الصفحة الأساسية > الأخبار > صحفي يدون انطباعاته عن لقاء الرئيس مع الشباب

صحفي يدون انطباعاته عن لقاء الرئيس مع الشباب

الأحد 23 آذار (مارس) 2014  01:17

في يوم الثلاثاء الموافق (18 مارس 2014) في حدود الثانية ظهرا اتصلت علي لجنة الإشراف علي "لقاء الشباب والرئيس" وأبلغتني بقبول طلبي في المشاركة، لم أكن حينها مسرورا بالخبر لعدة أسباب ودوافع، منها أنني أخشى أن يكون اللقاء مجرد مسرحية سيئة الاخراج، مثل: "منتديات التعليم"التي نظمتها وزارة التهذيب الوطني، أو"الأيام التشاورية حول هموم الشباب، التي نظمتها وزارة الثقافة والشباب والرياضة، أو الحوار الوطني الأخير بين النظام ومنسقية المعارضة..الخ

فكل تلك التجارب لم تكن ناجحة أو مشجعة، فإما أن تفشل في المهد، أو ترمى نتائجها وتقاريرها النهائية في دواليب النسيان. أما الهاجس الآخر الثاني الذي جعلني أخشى جدا من المشاركة في "لقاء الشباب والرئيس"،هو أن يستغل هذا اللقاء الهام لأغراض سياسية بحتة، مثل أن يتخذ كشعار في الحملة الرئاسية القادمة، بعد أن انتهت صلاحية شعار "رئيس الفقراء".

لكن بعد تبصر للأمور وتفكير عميق قررت بحول الله وقوته المشاركة في هذا اللقاء، راجيا منه أن يكون فرصة حقيقية لمعالجة ما يعانيه معظم الشباب الموريتاني من بؤس وبطالة وشقاء، وظلم وتهميش.

وكنت عضوا في ورشة "دولة القانون، والسياسة، والإعلام، والوحدة الوطنية، والمجتمع المدني"، وهي ورشة ضمت العديد من الخبراء والمفكرين الشباب، من قضاة وأساتذة، وإعلاميين، وفاعلين في المجتمعالمدني، وحقوقيين وسياسيين...

وكان نقاشنا صريحا وجادا، وخرجنا بتقرير شامل حول مختلف المحاور المذكورة، لكن سأركز هنا على مجال تخصصي وهو "الإعلام"، وقبل ذلك أود أن أوجز لكم انطباعاتي عن "لقاء الشباب والرئيس" والمعلومات المتوفرة لدي عنه في النقاط التالية:

أولا: كانت لجنة الإشراف لجنة خلوقة وعملية بامتياز، رغم الضغوط الكبيرة التي واجهتها، إلا أنها ارتكبت بعض الأخطاء، منها:

* طباعة الافتة الرسمية للقاء باللغة الفرنسية فقط، دون ترجمتها باللغة العربية التي هي اللغة الرسمية للبلاد،

* تدخلها في سير أعمال الورشات من خلال فرض بعض الأفكار المعينة، والتى من بينها إنشاء "مجلس وطني للشباب"،

رغم أن هناك من طالب بإنشاء "وزارة خاصة بالشباب"، هذا بالإضافة إلى اختيار لجنة الإشراف للشخصيات التي تحدثت باسم الورشات في ليلتي الافتتاح والاختتام، دون أن تستشير أعضاء الورشات، أو تترك لهم حق اختيار من تحدث باسمهم.

ثانيا: الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان مرنا مع الشباب، وتميز بسعة الصدر ورحابته لم يغضب طيلة اللقاء، رغم الاستفزاز الذي تعرض له في بعض الأحيان، وارتباكه أثناء ردوده على بعض مداخلات الشباب، خاصة أولئك الذين قدموا أرقام ومعطيات واضحة تدل على فساد قطاعات كبيرة من الدولة

ثالثا: نجح الرئيس في تمرير كافة رسائله إلى الشعب وإلى خصومه السياسيين، خاصة في بداية مداخلته، وأثناء ردوده على تدخلات الشباب.

