الصفحة الأساسية > الأخبار > كيفه .. من يسقي آمنة ؟

كيفه .. من يسقي آمنة ؟

الأحد 3 آب (أغسطس) 2014  01:30

بقلم الطالب الخرشي

ما إن أشرقت شمس الخامس والعشرين من مايوا2014،حتى استيقظت آمنة حاملة الإناء ومتجهة صوب الحنفية ،بيد أنها فوجئت بالحنفية لاتقطر،بدأ القلق يتسرب إليها شيئا فشيئا إلاأنها ما لبثت أن اتجهت نحو المُخزن(لنبلكه) دلت آمنة الدلوإلى قعرالمخزن ففوجئت به يلتطم بقعره اليابس باعثا صوت اليأس والعطش،فازداد قلقها ولم يبق أمامها إلا البئرالقديم الذي حفره جدها منذ أربعة عقود من الزمن،وقد استغنت عنه الأسرة منذ سنوات،دلت آمنة الدلوفي البئر فوقع على الماء،لم تتعجل عليه ليمتلئ أكثر إمتلأ الدلو،وجعلت آمنة تستخرجه بصعوبة وجهد جهيد، وهي تمني النفس بماء عذب زلال ولما وصل الدلو حافة البئرأخذته بيد قابضة متعطشة ولما صبت الماء في الإناء صدمت فالماء ثخن نتن الرائحة تأباه الحمير،سمعتها جدتها وهي تتوجع قالت:لاعليك بنيتي، لقد القيت في البئرجيف كثيرة حتى الكلاب والحمير القيت به،ثم استعملناه بعد ذلك للصرف الصحي، القت آمنةالدلو بعيدا ونظرت إلى الساعة،فإذا عقاربها،تشير للسابعة وعشرين دقيقة اتصلت على صاحب الأجرة قائلة:لم يبق عن الذهاب للمدرسة إلا عشر دقائق جاء صاحب الأجرة مسرعا وهوالآخر مازال يبحث لوالده عن كوب ماء ليستعمل به الدواء عله يخفف عليه وطأة الحمى.

التي أصابته من ضربات الحرارة ووصلت آمنة إلى المدرسة وبخطى بطيئة أتعبها العطش،دخلت على الأستاذ فإذا به يشرح جغرافية الولاية معرجا على نقاط المياه فيها،ذاكرا البحيرات الجوفية التي كانت المدينة تشرب منها،عندها قالت آمنة بصوت خافت ليتني دودة أرضية( بوقريس)لأشق الأرض فأشرب،وأرجع وتفقدت آمنة أهل الفصل فإذا بزميلتها في الحي لم تحضر،اتصلت عليها،فلم ترد،فقالت عساها بخير،غير أنها فوجئت برسالةSMSتقول:عذرا أخيتي لاأستطيع الكلام من العطش فراسليني ولا تكلفيني الكلام، عندها لاحظ زميلها في الفصل ما فيه حيها من عطش محدق وذكر لها جماعة السقيا التي يقوم عليها خيرون من أهل الولاية اتصلت آمنة بهم ،وأخبرتهم خبر الحي فقالوا الواحدة والنصف نكون عندكم،واسترسل الأستاذفي الدرس وصمتت آمنة تستمع الدرس وعندما لم يبق إلا عشر دقائق استأذنت آمنة الأستاذ متجهة نحو الدكان وبالكاد وصلته،قالت بصوت منخفض أريد قنينة ماء فقال صاحب الدكان:إدفعي أولا ففتشت آمنة حقيبتها وبحثت في جوانبها فعثرت على مائة أوقية،وأخرجتها فقال صاحب الدكان:لا الماء بمائة وعشرين أوقية،ارتسم اليأس على وجهها، دخل زميلها محمد محمود فاستعطفته هل عندك عشرين أوقية فلم يستطع إجابتها من شدة العطش، لكن أشارعليها أن لا،فلم يبق أمامها إلا الرجوع للبيت وبما أن حلقها قد جف بعثت برسالة:SMS لصاحب الأجرة فرد عليها إن سيارتي قد تعطلت،فجن جنونها، فمر بها الأستاذ (المدير)فركبت معه ولما وصلت المنزل سألت عن زميلتها فقالوا هي في المستشفى من شدة العطش،قالت أين ولدي؟ قلوا هو عند الحنفية منذ أن استيقظ يطلب الماء،فذهبت إليه مسرعة وضمته إلى حضنها ولسان حالها :لعل حضني ينسيك مرارة العطش وماهي إلا لحظات حتى غلبت الصبي عيناه فوضعته عن حضنها،وعندما أشارت عقارب الساعة للواحدة والنصف تذكرت آمنة أهل السقيا فأرسلت لهم برسالة:SMSمتعطشة على مجيئهم غير أنهم ردوا عليها لقد تعطلت عجلات السيارة ولم نتمكن من الوصول إليكم عندها فوضت آمنة أمرها لله، وأتكأت بجانب ولدها الصغير،ولسان حالها لعل النوم ينسيني مرارة العطش، وما إن غطت آمنة في النوم حتى ألحت جدتها في التضرع والدعاء داعية: اللهم أسقنا بالصالحين منا واسقنا بعم نبيك العباس،كما سقيت به أهل المدينة،وفي لمح البصر تلبدت السماء بالغيوم وخطف البرق وتكلم الرعد،وآمنة وصغيرها نائمين،فتهاطل المطرتهاطلا لم يسبق له مثيل فلم يوقظ آمنة وصغيرها إلا خرير الماء وقطرات من فتحات في السقف .

