بعد أكثر من شهرين قضتهما بعثة الإشراف المكلفة من طرف الحزب الحاكم بوضع ترشيحات الحزب بالنسبة للمجالس البلدية بولاية لعصابه؛ يغادر صباح اليوم رئيس البعثة الوزير يحي ولد حدمين كيفه بعد أسابيع من العمل المضني بفندق "ولد كيه". البعثة لم تستطع على طول هذه المدة أن تصل إلى وفاق واحد لتشكيل لائحة موحدة في أي من بلديات لعصابه ال 26 حتى في أصغرها : بومديد مثلا ، وظلت الأوضاع تزداد تعقيدا ويتفاقم الترشدم داخل المجموعات والقبائل المشكلة لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية التي تريد كل واحدة منها أن تظفر بنصيب الأسد ، غير أن الوقت الذي يطارد البعثة وقرب انتهاء المهلة المخصصة لإيداع اللوائح ، فرض على البعثة أن ترفع العصا تارة وتمد الجزرة تارة أخرى، فتهدد باتخاذ المبادرة والتصرف بشكل منفرد ثم تطمئن الذين لا يحالفهم الحظ بأن لهم نصيبا في أجهزة الدولة الكثيرة ثم قررت البعثة أن تقوم بتشكيل لائحة موحدة على مستوى كل بلدية تسجل فيها حصصا متساوية تقريبا لكل مرشح سبق وأن تقدم للعمدة وبعد ذلك سيقوم الحزب بتركيب رأس لكل لائحة.
ولد حدمين غادر ليرسل الرؤوس فور وصوله انواكشوط حيث سيتم اختيارها على مستوى عال . وهو ما ينتظر أن يحصل خلال ساعات قليلة.
المجموعات "الحزبية" تنتظر تلك الخطوة التي ستكون بمثابة تفجير كبير سوف تعيد شظاياه تشكل وضع سياسي جديد بالولاية ، ومن المحتمل في هذا الإطار أن تحدث انسحابات كبيرة من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية في اتجاه الأحزاب التي يعتبر الناس التموقع فيها من " الصغائر " مثل حزب الوئام وحزب بنت مكناس وحزب الحراك الشبابي ، مع أن قانون منع الترحال قد لا يشجع المتمردين على الحزب الحاكم من الالتحاق بالأحزاب الأخرى عكس ما كان يحدث في السابق حيث يترشحون تحت يافطات أخرى ويعودون إلى "حزب الدولة " حين يشاؤون.