أن أغلبية القوم كانوا أساتذة ومعلمين ،إنهم كذلك لكنهم قد مروا على القطاع مرور الكرام فقد أثقلوا كاهل واو الوساطة المحمول على أجنحة شيوخ القبائل والنواب وكبار الضباط الذين سلكوا بهم صراط التعليم فنجوا من عذابه فأصبح بينهم و بين نظرائهم في قاعات الدرس سور باطنه الإدارات المركزية والجهوية فيه الرحمة وظاهره المدارس وقاعات الدرس من قبله العذاب ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى لكنكم فتنتم أنفسكم وغرتكم وطنيتكم ومثابرتكم ورفضكم التملق والنفاق فأخسؤوا في قاع التعليم حتى تنتهي محكوميتكم فالوطن يرثه المتملقون أتباع الزيدنة.

الأستاذ/شيخنا محمد سلطان.