الصفحة الأساسية > الأخبار > تفتيح البشرة لدى النساء الموريتانيات… الطريق نحو المجهول

تفتيح البشرة لدى النساء الموريتانيات… الطريق نحو المجهول

الثلاثاء 13 شباط (فبراير)  12:55

مثل تفتيح البشرة الاصطناعي لدى النساء الموريتانيات صناعة للموت البطيء، تستعمله النسوة بحثا عن الزينة المكتسبة، بإرادة المستهلكات أنفسهن، فبات استخدام هذه المنتجات واقعا معاشا مؤلما تجد فيه النسوة ذواتهن بغض النظر عن مآلاته السلبية.

ويرى البعض أنه بالرغم من غياب تثقيف صحي يبين للجميع خطر هذه المواد، إلا أن الغالبية ممن يدمنون استهلاكها طواعية خصوصا بالمدن الكبرى “نواكشوط”، على دراية تامة بما قد يسببه هذا السلوك الدخيل على المجتمع والمخالف للسنة النبوية، وما ينطوي عليه من أضرار.

كما يؤكد جل من التقتهم الوكالة الموريتانية للأنباء أن آلاف الموريتانيات اليافعات ممن عصفت بهن ريح الهلع والطيش عن السكة، وجدن أنفسهن في قاع مظلم من التيه تتقاذفهن أمواج الحظ العاثر في دوامة مفرغة لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك.

ويدرك المتتبع للقضية بجلاء مدى الخطورة التي يتغافل عنها جل النساء ممن خيل لهن أن هذه المواد تزيد من جمال المرأة أو وسوس لهن الشيطان أنها تحسن من نضارتهن، كلها ترهات أيقنَّ فيما بعد أنها أكذوبة لبست رداء الغش وأحاطتها النفس الأمارة بالسوء عناية خاصة، فحولت كل من صدقها من ضعيفات العقول إلى من باتت نسيا منسيا تحت التراب، قصة تروى ليتعظ بها غيرها وما من مدكر، أو من تنتظر على مضض بالمركز الوطني للأنكلوجيا، أو بأحد المستشفيات الأخرى تكابد صراع المرض الذي سعت جاهدة بكل ما أوتيت من قوة و مال للإصابة به بكل إرادتها، دون أي ضغط ولا تأثير من أحد، مع أن أخريات كثر يسلكن نفس الطريق رغم درايتهن بحيثيات الرحلة المؤدية للموت.

تجار هذه المواد بدورهم ساهموا في تفشي الظاهرة والترويج للإنتحار وإن كان بطرق مختلفة عن المعهود، أعماهم الجشع وحب الدنيا عن خطورة السموم التي يستوردونها لإزهاق الأرواح البشرية، وإصابة البقية من مستخدمي هذه المواد، بأنواع الأمراض المزمنة وغير ذلك من التشوهات الخلقية حتى لدى الاطفال حديثي الولادة.

ويجمع أخصائيو الجلد بموريتانيا أن استخدام تفتيح البشرة الاصطناعي مضر بالصحة، وله تداعيات سلبية متشعبة، إذا لم يكن باستشارة طبيب متخصص، كما أنه يؤدي إلى هشاشة الجلد، والالتهابات الجلدية، والبقع الغامقة، والتجاعيد الدائمة، إضافة لسرطانات الجلد، ومرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، والفشل الكلوي … الخ.

هذه الوضعية دفعت بالسلطات مؤخرا إلى إصدار قرار يقضي بمنع استيراد هذه الأدوية وبيعها نتيجة خطرها الماحق، حفاظا على المواطنين وسلامتهم وصحتهم، قرار جاء في محله تلبية لنداء جمعوي ظل يراوح مكانه خلال السنوات الماضية دون أن يجد آذانا صاغية، إلى أن رأى النور مؤخرا.

وفي هذا السياق أوضح أخصائي الأمراض الجلدية السيد سيدنا عمار أعل، أن هذه المواد تعتبر غاية في الخطورة، موضحا أن استخدامها دون استشارة من الطبيب يعرض الشخص للعديد من التداعيات السلبية الضارة.

