الصفحة الأساسية > الأخبار > مقاطعة الانتخابات من منظور الفقه السياسي

مقاطعة الانتخابات من منظور الفقه السياسي

الجمعة 20 حزيران (يونيو) 2014  14:35

المقاطعة احتجاج سياسي تنتهجه الأحزاب السياسية عندما ترى أن احتمالات تزوير الانتخابات قوية ، أو أن النظام المشرف على العملية الانتخابية متحيز لمرشح بعينه ، أو أن الجهة المشرفة على الانتخابات تفتقد إلى الشرعية الأمر الذي جعل مقاطعة الانتخابات الحالية من طرف أحزاب المعارضة الديمقراطية أمرا واردا ، بل جائزا من منظور الفقه السياسي .

لم تقاطع المعارضة هذه المهزلة الانتخابية حبا في المقاطعة ، ولا لسبب هزيمة سياسية ولكن قاطعتها كخيار استراتيجي لأنها في نظرها ليست انتخابات ، وإنما هي مجرد مسرحية انتخابية يقيمها النظام الحالي ليخفي بها بزته العسكرية .

صحيح أن المقاطعة قد تكون خيار سيء ، لكن السؤال الذي ينبغي طرحه الآن ما الدافع وراء مقاطعة المعارضة لتلك المهزلة ؟

بالنسبة لي الإجابة واضحة ، هذه المعارضة تعتبر ميزان قوة في الساحة السياسية الموريتانية لديها عمد يشهد الجميع بحسن تسييرهم ولها كتل برلمانية معروفة بنضالها من أجل حقوق المواطنين وكشفهم لفساد النظام ، وليسوا أفراد ولا عجزة كما يصفهم ولد عبد العزيز ، بل هم نخب سياسية يتمتعون بمصداقية في الداخل والخارج وهم من بنو الدولة الموريتانية ومن بينهم أدمغة عالية معروفة عالميا همشها ولد عبد العزيز وعوضها بعمال يدويين من أجل ربحه وخسارة الدولة الموريتانية فضلا عن الضباط المتقاعدين الشرفاء الأكفاء الذين برهنوا على إخلاصهم للوطن حبا له لا رغبة في السلطة ، وجدوا أن لا ثقة في نظام مسؤول عن انقلابين متواليين كان آخرهما تمرده على أول نظام ديمقراطي شهدته البلاد لا يلتزم بالعهود والاتفاقيات ولا يفهم منطق الحوار تعود على الإنفراد بتنظيم مثل هذه المسرحيات المعلومة النهاية قبل البداية التي يسخر لها كل إمكانيات البلد من أجل بقائه جاثما عل صدورنا يمارس مزيدا من الظلم والنهب والإقصاء ، كل ذلك بمباركة من أصدقائه من الأنظمة الدكتاتورية العربية والإفريقية التي لا تفقه في الديمقراطية حديثا فضلا عن بعض حلفائه من الدول الأوربية الذين أبرموا معه اتفاقيات سرية يتولى بموجبها نيابة عنهم مقارعة أشباح التنظيمات الإرهابية التي يبدو أن له معها علاقات مشبوهة مقابل حماية هيمنته على السلطة جاعلين من بلدنا درعا بشريا ومسرحا للتنظيمات المافوية والإرهابية .

لكن الذي استغربه هنا حالة الهذيان التي أصابت هذا النظام وانزعاجه من أحزاب ديمقراطية تركت له الساحة السياسية بعد أن تحولت إلى أسواق خبيثة تتنافس فيها القبائل والطوائف والأعراق جاعلة منها بؤرة مفخخة قابل للاشتعال في أية لحظة .

أليست هذه الأحزاب هي من خسرت برلمانييها وعمدها وقواعدها الشعبية ؟ فالديمقراطية بالنسبة لها لا تعني الحصول على برلمانيين أو عمدا أو وظائف في الدولة بقدر ما هي حوار وتفاهم بين جميع الفرقاء السياسيين في البلد حول القضايا الكبرى التي من بينها انتخابات شفافة تجنب البلد مزيدا من الاحتقان السياسي .

الحقيقة أن هذا النظام شعر بوحشة سياسية بعد أن وجد نفسه في منتصف الطريق يخوض مهزلة انتخابية لا ينافسه فيها سوى من كان يصفهم يوم أمس ولا يزال بالمجرمين .

لهذه الأسباب وغيرها نعلن عن " مبادرة " نطلق عيها " أصحاب المعاناة والمظالم بكيفه يعلنون مقاطعتهم لمهزلة الانتخابات " .

5 مشاركة منتدى

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016