المناضلة المقاوِمة فاطمة بنت خنفور في سطور/الحسن ولد محمد الشيخ ولد خيمت النص

فقَدَ الوطن امرأة عظيمة من رائدات العمل السياسي في البلاد، ومن ذوات الحضور الاجتماعي المهيب في منطقتي أفلّه واركيبة .. إنها المناضلة فاطمة بنت خنفور التي رحلت عن دنيانا يوم الخميس 22\02\2024 وقد خلفت تاريخا ناصعا من الوفاء السياسي والعمل الخيري والحضور المجتمعي القوي.

انتسبت فاطمة بنت خنفور لحزب النهضة وهي في ريعان شبابها، فكانت قيادية مقدامة.

هاجرت إلى أرض مالي مع مجموعة من أبناء منطقتها في سبيل نجاح المشروع الذي آمنت به مشروع الدولة الكاملة السيادة. لذلك قارعت الاستعمار ومن تصفهم بامتداد له بالكلمة الحرة، ووفرت الإيواء الآمن لكل مقاوم للسياسات الاستعمارية، ثم ما لبثت أن انخرطت في تنظيم عسكري مدعوم من المغرب.

ولمّا اتضحت لها نيات "المخزن المغربي" غير المطمئنة آثرت النأي بنفسها وزملائها عن ذلك المشروع السياسي المهدد للسيادة الوطنية.

عادت إلى أرض الوطن في بداية ستينيات القرن الماضي، وقد استقبلت استقبال الأبطال وهي تتأبط سلاحها من غير سوء، وترفع عقيرتها من دون مواربة ولا خوف .. صداحة بالحق في كل المحافل .. وهي التي مَنّ الله عليها بالخطابة وقوة الشكيمة.

استقرت في مدينة كيفة، وفيها مارست السياسة بنبل، حيث حالفت رفقاءً بطُهر وخاصمت آخرين من غير فُجر؛ فكانت المرأة المناضلة التي لا يجرؤ أي نظام سياسي على تجاوزها، كما كان لها رأي مطلوب ومسموع في مجتمعها القبلي وفي محيطها بشكل عام.

اختارت فاطمة بنت خنفور في العقدين الأخيرين من حياتها الاستقرار في قرية نائية .. بعيدا عن ضوضاء المدينة التي أضحت السياسة فيها مستنقعا آسنا يسبح فيه كل مجدّف لا يحسن غير عدّ النقود وطرح الوعود.

اختارت الانزواء هناك، تعبد ربها وتخدم المجتمع من خلال العمل الخيري الذي وجدت فيه راحة البال وطمأنينة النفس.

جعل الله ذلك في ميزان حسناتها .. رحمها الله تعالى وأدخلها فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الحسن ولد محمد الشيخ ولد خيمت النص