الصفحة الأساسية > الأخبار > وثيقة لحراطـــــــــين : ضرب بعرض الحائط أم رمي في سلة المهملات؟

وثيقة لحراطـــــــــين : ضرب بعرض الحائط أم رمي في سلة المهملات؟

السبت 14 كانون الأول (ديسمبر) 2013  02:29

بقلمي : عبد القادر ولد محمد

منذ شهور خلت و تحديدا في شهر ابريل من السنة التي تكاد تنقضي أحتضنت دار الشباب القديمة بين جدرانها المتهالكة مولد وثيقة تشخيصية للواقع المر الذي ترزح تحت نيره شريحة ـ لحراطـــــــــــــين ـ الأكثر كثافة ديموغرافية داخل البنية الإجتماعية الموريتانية , وقد أهتمت الوثيقة المذكورة بكل صغيرة و كبيرة يعاني منها أفراد هذه الشريحة المطحونة و التي تمثل ما يقارب 50 % من الحجم الإجمالي للسكان حسب نفس الوثيقة . شهر أبريل كان شاهد زمنيا على تقديم وثيقة لحراطـــــــــــــين للرأي العام من على مدرجات دار الشباب القديمة بحضور جمع من أبرز رموز لحراطــــــــــين الوطنيين, منهم على سبيل المثال لا الحصر : ( رئيس حركة إيرا الإنعتـــــــــــاقية بــــيرام ولد أعبيدي المتــــــــــــــــــــوج مؤخرا بجائزة من الأمم المتحدة لدفاعه عن حقوق الإنسان الموريتاني ـ العبيد في غالبية الحالات ـ , بالإضافة إلى رئيس منظمة نجدة العبيد أبـــــــــوبكر ولد مسعود و القيادي في حركة الحر الســــــــــاموري ولد بي و البرلمانيتين المــــــــــعلومة من بلال و مــــــــــــريم منت بلال و كوكبة من أطر و مثقفي هذه الشريحة المطحونة منذ الأزل).

ما فتأت دار الشباب تودع آخر الحاضرين لتوقيع الوثيقة حتى بدأت وسائل إعلامنا المحلية بممارسة مناوراتها التقليدية الساعية إلى طمس الحقائق و إستمرارية تعميق الهوة بين مكونات المجتمع الموريتاني كذا عرض أكتافها الإعلامية متخذة لذالك منابر ليلة أجبرت المواطن الموريتاني عموما و الحرطـــاني خصوصا على التسمر أمام شاشة التلفاز أياما و ليال متتالية قصد الإطلاع بصيص أمل قد يحمله معه أحد المتحدثين , ليجبر في الأخير على مشاهدة ما يشبه المناورات السياسية و الحقوقية , إذ قل وجود الطرح الموضوعي و التشخيص الواقعي للأمور إلا في تارات قليلة حيث كانت قد ظهرت فئة تطرح بشكل يتسم بشيء من الموضوعية و إن شابته شوائب النفاق و العهر السياسي , و لكن الحقيقة المرة هي أن شكر النظام الحاكم و التغني بإسم الرئيس كان هو السمة الأبرز و كأن المشكل المطروح للنقاش إعلاميا هو قضية سياسية تخص النظام و أغلبيته , كما و قد لوحظ وجود متهرطقين وصل بهم الأمر إلى حد الثناء على الرئيس الجنرال بإعطائه رتبتين دفعة واحدة إحداهما رتبة علامة و الأخرى هي رتبة دكتور في علم النفس , ثم أنه كانت هناك فئة أختلطت عليها بعض الوقائع و الأحداث التاريخية في حين عجز آخرون عن القيام بعمليات حسابية دقيقة, أما العنصر النسائي فمن جهته كان قد أثبت هو الآخر مهارة غير معتادة في التغنى و التغزل بفخامة الرئيس الجنرال.

أما الدولة فقد كانت ردة فعلها كما هي العادة حلول ظرفية تمثلت هذه المرة في إنشاء ما أسمته ب ـ وكالة التضامن من أجل محاربة مخلفات الرق ـ إلا أنه رغم التضخيم الإعلامي للوكالة المذكورة فإن وكالة التضامن هذه لم تتعدى مقرا هو عبارة عن بناية في إحدى المناطق الراقية في العاصمة , و طاقم متهالك يمكن حسابته بالأصابع .

