ذكرت احدى الاوساط المحللة والمراقبة لشؤون الشرق الاوسط بأن برنارد لويس من اول الداعين الى مشروع تقسيم وتجزئة الشرق الاوسط من باكستان الى المغرب العربي حيث طرح هذا الموضوع قبل اقامة الكيان الصهيوني باسابيع على ارض فلسطين عام 1948، ثم نشرته مجلة وزارة الدفاع الاميركية مع بعض التعديلات التي اقترحها لويس ومنها اعادة وزيادة تفتيت العالم الاسلامي من باكستان الى المغرب وانشاء اكثر من ثلاثين كيانا سياسيا جديدا.

ان هذا المشروع المقترح تقول الاوساط المراقبة من برنارد لويس، يعني تحويل العالم العربي والاسلامي الى 88 دولة بدلا من 56 دولة، وهذا ما سيزيد من خلال هذا الطرح انشقاقات وصراعات وحروب مستمرة. وقد كان برنارد لويس صريحا عندما قال : ان هذا التفتيت للعالم الاسلامي هو الضمان الحقيقي لأمن اسرائيل التي ستكون الاقوى وسط هذه الفسيفساء. وفي هذا المخطط الصهيوني الذي نشرته مجلة البنتاغون فصّل برنارد لويس مقترحات التقسيم. وتشير الاوساط بان من المؤسف انه في عام 1983 صادق الكونغرس الاميركي على مشروع لويس واصدر قرارا بان يتم تطبيق خططه من خلال سياسات اميركا الاستراتيجية في المستقبل، اما ااقتراحات لويس لتقسيم المنطقة فهو كالاتي :

1- ضم اقليم بلوشستان الباكستاني الى مناطق البلوش المجاورة لايران واقامة دولة بلوشستان.

2- ضم الاقليم الشمالي الغربي من باكستان الى مناطق البشتونيين في افغانستان واقامة دولة بشتونستان.

3- ضم المناطق الكردية في العراق وايران وتركيا واقامة دولة كردستان.

4- تقسيم ايران الى اربع دويلات: ايرانستان واذربيجيان وتركمانستان وعربستان.

5- تقسيم العراق الى ثلاث دويلات كردية وسنية وشيعية.

6- تقسيم سورية الى ثلاث دويلات درزية وعلوية وسنية، مع احتلال جزء من شمال سورية من قبل الاتراك الى جانب لواء اسكندرون.

7- تقسيم الاردن الى كيانين: اولهما الدولة الهاشمية تمتد الى شمال السعودية وجزء من ا لدولة السنية في العراق، وثانيهما دولة فلسطينية يضم الى الضفة الغربية لكي تقوم دولة فلسطين عليها اضافة الى الضفة الشرقية من البحر الميت.

8- تقسيم السعودية الى كيانات قبلية تعيدها الى حالها قبل وحدتها عام 1922.

9- تقسيم لبنان الى خمس دويلات: مسيحية وشيعية وسنية ودرزية وعلوية.

10- تقسيم مصر الى دولتين على الاقل: اسلامية وقبطية.

11- تقسيم السودان الى دولتين دولة دينية مسيحية في الجنوب (وقد استقلت الآن) وعربية في الشمال.

12- تقسيم المغرب بين العرب والبربر.

13- اعادة النظر في الكيان الموريتاني على ضوء التناقضات بين العرب والزنوج.

وتتابع الاوساط بان برنارد لويس لم يكن آخر من فتت العالم العربي والاسلامي بهذه الطريقة ، بل يضا الضابط الاميركي رالف بيترزالذي نشر في العام 2006 مقالا بعنوان «حدود الدم» اعتبر فيه ا نه رغم المجموعات الاثنية والدينية في الشرق الاوسط مارست الاختلاط والتعايش والتزاوج فانه لا بد من اعادة رسم الحدود لانصاف الاثنيات الموجودة، ويذكر ان الحروب المستمرة بين العرب واليهود ليست صراعا على الوجود بل هي خلاف على الحدود وان المنطقة ستظل تعاني من ا لاضطراب مادامت الحدود مضطربة وغير نهائية.

وتختم الاوساط المراقبة بأن مشروع برنارد لويس يبقى مشروعا قائما بذاته، ونظرية مطروحة بقوة خاصة مع ظروف عربية متاحة ومناسبة تثمن هذا المخطط وتشرذم واضح، واقتتال وتناحر داخلي يطفو يوما بعد يوم على السطح. كل هذا يقدم خدمة جليلة للاستعمار الحديث الممثل بالدولة الاسلامية في العراق والشام اي داعش وهو استعمار تكفيري اصولي ارهابي، مما يمهد لمشروع «سايكس بيكو» جديد والذي يحكى عنه هذه الفترة في الكواليس وعلانية قد يحرق المنطقة ليحفظ أمن إسرائيل. واذا كانت بلاد الشام والعراق وهي التي تعرضت لقسمة سايكس بيكو، فإن المنطقة العربية برمتها موضوعة على مشرحة التقسيم المتجدد، منه ما تطرحه «داعش»، ومنه ما قيل عن الشرق الاوسط الجديد، ثم الكبير، وكلها محاولات لكتابة جغرافية مختلفة عن كل ما سبق.