كما أكدت مسؤولة العلاقات العامة بوزارة الصحة، السيدة مريم كيبي، أن معظم المنتجات التي تستخدم لتفتيح البشرة، هي أدوية تم تحويلها من الاستخدام الطبي إلى الاستخدام الغير مناسب، مما يسبب مضاعفات تتراوح بين الالتهابات والحروق، والتشوه عند الأطفال حديثي الولادة، بالنسبة للنساء الحوامل.

أما الأخصائي بالأمراض الجلدية، السيد الطالب اخيار الشيخ محمد فاضل، فقد بين أن استخدام مكونات مختلفة من الأدوية لتبييض البشرة ينجم عنه تبعات جانبية خطيرة على المديين البعيد والمتوسط، لافتا إلى أن من تلك التداعيات، فقدان المناعة لدى الشخص، إضافة إلى التشوهات، والأمراض المزمنة، وغير ذلك من المضاعفات اللا متناهية التي يسببها استخدام هذه المواد.

ومن جهة أخرى قال الأخصائي بالأمراض الجلدية، السيد عبد الله الداه الشريف، أن جسم الانسان توجد به خلايا تحميه من سرطانات الجلد ومن الالتهابات، لافتا إلى أن استخدام تلك المواد يسبب موت تلك الخلايا، مما يؤدي إلى العديد من المخاطر المتشعبة، داعيا كل من ظهرت عليه تلك الأعراض، بالمتابعة مع أخصائي للجلد، والتوقف النهائي عن استخدام تلك المواد الضارة.

وفي ذات السياق، أكد السيد محمد ولد حدين، أحد باعة منتجات تفتيح البشرة، تأييده للقرار الذي اتخذته الحكومة في هذه المنتجات لما تسببه من أضرار لمستخدميها، مضيفا أنه مستعد للتوقف عن استيراد وبيع هذه المنتجات حفاظا على صحة النساء، بغض النظر عما سيترتب على ذلك من خسائر مادية.

وقال إن النساء لا يتوجهن لمحلات منتجات التبيض إلا لشراء هذه المواد الضارة رغم توفر البدائل، مبيناً أنهن وإن كن يرغبن في شراء بعض الحاجيات المتوفرة في المحل لا يترددن في تركه إن لم يجدن عنه تلك المواد الضارة.

ومن جانبها قالت السيدة مريم منت المبارك وهي مستهلكة لمنتجات تفتيح البشرة منذ ثمانية أعوام إن هذه المنتجات أصبحت مادة ضرورية بالنسبة للنساء، لما يجدن فيها من إضافات تجميلية من نضارة وتفتيح للبشرة على حد وصفها.

وبينت أن استخدام هذه المواد يختلف من سيدة لأخرى وحسب الغرض “ومن هنالك يختلف الضرر أيضا” إذ أن بعض النساء يستخدمن هذه المواد استخداما يوميا وبكمية أقل، وهو ما يقلل الضرر ويؤخر مفعول المادة ولو بعد حين، والبعض الآخر يستخدم “القنبلة” وهي عبارة عن مزيج من المواد المبيضة، حيث تسبب تفتيحا للبشرة خلال يوم أو يومين أو بالأحرى تقشر الطبقة العليا من الجلد لتظهر طبقة داخلية تبدو أكثر نضارة، ومن هنا تبدأ المعاناة.

أما السيدة ممي جا، وهي أم خسرت ابنتها بسبب هذه المنتجات السامة على “حد قولها” أوضحت أن هذه المواد كانت السبب الرئيسي في وفاة ابنتها الوحيدة المرحومة أمو كامارا، التي رحلت العام الماضي وهي في ريعان شبابها بسبب استخدام هذه المواد، إذ كانت تستخدم المرحومة “أمو” بعض هذه المواد ما تسبب لها في حساسية في الجلد وبعد ترددها على المستشفى تبين أن الضرر وصل إلى العظم مما تسبب لها بسرطان العظام الدرجة الثالثة، وأودى بحياتها بعد صراع مع المرض دام شهرين، تغمدها الله بواسع رحمته.

وناشدت ممي جا جميع مستخدمات مواد التبييض بالتوقف الفوري عن استخدام هذه المنتجات الضارة للمحافظة على صحتهن وسلامتهن.

إعداد : السالكه حمد ومحمد يحظيه سيدي محمد

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016