نظرا لأهمية القضاء على الرق و على كافة مخلفاته و بحكم التناسي أو التجاهل لمعطيات تلك الوثيقة التشخيصية لواقع شريحة عانت الظلم , الإقصاء, التهميش و الغبن فمن المحتمل أن يتسائل أحدهم : ما هي أهمية تلك الوثيقة الإحصائية؟ و ما القرض الأصلي و الأساسي منها و من ظهورها في تلك الفترة ؟ما مدى تعاطي الرأي العام مع معطيات وثيقة لحراطين تلك ؟ و هل ستستفيد منها الدولة كمرجع إحصائي معتمد لواقع أكثر الشرائح المحلية كثافة سكانية ؟ و كيف ستتماشي مطالبات معدو الوثيقة مع تلك الإتفاقيات الدولية التي تقوم الدولة بتوقيها بشكل متزايد و بدون مراعاة لانعكاساتها على واقع الشرائح المسحوقة على وجه العموم و لحراطين على وجه الخصوص؟ أم أن تلك الوثقية تم نسيانها و طي صفحاتها قبل رميها في سلة المهملات ؟ لماذا أكتفى رموز و قادة لحراطين بعرض تلك الوريقات القليلة على شاشات التلفاز و تلاوة معطياتها على مسامع من لا يفهم سوى الغزل السياسي ؟ و متى يا ترى ستلوح لنا في الأفق بوادر إرادة جادة للحد من الإقصاء المتنامي و التهميش المتعمد لأفراد هذه الشريحة ؟

من المؤكد أن الأجوبة على هذه الأسئلة ربما تتطلب أدمغة شبه أينشتاينية لفك شفرة الصمت المطبق على كل ما يخص هذه الوثيقة , و عدم الخوض في تفاصيلها أو التعاطي معها , و لكن الشيء الأكثر تأكيدا هو أنه رغم أن المرجفون أعتادوا إعطاء معطيات مغلوطة عن حالة الفقراء و المحرمين للمنظمات الدولية المهتمة بإعداد و دعم و تمويل المشاريع التنموية إلا أن الأمر المفرح و ربما المطمإن يبقى أنه بظهور وثيقة لحراطين يمكن الحديث عن خدمة مجانية تم تقديمها لهؤلاء و كل ما عليهم هو الإستفادة منها فتلك الوثيقة المذكورة كما سبق ذكره آنفا تحتوي كل المعطيات عن الحالة الديموغرافية , الإجتماعية و الإقتصادية لشريحة لحراطين المطحونة و المسحوقة على كافة الأصعدة.

1 مشاركة

  • وثيقة لحراطـــــــــين : ضرب بعرض الحائط أم رمي في سلة المهملات؟ 15 كانون الأول (ديسمبر) 2013 00:30, بقلم الشيخ ماء العينين لواندا آنغولا

    عبد القادر خوي لا أنت ولا أنا ولا الرئيس ولا برام ولا أي شخص يهتم إلا بمصالحه الشخصية أولا وثانيا وثالثا وووووو لاتنتظر من تلك الجماعة الموقعة على تلك الوريقاة كما سميتها أنت أن يأتينك منها بجديد ولا تحسب أنه وقع كي تنهض بتوقيعه ذالك أمة من سباتها. بل لحاجة فى نفسه يسعى من وراء توقيعه قضاءها لا أكثر ولا أقل ـ فمن هو محتاج لايستطيع قضاء حوائج الناس ـ والرئيس المنقلب على الشرعية لم يتكلم ولم ينقلب مع رفيق دربه إلا حين أقيلا من منصبيهما عندها مست مصالحهما لا مصلحة الشعب الوريتانى. وبرام حين وقع كان يسعى من وراء ذالك جني الأموال التى جنى من بعض الدول وكذالك الآخرون. فالسياسة أولا مبنية على مصالهم وأنت لا تنتظر أكثر:

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016