رابعا: بعض المتدخلين من الشباب لم يكن على المستوى المطلوب، بل ظهر بعضهم -للأسف الشديد- وكأنه يفكر بعقلية الشيوخ، ويوظف عبارات التصفيق والتملق الشائعة في ظل أنظمة سابقة، كما حاول بعضهم أن يظهر ولاءه وانبطاحه لنظام ولد عبد العزيز، بطريقة ممجوجة للغاية.

خامسا: كان هنالك تغييب واضح وفاضح للشبكات الشبابية التي تضم معظم الجمعيات الشبابية في موريتانيا،

سادسا: غيب تماما صوت الشباب العاطلين عن العمل، ومن فشلوا في مواصلة مشوارهم الدراسي.

سابعا: لم يعجبني حرص لجنة الاشراف على تصوير الرئيس مع الشباب المشارك في ختام فعاليات اللقاء، وأخشى أن يتم استغلال تلك الصور لأغراض سياسية انتخابية بحتة، وهذا ما جعلني أرفض التصوير مع الرئيس، وتنحيت جانبا حتى لا أظهر في تلك الصور.

سابعا: كان الحضور النسوي متميزا للغاية، وكن مثقفات ولهن دراية كبيرة بما يعانيه الشباب الموريتاني من مشاكل. ثامنا: بعض الوزراء الذين شاركوا في مجالسة الشباب في حفل العشاء بالقصر الرئاسي، لم يقدموا أفكارا أو مقترحات ملموسة، كما أنهم بدوا منزعجين من مضامين بعض تقارير الورشات.

تاسعا: كانت مخرجات اللقاء متميزة وشاملة، كما سلمت كل التقارير لرئيس الجمهورية، لكنني أخشى أن يتم وضع تلك التقارير في سلة المهملات، دون أن تجد من ينفض عنها الغبار.

عاشرا وأخيرا: أقول لزملائي الإعلاميين إن التقرير النهائي لورشتي تضمن ما يلي حول إصلاح الصحافة الخاصة: * تنقية الحقل الصحفي من أدعياء المهنة الصحفية،

* تحديد من هو الصحفي؟، ومن هي المؤسسة الصحفية؟ وفق معايير شفافة ونزيهة،

* التكوين المستمر للصحفيين، وحثهم على احترم أخلاق وأدبيات المهنة الصحفية، والاطلاع على مواثيق الشرف المهني.

* زيادة مبالغ صندوق دعم الصحافة الخاصة، وتسيير قروض ميسرة للمؤسسات الصحفية التي تتوفر فيها المعايير اللازمة..

وختاما فإنني أتقدم بالشكر الجزيل لكل الذين هنؤوني من مختلف أنحاء البلاد وفي الفيسبوك، على مداخلتي أمام رئيس الجمهورية، وأرجوا أن تكون على المستوى المطلوب، وليعذرني من غابت همومهم ومشكلاتهم عن الكلمة لأن الوقت المخصص لها كان ضيقا. تحياتي

عزيز ولد الصوفي

رئيس تحرير "وكالة الطوارى الإخبارية" (النسخة العربية)

1 مشاركة

  • صحفي يدون انطباعاته عن لقاء الرئيس مع الشباب 23 آذار (مارس) 2014 03:02, بقلم كافي شامخ

    أنقلبت جلسات تحضير محاضر ورشات لقاء الشباب مع الرئيس والتقارير التي تكمل أهداف الورشات وملاءمتها لتنمية البلد قصد تسليمها للرئيس ومنه ألى المجلس الذي سيشكل لقرض تنفيذ هذه التوصيات التي تأتي في دراسات محاضر هذه الورشات أنقلبت هذه الجلسات إلى طلبات توظيف وأستبدلت هذه المحاضر والدراسات بالسير الذاتية وطلبات وظائف الأمر الذي جعل الختام لهذا للقاء التاريخ إلى شبه فوضى أنتهزها بعض الوزراء إلى التقاط الصور مع الرئيس والشباب في مؤدوبة العشاء التي أقامها الرئيس لتمكين الشباب من تحضير توصياتهم بشأن أهداف للقاء

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016