في نعي الدكتور مختار آمين .. كتب محمد ولد أمين

بلغني نعي الدكتور مختار ولد آمين رحمه الله..

لقد كان رحمه الله مثالا للنظافة الفكرية والنزاهة المادية والترفع عن الصغائر..

لقد بنى نفسه علميا بنفسه والتحق بالتعليم الاعدادي والثانوي بمصر وتفوق في الثانوية العامة بستينيات القرن المنصرم وتخرج من طب عين شمس متفوقا..

وعاد لبلاده وحمل رقم 07 في سلك الاطباء الحاصلين على الدكتوراه بموريتانيا.

تولى مسؤوليات ادارية وتجلت فيها شخصيته..

فقد كان اول مدير لمشفى كيفة الذي كان ساعتها مضرب مثل في النظافة وحسن الرعاية ..مشفى انقذ حياة الآلاف وقد حرص الفقيد على ان لا يأكل مرضاه الا من مطبخ المستشفى كما هي الحال في مستشفيات العالم المتحضر.

وذات صباح باغته رئيس الدولة بزيارة مفاجئة ..

فاعجب بتسييره الاستثنائي ..

فكلفه بادارة المستشفى الوطني بنواكشوط..

وفي شهور قليلة استطاع تحويله الى مستوى مشافي العالم..

وفرض بنفسه شروط النظافة والتغذية السليمة ومنع الزوار والمتطفلين رغم صعوبة فرض ذلك في مجتمع قبلي ومتخلف كمجتمع موريتانيا.

طلب الاذن في ترك الوظيفة وسافر الى القاهرة في منتصف الثمانينيات لنيل ماجستير الامراض الجلدية وعاد بعد سنوات وفتح عيادة في كيفة وامتنع عن المسؤوليات السياسية متحججا بضرورة البقاء قرب والدته في كيفة.. فقد وصل الى قناعة تقول ان عنصر الجدية مفقود في السلطة السياسية.

حاول الرئيس معاوية تعيينه على المستشفى الوطني الذي صار مركز الاستطباب الوطني مرتين.. واعتذر بحجج مهذبة رافضا العودة للعمل العمومي .

لحقه كثير من الحسد.. ومن اطرفه ان اطباء السبعينيات كانوا يسخرون منه لعدم تمرسه في الفرنسية.. وكان ايضا يسخر منهم.. بانجليزية مشرقة صاحبتها لكنة مصرية مرحة.

اعجبت كثيرا بهذه الشخصية النادرة ..وحبها للعلم والمثابرة من اجله..

انه مثال رائع للطموح الموريتاني للانعتاق والتنوير..

ولا مبالغة في تعداده من العلماء الذين نفعوا الناس بعلمهم..

تعازينا لذويه..ولمحبيه..

ولاهلنا في كيفة وكرو وفي المغتربات..

فقد فقدنا برحيله رمزا عظيما من رموزنا المجتمعية المحبوبة والمحترمة.

اللهم ارحمه، وثبته ، ولا تحرمه اجر حسن صنيعه..

وانا لله وانا اليه راجعون..

محمد ولد أمين