تعيش مدينة كيفه حالة مزرية من الأوساخ ، فقد انتشرت ظاهرة رمي الأوساخ والنفايات بشكل واضح يدعو إلى دق ناقوس الخطر كما أن الحملة التي قيم بها مؤخرا مطلع الشهر المنصرم أنتجت مكبات جديدة خصوصا أمام المدارس التي كان من اللازم أن تلقى العناية الخاصة باعتبارها أماكن تجمع الأطفال ذوي المناعة الضعيفة .

وتشهد شوارع هذه المدينة المترامية الأطراف وساحاتها العمومية انتشارا رهيبا للقمامة حتى صارت مزبلة عمومية بسبب كثرة الأوساخ الناتجة عن إهمال السلطات العمومية وقلة اهتمامها بالمحيط والبيئة وعجز البلدية عن رفع الأوساخ عن هذه الأحياء التي تسبب فيها المواطن من جهة والبلدية من جهة أخرى ، حيث لم يعد هناك أي مواطن يبالي بما يحيط به ولا يكترث لوجود القمامة والأوساخ بل هناك من جعل بعض الساحات العمومية بل وحتى المدارس مفرغة عمومية له .

وتحولت بعض الشوارع والأحياء إلى مصبات ومفارغ تحتضن تلال النفايات والأوساخ التي طمست كلما يرمز لعالم البيئة النظيفة ، فالزائر لمدينتنا يقوده بصره إلى الانتشار الواسع للقاذورات بمختلف أنواعها وكأنها تشكر مسؤولي البلدية على حسن الصنيع أو الخدمة بعد أن وفروا لها البيئة الملائمة للانتشار ، بفعل ترك الأوساخ لمدة أطول دون إزالتها من جهة ، وفقدان الأحياء ذات الكثافة السكانية الكبيرة لحاويات القمامة من جهة أخرى ، الأمر الذي جعل الروائح الكريهة تعطر شوارع المدينة بفعل تخمر النفايات وكأن السلطات المعنية بالنظافة لم تعد تميز بين البساتين والورود مع القمامة والجيف ، ويا ليت ذلك بات يقتصر على الأحياء والشوارع وإنما تعداه ليشمل المدارس التي أصبحت مكبات رسمية تحاصرها أنواع القاذورات المذكورة سلفا ، والغريب في ذلك أن مثل هذه الأمكنة والشوارع والأحياء السوداء التي تكتنز جبال الأوساخ والقاذورات تتبرك يوميا بمرور المسؤولين على اختلاف مستوياتهم فمنهم المنتخب ومنهم الإداري دون أن تحرك فيهم هكذا صورة مقززة الشعور بالتقاعس ولو من باب التذكير أو النهي عن المنكر ، مما يوحي بان الجميع متواطؤ والجريمة المرتكبة هي السكوت .

وضع كهذا بات يستلزم وقفة قوية من قبل المنظمات الأهلية والسلطات العمومية . وهنا نطالب المنظمات الناشطة في مجال البيئة التدخل من أجل انتشال مقر البلدية والولاية من كابوس المزابل الذي بات يهدد بقاءهما .