الصفحة الأساسية > الأخبار > ما أشبه الليلة بالبارحة

ما أشبه الليلة بالبارحة

الجمعة 5 تموز (يوليو) 2013  14:07

لمرابط محمد أحيد النجاشي

في بداية الحراك الشعبي ضد الرئيس الراحل محمد حسني مبارك -الذي لم أكن يوما من مناصريه- كان الشعار الرئيسي الذي يحمل في كافة الميادين هو [ الشعب يريد إسقاط النظام ] ، ساعتها كان هناك إجماع لا حدود له على أن الشعب هو مصدر السلطات ، فإذا أراد الشعب أن يذهب الرئيس فليذهب دونما رجعة لأن الشعب أراد ذلك .

دخلت مصر بعد ذلك في انتخابات كان للإخوان فيها حظ وافر بفعل خطابهم السياسي الذي شبعت منه آذان المصريين، فقرر الشعب أن يعطيهم الفرصة لعلهم يفعلون ما قالوا: قطع الغاز المصري عن إسرائيل و قطع العلاقات المصرية الصهيونية المشينة.

سقط مبارك... مبارك الجثة المريضة ... مبارك الإنسان المعاق بكل المقاييس... و الذي خدم الوطن طيلة عمره ... لكن ذلك لم يشفع له عند الإخوان المسلمين، فعلى طريقة التشفي كانوا يقدمونه للعدالة في صوره البشعة الموجعة، ناسين قوله صلى الله عليه و سلم: ارحموا عزيز قوم ذل.

كما نسي القوم عهودهم التي قدموها للشعب مرارا و تكرارا ، بل بادر المرسي بإيفاد سفيره إلى تل أبيب ، كما بادر بإصلاح أنابيب الغاز المصرية المتوجهة إلى إسرائيل حين أصابها بعض المواطنين بعطب رغبة منهم في إيقاف الغاز المصري عن تلك الدويلة المشؤومة.

صحيح أن الديمقراطية توصل الرئيس المنتخب إلى سدة الحكم بطريقة شرعية ليمارس سلطاته طيلة مأمورية محددة، فإذا كان هذا الرئيس لا يخدم الشعب الذي انتخبه ، فهل من الديمقراطية أن نترك له الحبل على الغارب طيلة تلك المأمورية ؟، ألا تكفي سنة واحدة لتدمير دولة بأكملها أحرى خمس سنوات ؟؟؟؟ و أليس الشعب الذي ثار ضد مبارك وقلنا أنه حق له ذلك ، أليس هو نفسه الشعب الذي ثار ضد مرسي ، فلمذا لا يحق له ذلك ؟؟؟

خلال الحراك الشعبي الذي عرفته مصر أيام مبارك لم يفتني أن شيئا ما يدبر لمصر العروبة، فكتبت ساعتها في العديد من كتاباتي أنها الفوضى الخلاقة التي كنا نسمع عنها كثيرا بدأت ترى النور في وطننا العربي، لأنه بمجرد أن يخرج أناس ينادون بإسقاط نظام معين يجد الحاكم نفسه بين أمرين أحلاهما مر :

- إما أن يستجيب لهم فتكون دوامة و سلسلة من الإطاحات و الإقالات لا نهاية لها.

- و إما أن يتمسك بشرعيته فيجد نفسه في مواجهة مع شعبه المسلح بالسلاح الغربي و المال القطري و الفتاوى القرضاوية و إعلام الجزيرة....فيقال بأنه مجرم و سفاح كما يقال اليوم عن الزعيم الأسد، و في كلتا الحالتين تتوقف وتيرة النمو و تتراجع الخدمات الاجتماعية و تغيب السلطة لصالح الحرب الأهلية.

على السيد محمد مرسي أن يعرف بأن الليلة مثل البارحة ، و ما سقوطه إلا كسقوط سلفه ، و لم يسقطه إلا الشعب الذي أسقط سلفه ، و ما هو إلا من غزية لأن خلفه سيسقط أيضا بفعل هذه الدوامة التي لا نهاية و لا حدود لها ، لأنها السبيل الوحيد الذي اختارته شعوبنا لنفسها للأسف.

1 مشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016