7 مشاركة منتدى

  • كيفه .. قصة عطش 2 حزيران (يونيو) 2014 06:44, بقلم ابن كيفه الاول .

    لقد عبرت ولكن ليتهم يقرؤون ويفهمون ويتعظون أويرقون .هيهات .

    الرد على هذه المشاركة

  • كيفه .. قصة عطش 2 حزيران (يونيو) 2014 09:31, بقلم محمد

    ما قلت الا الواقغ لكن للأسف سيضحك منك الوالي ويسخر هذا مثل وكالة كيفه والمجتمع المدني يغردزن وراء السرب ما دام مجلس الوزراء انقضي وانا اجد من المافيا مايغطي علي معاناة المواطنين ههههههههههههه

    المواطن ماه مهم في زمن ديمقراطية عزيز انظر تعيينات اليوم

    الرد على هذه المشاركة

  • كيفه .. قصة عطش 2 حزيران (يونيو) 2014 09:36, بقلم التميشة

    إننا معك في معناتنا ونرجوا من الله ان نجد الفرج ولاكن لا نتظره من الوالي والحاكم ومن يدور في فلكهما ومحيطهما
    الفرج من الله

    الرد على هذه المشاركة

  • كيفه .. قصة عطش 2 حزيران (يونيو) 2014 10:43, بقلم يعقوب الشيخ

    جميل جدا شكرا يأستاذناالفاضل علي كتابة لهذه القصة الجميلة التي تعبر عن واقع سكان مديدنتناالحبيبه هذه المدينة التي تواصي كل رؤساء موريتانيا علي تهميشها والعمل علي جعلها في مؤخرة الركب فلاماء ولا كهرباء ولاأمن ولاتنظيم ولا ولا ولا ........

    الرد على هذه المشاركة

  • كيفه .. قصة عطش 2 حزيران (يونيو) 2014 10:45, بقلم يعقوب الشيخ

    جميل جدا شكرا يأستاذناالفاضل علي كتابتك لهذه القصة الجميلة التي تعبر عن واقع سكان مديدنتناالحبيبه هذه المدينة التي تواصي كل رؤساء موريتانيا علي تهميشها والعمل علي جعلها في مؤخرة الركب فلاماء ولا كهرباء ولاأمن ولاتنظيم ولا ولا ولا ........

    الرد على هذه المشاركة

  • كيفه .. قصة عطش 3 حزيران (يونيو) 2014 10:16, بقلم يعقوب الشيخ

    سعادة الزميل الخرشي لقد أبعدعت وأجدت في صياغة هذه القصة التي تحكي ماضي وحاضر ولاية كيفه خلال حكم ولد عبد العزيز والمافياالتي بهايسير شؤونه التي لاتصب في أي مصلحة تجاه الوطن والمواطنين وأغتنم هذه الفرصة لأقول للذين انتخبهم جمهور كيفه في الإستحقاقات الماضية أي النيابيات والبلديه وعلق عليهم آماله وأمل فيهم تخفيف آلامه والنهوض به إلي أقصي مايمكن أنهم مرعليهم نصف سنة ولم نسمع لهم ولم نري أي تحرك فلم يبحثواقضية عطش كيفه تحت قبة البرلمان ولم يطالبوالهابالجامعات كحال الولايات الأخري أشياء وأشياء يضيق عنهاالمقام وهذا نموذج بسيط أماالعمدة فأري أنه يظن أنه عمدة لباريس لأن كيفه لم تجد له أي شيء والشوارع الممتلئة بالقمامات أكبر دليل علي ذلك وفي الختام أتمني لكل سكان كيفه وخصوصا الشباب فهم الواقع والعمل الدؤوب لمستقبل زاه مشرق والله ولي التوفيق...أبومحمد الشنقيطي

    الرد على هذه المشاركة

  • كيفه .. قصة عطش 12 حزيران (يونيو) 2014 06:23, بقلم المصطفي محمودي

    شكراأخي وزميلي علي هذاالموضوع الشيق . لقدابدعت أيماإبداع فهذه القصة قصة متكاملة لهافنيات القصة لمعلومة فشكراشكرا قال:عبدالملك مرتاض) وخيرالكلام ماقل ودل

    الرد على هذه المشاركة

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016