الصفحة الأساسية > الأخبار > هل دخل النظام في موسم تقسيم الكعكة ؟

هل دخل النظام في موسم تقسيم الكعكة ؟

الاثنين 2 نيسان (أبريل) 2012  01:13

يبدو أن قلق محمد ولد عبد العزيز من ضغط المعارضة المتزايد و توجسه من نجاحها في إسقاط نظامه أو على الأقل زعزعته ليسهل إسقاطه على غيرها بدأ فعلا يطغى على تصرفات الرجل و يدفعه إلى قرارات من الواضح أنها غير محسوبة.

فهاهو بعد خطاب نواذيبو الكارثي من حيث المضمون و الأداء و الرجع السياسي و بعد زيارة روصو التي عرت النظام و زادت من تذمر السكان المحليين و حتى أفواج المنافقين الذين توافدوا من نواكشوط، و بعد "عقاب" الإسلاميين بتصفية آخر إطارين من تنظيمهم في مناصب عليا في الدولة، هاهو رئيس الأغلبية الحالية يواصل تخبط الغريق الذي يتخبطه منذ طالبت منسقية المعارضة بإسقاطه و منذ انضم إليها ضباط سامون قدامى و أعلنوا براءة الجيش من نظامه.

في ذلك التخبط يندرج لقاؤه بفدراليي الحزب الحاكم و شحذه لهم ضد المعارضة. وعندما أجابوه بأنهم يحتاجون إلى إكراميات و منافع كي يستقووا بها، نهرهم و خرجوا من عنده يتثاءبون. لكنه عندما استدعي أحزاب المولاة فأكدوا له نفس المطلب اقتنع به هذه المرة و أعلن عن ذلك بتعيين الوزير يحيى ولد سيد المصطف مستشارا في الرئاسة في إشارة واضحة إلى بدء موسم إعادة تقسيم الكعكة الذي دأبت عليه الأنظمة العسكرية السابقة. لكن المفارقة الكبرى أن إعادة تقسيم كعكة صغيرة مثل التي آثر بها محمد ولد عبد العزيز حتى الآن مقربين و موالين من العيار الثقيل لا "يكط" كما يقول العامة في آلاف الموالين الذين صفقوا مجانا منذ ثلاث سنوات متمنطقين بجمار التهميش و شح الوسائل واحتقار ساكن القصر الرمادي و حاشيته المقربة.

فمن المستحيل أن تتحرك ماكينة الصواب الاستخباراتية بمنصب أو اثنين لا سيارة و لا بنزين و لا علاوة إيجار و لا اتجار بالنفوذ فيهما، و حتى لو تحركت فهي منهكة بتراجع المد القومي و محاصرة بأكثر من منافس في زمن التنكر للمبادئ و الجري وراء المنافع. و من المستبعد كذلك أن تبقى حزمة الوزراء القدامى التي تشكل حزب عادل متماسكة و داعمة لولد عبد العزيز وراء مستشاره الجديد يحيى ولد سيد المصطف و حتى لو تأتى ذلك فمن أين ليحي ولد الوقف و أقرانه أن يسترجعوا قدرتهم على حشد المناصرين و الحال هي الحال الآن؟

و من الغباء السياسي توقع أن التحالف الشعبي و الوئام و الحمام سيرضون بنصيب الصواب ثمنا للحوار و تنفيذا لبنوده المعطلة مثل اتفاق داكار. فتقسيم الكعكة يعني كل و نصيبه و لا يقبل الاشتراك في قرعة أساسا قليلة.

أضف إلى ذلك أن الموالاة أحزاب و شيع و أن كل حزب و شيعة منهم واسع الذمة في الالتزام بالقدرة على الحشد و واسع البطن في المطالبة بالتعويض و أن الكعكة على صغرها و قلة المرق لإيدامها أصلا مقسمة و أن المنتفعين منها لن يرضوا عن حرمانهم و قد يعبرون عن ذلك بمغازلة المعارضة و حتى الانضمام إليها... و غير ذلك من تعقيدات لعبة تدرك بالسياسة و المعرفة الدقيقة بالناس و العقل و الحكمة و شيء من التوفيق في إلباس ما سماه حاجب القصر السابق "الفساد" لبوس تنظيم الدولة و توزيع المنافع على جهاتها و أحزابها و كفاءاتها و وواصليها و مخبريها ب"ظبطة".

فأي ذبابة وخزت محمد ولد عبد العزيز و دفعته إلى ممارسة لعبة هو آخر من يعرف قواعدها وستفتح عليه بابا تأتي منه رياح قد تكون أشد قوة و تدميرا من أي ريح تأتي من المعارضة ؟

الراي المستنير

اضف تعقيبا

الأخبار قضايا تحاليل تقارير آراء حرة اصدارات مقابلات أعلام هواتف تهمك منبر كيفة أخبار الجاليات الظوال أسعار الحيوان صور من لعصابه قسم شؤون الموقع والوكالة تراث دروس كاريكاتير نساء لعصابه قناة كيفة انفو سوق كيفة
صفحة نموذجية | | خريطة الموقع | متابعة نشاط الموقع RSS 2.0
جميع الحقوق محفوظة لـ " وكالة كيفة للأنباء" - يحظر نشر أو توزيع أو طبع أي مادة دون إذن مسبق من الوكالة ©2014-2016