تابعت خلال الحلقة الماضية من برنامج الحكومة في ميزان الشعب الذي قدمته التلفزة الوطنية مساء الثلاثاء الماضي لقاء مع وزير التهذيب الوطني با عثمان الذي عرض خلاله سياسة قطاعه واصفا ما سبقه فاسد لا يتحمل مسؤوليته وأن كلما هو موجود من إنجازه وبأنه سائر في الاصلاح وكأننا أمام حلقة مع وزير التعليم الياباني أو الفرنسي أوالتونسي ... فعن أي إصلاح يتحدث السيد الوزير ما دامت المدارس في كبريات المدن مؤجرة والمباني متهالكة والمدرس ليس محل اهتمام ؟

عكس ما ذكره السيد الوزير وعرضته وسائل الاعلام الرسمية التي تعد برامج ملفقة تقطع منها وتوصل فإن الجميع يعلم علم اليقين أن القطاع فاسد وأن سياسة السيد الوزير لم تأتي بجديد سوى إعلان " 2015 سنة للتعليم " .

لقد تابعت باهتمام كبير هذه الحلقة علي أجد فيها جديدا يرفع من مستوى هذا القطاع الذي يشهد الجميع بفساده ، لكني أصبت بخيبة أمل حين جاء الخطاب عكس التوقعات فهو عبارة عن عرض روتيني ممل وخالي من المحفزات ، تحدث خلاله الوزير بحرية معززة بشهادات زور من وسائل إعلامنا الرسمية عن منجزات لم تلمس على أرض الواقع حيث يوارون عدسات كاميراتهم عن المباني المتهالكة في حين يركزونها على أقسام قليلة قيد الانجاز ليقول الوزير بأن الخرب منها سبقهم وأن كلما هو قائم من عندهم وكأنه غير معني بإصلاح وترميم مباني مدرسية انتهى عمرها الافتراضي .

كما لاحظت أنه كثيرا ما يتهرب من الأسئلة المحرجة ، فعندما سئل عن عدم انعكاس الميزانية الضخمة على القطاع ، فإذا به يشغل نفسه بهندام المعلم ولثامه وكأنه منح المعلم ما يحصل به على هندام لائق .

نعم المعلم ملثم وهندامه لايليق نظرا للأزمات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها والمدارس خربة في الوقت الذي تكون فيه سيارات الوزير وهندامه من أحدث المودلات !

ففي مدينة كيفه على سبيل المثال لا الحصر توجد عدة مدارس إما مؤجرة بالكامل أو بها أقسام مؤجرة وأخرى خربة في الوقت الذي لم نسمع في عهد هذا الاصلاح المزعوم ترميم أو بناء أي مدرسة سوى بضعة أقسام يتم بناؤها بشكل بطيء جدا كما هو حال كافة المنشآت بهذه الولاية . لقد أثار عجبي وأصابني بالإحباط خلال هذه الحلقة نكتة غريبة حين عرضت التلفزة الوطنية الوجيه المعروف صغيرو ولد السالك وهو يتحدث عن مدرسة البر والإحسان بقلب المدينة والمعروفة باسم المدرسة رقم 5 التي يترأس مكتب آباء التلاميذ بها حين قال بأنها مؤجرة منذ سنة 1966 وحتى الآن ليقلب الصحفي مقدم البرنامج الحديث ويقول : نعم إنها المدرسة رقم واحد التي درست بها بينما هما مدرستان لا علاقة بينهما.

فالمدرسة رقم واحد هي أقدم مدرسية مبنية من طرف المستعمر الفرنسي وهي على خلاف المدارس الأخرى لا زالت شامخة وجيدة بينما المباني المبنية من طرف المقاولين الوطنيين لا يتجاوز عمرها الأسابيع الأولى بعد تنزيلها .

فبينما تتم المحافظة عليها باعتبارها رمز ومعلم من معالم المدينة درس فيها جميع أطر هذه الولاية يقول الوزير عبر الأثير بأن الوزارة قررت تحويلها من مدرسة ابتدائية يتعلم بها أطفال الحي إلى ثانوية .

أي إنجاز هذا الذي يغلق مدرسة ابتدائية لتفتح بدلا منها ثانوية ؟ أليس التعليم الابتدائي مهم ؟ هل الوزارة وهي تتصرف في ميزانية تزيد على 40 مليار من الأوقية عاجزة عن بناء ثانوية وتترك الأطفال يتعلمون في مدرسة درس بها أجدادهم ؟

وهل منكم من سمع كلمة واحدة وردت على لسان السيد الوزير تتعلق بالتكوينات المستمرة وتحفيزات للمدرسين وهو يتحدث عن الاصلاح ! ؟

السالم ولد محمد محمود