الصفحة الأساسية > الأخبار > رفقا بمنتخبي ولاية لعصابه ؛فقد أنجزوا المهمة.!؟(افتتاحية )

رفقا بمنتخبي ولاية لعصابه ؛فقد أنجزوا المهمة.!؟(افتتاحية )

الأربعاء 29 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023  07:20

لعدة عقود، ينتخب سكان ولاية لعصابه ممثليهم في البرلمان وعلى مستوى البلديات البالغ عددها 26 ؛ ويتم ذلك عقب حملات انتخابية ساخنة ،احتدم فيها الصراع السياسي والعاطفي بين المترشحين ، الذين قذفت بهم القبائل والأحزاب. يسدل الستار على تلك المنازلات الإنتخابية ، فاخذ البرلمانيون أماكنهم بغرفة النواب . وجلس السادة العمد على مقاعدهم ببلدياتهم. وعندئذ باتت الجماهير تنتظر هؤلاء المنتخبين لرد الجميل وفعل الخير للناس.

توالت السنوات، فلم ينجز المنتخبون لسكان الولاية الحد الأدنى من مطالبهم ولم يلبوا حاجة مهما كانت تافهة ، لمن بوأهم تلك المناصب . فكانت خيبة الجماهير كبيرة وكان إحباطهم شديدا!

العمد لم يبنوا مدارس أو آبار، ولا مستوصفات أو طرق، ولم يقيموا مراكز رياضية أو ثقافية ولا دورا للأيتام ، ولم يوجهوا مخصصات للضعفاء والمعوزين ولم ينظفوا شوارع أو واجهات ، فضلا عن تشييد ساحات خضراء أو منتزهات.

لا يجتهدون في غير توجيه جباة غلاظ ورجال أمن عبوسين ؛ فيجعلون الضريبة على صاحب الحمار وعلى الغسال وماسح الأحذية وعلى المرأة التي تعيل أيتاما وعلى العجوز التي تعرض حبات حلوى على الرصيف. !

ورغم تردي الحصاد يبقى السادة العمد في نظر المواطنين ؛ متفوقين على برلمانيي الولاية المحترمين ؛ في لائحة التقييم . ذلك أن العمد يعيشون بين السكان في الغالب ؛ وتلك فضيلة ويسدون خدمات لا يمكن لغيرهم الإطلاع بها كالتوقيع على بعض الوثائق !

النواب مكنتهم هذه الجماهير من افتراش السجاد الناعم في الظلال الوارفة و تناول الفاكهة والكؤوس الصفراء والحمراء وركوب السيارات الفارهة ، فضنوا عليها بكل شيء ، لا يأتون دوائرهم إلا متخفين ولأغراضهم الخاصة، يستبدلون أرقام هواتفهم على مدار الساعة كلما شعر الواحد منهم أن مواطنا ما تعرف على رقمه !!

هؤلاء القوم تحولوا في مواقفهم السياسية يمينا ويسارا ووسطا ومن فوق ومن تحت ، فلم يستشيروا من أنتخبهم أو يخبروه عن أي شيء.! لم يرفعوا بالبرلمان قضية تهم جماهيرهم ولم يدافعوا عن مصالحها ولم يبذلوا أي جهد في سبيل أن تظفر دوائرهم بامتياز أو اهتمام ، لم يجلبوا لهذه الدوائر منفعة ولم يدرأوا مضرة ! ، ثم كان من الممكن أن يجد سكان لعصابه السلوى وقد خسروا برلمانييهم في أن ينبري هؤلاء للقضايا الوطنية الكبرى فيشرفوا الولاية بأداء نظيف ، حضاري ومقنع كما فعل نواب آخرين ، فكان الخطب عند هذه أعظم.

غير أن من يعود إلى الوراء ويستحضر الدواعي و الظروف التي اكتنفت ترشيح هؤلاء جميعا ، ويتذكر المعايير التي اتبعت في اختيارهم عن هذه الجماهير "المسكينة" سوف يلتمس لهم كل العذر فيما بدر منهم اتجاه جماهيرهم وسوف يكتشف أن لا دين له عليهم . لقد كانت الغايات والأهداف يومها أن ينتصر الفلانيون وينهزم الفلانيون . وأن يظهر عمر بمظهر القوي المسيطر على هذه الدائرة أو تلك ، ويضحي زيد ضعيفا مدحورا. الغاية يومها أن ترتفع الزغاريد وتقرع الطبول و يصدح بالشعارات المخلدة لأمجاد القبيلة . لقد اكتملت إنجازات المنتخب في ذلك اليوم العظيم. فرفقا بمنتخبي لعصابه ؛ فقد أنجزوا المهمة.!؟

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016